مفقدون عبر التاريخ، او ضائعون فى الزمن، لا نعرف لهم تسمية معينة، لكن ما نعرفه عنهم انهم فقدوا ولا يعلم أحد اين ذهبوا؟!، وتظل الظروف الغامضة هى الكلمة الوحيدة التى تعبر عن ما حدث وما انتهت به قصصهم، على الاقل بالنسبة لنا.
عالم المجهول هو ما نحن بصدد التوغل بداخله، فتحوا أعينكم وبدئوا معنا فى البحث عن القصص المجهولة النهاية.
هينرى هادسون: البحارة والمستكشف الانجليزى الشهير، سميت على اسمه نهر، خليج ، كوبرى، مدن، هذا لان صيته ذاع بأنه الامهر والأفضل بين الجميع، تحكى قصته انه فى احد رحلاته ظلوا فى المياه المجمدة لعدة أشهر وكانوا جوعى، وأنصاف مجمدين، ولديهم الحنين الى العودة لبيوتهم، ولا أحد يعلم ماذا حدث بالفعل، يقولوا بأن طاقمه تخلص منه هو وابنه وعدد من المخلصين له، وعادوا مرة اخرى لانجلترا، وهذا المكان هو يدعى الان قاعدة هادسون فى كندا، ويعتبر العام 1611م، هو العام الذى فقد فيه، ولم يسمع احد عنه ثانية، وقد تعرف طاقم رحلته للمسائلة القانونية عن سر اختفاءه حيث وجهت لهم تهمة قتل قائدهم، ولكن فى حقيقة الأمر لا أحد يعلم حقا ماذا حدث له؟!
إميليا اير هارت: ماذا يسعنا ان نقول عنها؟، انها اول امراءة تطير وتجتاز العديد من الصعوبات، كما انها مؤلفة، ومعلمة، ومصممة أزياء، ورئيس تحرير مجلة، وفعلت كل هذا ولم يتجاوز عمرها 39عاما، كما انها لم تعش أكثر منهم، تلك المرأة ذات السيرة الذاتية المميزة، اختفت هى ونونان فريد وهم على متن طائرة كانت فى طريقها من جزيرة هاولاند إلى شركة لوكهيد الكترا، ولعل هذا الاختفاء الغامض فى المحيط الهادئ تبعه أكبر عملية بحث وتفتيش عنهما وعن الطائرة المفقودة فى تاريخ الولايات المتحدة الامريكية.
وبعد بحث دام طويلا انتهى الى ان اعلنت وفاتها غيابيا عام 1939، وتحدثوا عن سقوط الطائرة بعد نفاذ الوقود، ثم السقوط فى المحيط الهادئ، وحوت تلك القصة العديد من التأويلات منها ما هو أقرب للحقيقة، ومنها ما هو بعيد كل البعد عنها ويرقى فى بعض الاحيان لدرجة الاساطير والخرافات.
وفى رحلة انفق فيها الباحثون نحو 2.2مليون دولار توصلوا ان طائرتها تحطمت بالقرب من جزيرة نيكومورو وهم ياملون ان تكون قصتهم صحيحة، أما بالنسبة للخرافات فمنهم من قال انها تعمل مع الرئيس الامريكى فى ذلك الوقت فرانكلين روزفلت وانها تعمل فى التجسس على اليابان وتطير سرا حول العالم ، كما تحدث احدهم عن قصة أكثر تطرفا، بأنها لا تزال على قيد الحياة وانها قامت بتغيير اسمها إلى “ايرين كريجميل بولام” وعندما ذكر جو كلاس فى كتابه(حيوات اميليا اير هارت)، ادى الى ان ايرين الحقيقة التى تعمل فى احدى البنوك وتهوى ركوب الطائرات، ادى الى رفعها لقضية طالبت فيها بدعوى 1.5 مليون دولار كتعويض عن هذا الكلام الجائر فى حقها وحق اسمها، مما ادى لسحب كلاس كتابه من الاسواق بعد ان تم نشره.
هورلد هولت: فى 17 ديسمبر عام 1967 ذهب رئيس الوزراء السابع عشر لأستراليا، للسباحة فى شاطئ شيفوت، وبعد يومان من البحث المضنى عنه، أعلنت وفاة هولت عن عمر59 عام غيابيا حيث لم يتكمن فريق البحث من العثور على جثته، ورجحوا سبب الوفاة انه يكون غرق لان المنطقة التى سبح بها معروفة بالتيارات الشديدة والمخاطر كما انه كان يتلقى علاج بسبب أصابة فى منطقة الكتف.
ولم خلوا قصة هولت من التكهنات والشائعات، فمنهم من قال ان الاطباق الطائرة قامت بخطفه، واخرون قالوا انه اختفى ليهرب مع عشيقته مارجوري غيليسبي، والبعض قال ان غواصة صينية كانت فى انظاره فى عرض الشاطئ وانه كان جاسوس تابع للصين وانه ذهب ليكمل حياته هناك، وهذا بحسب ما ذكره الكاتب انتونى غراى والذى كتب ان رئيس الوزراء كان جاسوسا، الامر الذى رأته زوجته مثيرا للسخرية والضحك وقالت انه حتى لم يكن يحب الطعام الصينى.
وفى فيلم وثائقى صدر عام 2007، ويحمل اسم(من قتل هارولد هولت؟) رجح الفيلم شبهة انه أقدم على الانتحار فى المياه الفتوحة، الا ان مصادر مقربة منه نفت هذا بشدة وأكدت انه لم يعانى من اى نوبات اكتئاب او حتى امراض عقلية.
جيمى هوفا: هو المؤسسة لشركة سائقو الشاحنات، وقد تلاشى فى هذا العالم الكبير من أمام احدى المطاعم فى ضواحى ديترويت الامريكية فى 30 يوليو 1975، وعلى مدى عقود طل الجميع لا يعرفون ماذا حدث له فعلا؟ واين اختفى؟! ولكن زعيم المافيا فى هذا الوقت اعترف اخيرا انهم لهم يد فى قصة اختفائه.
وتعددت القصص والرويات والاكاذيب ايضا حول مكان جثته واين اختفت؟! ولكنه فى اغلب الظن دفن فى قبر ضحل فى مقاطعة اولاند فى ولاية ميشيغان حوالى 20 ميل الى الشمال من المطعم الذى شوهد فيه حيا لأخر مرة.
دى.بى.كوبر: وفى الحقيقة لسنا متأكدين من هذا الاسم، فهذا الرجل اشترى تذكرة طائرة تحت هذا الاسم، ثم صعد على متنها عشية عيد الشكر فى امريكا، وذلك من العام 1971، وهذا التاريخ تحديدا لا يمكن ان ينساه عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالية، وبعد مرور نحو 30 دقيقة على إقلاع الطائرة اخبر كوبر طاقم الطائرة انه بحوزته عدد من المتفجرات وطال بفدية قدرها 200,000 دولار، واربع مظلات وشاحنة للتزود بالوقود.
وبعد حوالى ساعتين من التحليق قامت السلطات بالإستجابة لطالبات كوبر، وهبط بالطائرة واستلم الفدية والمظلات، وفى أثناء تزود الطائرة بالوقود، أمر كوبر ربان الطائرة بالتوجه لمكيسكو سيتى، ولكن كوبر وبعد ان اقلعت الطائرة بحوالى 30 دقيقة قام بإرتداء المظلة واخذ المال، وقفز من الطائرة قبل ان تصل وجهتها فى منطقة جنوب غرب واشنطن بالقرب من جبل سانت هيلين قفز من ارتفاع نحو 10,000قدم.
ولم يتم العثور عليه حتى الان، هذا الرجل الذى كان وما يزال لغزا محيرا لجميع وكلات الاستخبارات، ولم يتم العثور على اسمه فى السجلات، ولم يتم التوصل لهويته الحقيقية حتى الآن، هذا الرجل كوبر هو لغز محير وهو رجل امريكا الغامض الذى ما يزال البحث جارى عنه حتى يومنا هذا.
ازاريا تشامبرلين: البالغة من العمر 9 أسابيع اعلن اختفائها فى العام 1980 بإستراليا، تلك القضية التى ذاع صيتها إلى حد يومنا هذا، تلك الفتاة التى اعلان نهائيا انها تم اختطافها من قبل الكلاب البرية المغيرة، ولكن هذا الامر اكتشف فى القريب اما فى وقتها فقد قامت المحكمة بتوجيه الاتهام لأمها ليندى تشامبرلين والتى تعرضت للسجن بعقوبة السجن مدى الحياة، الا انهم قاموا بإطلاق سراحها بعد العثور على قطعة قماش من ملابس ابنتها فى عرين لهؤلاء الكلاب، هذا الاكتشاف الذى تم بمحض الصدفة، لم يكن احد ليتوقعه ابدا، وتم اسقاط جميع التهم عن الاب والام بعد ذلك بمرور ثلاث سنوات، والجدير بالذكر ان اخر تحقيق جرى فى هذا الامر كان فى عام 2012 واسفر عن نفس الأدلة انه تم اختطاف الرضيعة على يد الكلاب البرية.
فرانك موريس:اختفى فى يونيو1962 من سجن الكاتراز، وعمره فى ذلك الوقت 36 عام.
دوروثي أرنولد: اختفت عام 1910 بنيويورك عن عمر 25 عام.
جان سبانجلر: ممثلة وراقصة اختفت فى اكتوبر 1949 فى لوس انجلوس عن عمر 26 عام.
جيم تومبسون: رجل الأعمال الأمريكى اختفى فى مارس 1967 من مرتفعات الكاميرون بماليزيا عن عمر 61 عام.
شون فلين : المصور الصحفى اختفى فى ابريل 1970 فى كمبوديا عن عمر 28 عام.
أوسكار زيتا أكوستا: المحامي و الناشط ورفيق سفر من هنتر تومسون اختفى فى فبراير 1974 عن عمر 39 عام.
ريتشي ادواردز: عازف الجيتار، اختفى فى فبراير 1995 فى لندن عن عمر 27عام.
البيسون ديلي: لاعب كرة السلة للمحترفين المقاعد اختفى فى يوليو 2002 فى تاهيتى عن عمر32 عام.
وتظل تلك ملفات مفتوحة وقيد التحقيق ومنها من توصلوا لأسبابه ومنها مايزال البحث جارى عنها، وتظل الحقيقة غير موجودة وغير محددة الهوية ايضا، ولكنها بالطبع فى علم الواحد الديان.