في عصر العولمة، في زمن السماء المفتوحة، تتساقط علينا الفتن من الفضائيات كما
ينهمر المطر غزيرا متتابعا، فما من بلدة من بلدان المسلمين إلا وتزخر
بالأطباق والهوائيات التي تعبر عن غزوة شرسة تأتينا من الفضاء محملة بصنوف من
الفتن ولقد تنبأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الواقع المرير، حين صعد قمة عالية فنظر في
البيوت وقال: إني أرى الفتن تقع خلال بيوتكم كمواقع المطر. والحديث رواه
قنوات تبث الفواحش والضلالات
وأكثر القنوات تبث المشاهد الخليعة والصور الفاضحة والأغاني الماجنة والأفلام
والمسلسلات الهابطة، ولا بأس أن يتخللها برامج الأبراج وتوقع الحظ وادعاء العلم
بما يكون في غد من أمور الغيب، وبرامج تفسير الأحلام، والقنوات التي تخاطب
أطفالنا وتشكل عقولهم ووجدانهم، فضلا عن القنوات الرياضية، وبعض هذه القنوات
لا يتم استقباله إلا بعد دفع اشتراكات مالية ومع هذا فالناس اليوم يتهافتون
عليها بصورة أو بأخرى ويستوي في ذلك الفقراء والأغنياء
ولكن الأعجب من هذا كله أن تجد قنوات للدعارة والجنس تدعو صراحة للممارسات
المحرمة عن طريق التواصل بالهاتف، وإني لأعجب كيف تدخل هذه القنوات بيوتا
تمتلئ بالشباب من الجنسين ذكورا وإناثا، وما الذي ينتظر يرجى من وراء هذا
الخبث، وقد عادت صاحبات الرايات الحمر يقتحمن البيوت، وينشرن البغاء ويدخلن غرف
النوم عبر هذه القنوات والفضائيات التي أصبحت «فضائحيات».
الــدجــــــــالــون
نوع آخر من القنوات يقوم على الدجل والشعوذة ويستغل البسطاء من المسلمين
فيوقعهم في ألوان من الشرك كبيره وصغيره، ويسطو على أموالهم بألوان من الخداع
والتضليل، والمشاهدون يتهافتون على هذه القنوات كما يتهافت الفراش على النار
يحوم حولها ويسقط في أتونها .
هذا مع أن ربنا تبارك وتعالى حذرنا هذا الدجل وأخبرنا أن السحرة يتعلمون ما
يضرهم ولا ينفعهم ويسعون للتفريق بين المرء وزوجه فقال تعالى: ولما
جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق
من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم
كأنهم لا يعلمون واتبعوا ما تتلوا الشياطين
على ملك سليمان وما كفر سليمان ولـكن الشياطين
كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين
ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا
إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما
يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضآرين به
من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا
ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من
خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون
(البقرة:101، 102).
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يحذرنا إتيان الكهان ويقول: «من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما
يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ».