TODAY- Thursday, 27 October, 2011
احد وجهائها يقول انها تعاني {الاقصاء والاهمال} رغم كل مقاومتها للاستبداد والاستعمار
مدينة الحي: تحتضن قبور الصحابة وتشتهر بالغناء والشعر وصناعة العباءة العربية
شارى الحي: گورى سه حابه كان هه مبيز ده كات وبه ناوبانگ ده بيت به گورانى و هونراوه ودروستكردنى راپيچى عه ره بى
الفرقة الموسيقية في المدرسة الجعفرية احدى اشهر مدارس مدينة الحي في صورة التقطت عام 1947
واسط – العالم
اقترن اسم قضاء الحي بتاريخ الشعر والادب والسياسة والنخوة والكرم العربيين، اذ لا غرابة على هذه الحاضرة الجنوبية التي اقترن ذكرها بالتحولات الكبرى التي مرت على العراق منذ اندحار الجيوش البريطانية الزاحفة على بغداد عام 1917، ووصولا الى احتضانها الحركة الوطنية في العهد الملكي وليس انتهاءا بمواقفها الرافضة والمناوئة للدكتاتورية السابقة.
وتقول عنها موسوعة ويكيبديا الالكترونية "الحي مدينة عريقة ولها تاريخ معروف في مقاومة الظلم واستبداد الانظمة، وفيها الكثير من العوائل العريقة ويسكن حولها مجموعة من العشائر العراقية الاصيلة. فيها كورنيش جميل على ضفاف نهر الغراف الذي يقسم المدينة إلى الولاية والكرادة حيث بساتين الفاكهة. من المعالم المعمارية اعدادية الحي والسوق المسقف ومستشفى الحي وعدة مباني أخرى".ويشتهر قضاء الحي بالزراعة والنسيج الصوفي التقليدي ومعامل الطابوق (الطوب)، ويتبع قضاء الحي بلدتين هما الموفقية والبشائر.
وفي لقاء مع "العالم" يقول الشيخ كريم عويد كاطع الشحماني ان "قضاء الحي معروف بتاريخه وامتداده الطويل، ويمتاز بتراثه الشعبي الفريد والزاخر بالمفكرين والشعراء والمطربين"، ويضيف "مع ذلك فان المدينة لها طابع ديني لانها تحتضن مرقد الصحابي سعيد بن جبير ولذا يسميها البعض باسمه".
الشيخ كريم الشحماني، احد وجهاء المدينة المعروفين، يواصل حديثه عن شعراء الحي وموروثها الغنائي والفلكلوري بالقول "الحي ولاده للمواهب فهي مدينة الشعر الشعبي، فالقضاء انجب الشاعر الشعبي عبدالله الحاشي وابن ادباس من الرواد، ومن الجيل الحالي فهناك الشاعر المعروف ناظم الحاشي وعبد الرضا الزاملي".ويضيف "رغم الطابع الديني للحي فانها تميزت واشتهرت بالغناء الريفي وبالخصوص الطور الغنائي الغافلي الذي سمي بهذا الاسم نسبة الى اولاد غافل الذين لا يزالون يقطنون الحي".
وعما تشتهر به الحي بالاضافة الى الشعر والغناء، يقول الشيخ كريم "مدينتا مشهورة بانتاج السجاد الحياوي المعروف على مستوى العراق، و كما ان الحي تشتهر ايضا بحياكة العباءات العربية (البشوت) التي وصل صيتها الى دول الجوار حتى اخذ البعض بتهربها عبر الحدود وخصوصا الى السعودية".
وحول الطبيعة العشائرية لمدينة الحي، يقول الشيخ كريم الشحماني ان " عشائر قضاء الحي لها تاريخ جهادي واجتماعي معروف منذ الاربعينيات والخمسينيات وصولا الى زمن صدام حسين، وابرز هذه العشائر الشحمان وعكيل والسادة الصوافي ومياح وغيرها من العشائر الكريمة الاخرى".
ويوضح الشيخ كريم عويد، الذي يتولى مشيخة فخذ آل موسى في عشيرة الشحمان، "عشيرتنا تعود الى قبيلة مياح تلك القبيلة التي ينتمي اليها 18عشيرة، ويتولى مشيختها الشيخ مهند هلال البلاسم الياسين".وعن علاقة عشائر الحي بعضها وببعضها الاخر، يقول الشحماني "شيوخ العشائر هم حكماء المجتمع وهم من يقوم بفصل الخصومات على اساس الحق والعدل بما يرض الشرع والضمير، وهم من ينصر الحق ويتصدون للظلم"، ويضرب مثلا على ذلك "قبل فترة كانت لدينا مشكلة مع عشيرة العكيل، وهي عشيرة كبيرة ومعروفة، في قضية فصل عشائري بلغ 40 مليون دينار ولم تتمكن عائلة الشخص المذنب من دفعها فقمت انا بدفعها من جيبي الخاص".
ويتابع الشيخ كريم، الذي يعد من ابرز رجال الاعمال في الحي الى جانب مسؤولياتها العشائرية، حديثه عن الواقع الخدمي للقضاء قائلا "قضاء الحي يفتقر الى الكثير من الخدمات رغم ان الكثيرين يسمونه (العوجة الثانية) بحكم انتساب محافظ واسط السابق اليه وتسنم ابناء القضاء لمسؤوليات ادارية في المحافظة، لكن الخدمات والبنى في مدينتنا لا يناسب ما يشاع عنها". ويشدد على ان "سياسة الاهمال والاقصاء التي تعرض لها الحي في عهد النظام السابق لا زالت مستمرة ولم يتم انصافها حتى اللحظة".ويلفت الشيخ كريم الشحماني، الذي يعد من قادة الانتفاضة الشعبانية عام 1991، الى وضعه الخاص كدليل على اهمال المدن والاسر المضطهدة في السباق" شاركت انا وابناء عشيرتي واهالي الحي في الانتفاضة الشعبانية في سنة 1991 وقد ابلينا بلاءا حسنا، وبعضهم اعدم واخرين هاجروا، الا انني لم استطع الهجرة خارج البلاد واجبرت على العمل مزارعا في مدينة الرمادي باسم حركي".
ويضيف "انا من عائلة معروفة بمعارضة لحزب البعث فقد سبق وان استشهد اخي (شاكر عويد) من مواليد 1967 على يد البعثين بعد مقاومة عنيفة ، لكن الحكومة الجديدة لم تنصفني انا واسرتي رغم الادلة والوثائق التي تثبت الضرر الذي تعرضت له انا وعشيرتي".