هناك القليل من الأماكن عبر العالم التي توفر فرصة مشاهدة الآثار التي خلفتها الكوارث الطبيعية العنيفة، وبلدة بيتشوان هي واحدة منها.
بيتشوان هي بلدة ريفية تقع على بعد نحو 143 كيلومترا من شمال مقاطعة تشنغدو، في الصين، على الوادي المعروف باسم "الرجل الطويل" أو "بوابة التنين". في 12 مايو 2008، دمر زلزال بقوة 7.9 على مقياس ريختر، المدينة بأكملها، وسقطت معظم مبانيها أرضاً، ويعتقد أن أكثر من 90 ألف شخص قد لقوا حتفهم حينها، 8600 منهم في بيتشوان وحدها، أي تقريبا نصف سكان المدينة. من بينهم 1300 طفل دفنوا تحت أنقاض المدارس، وفقاً لما ذكره موقع "ناشيونال بوست".
بعدما حطم الزلزال المدينة بأكملها، واجهت الحكومة مهمة صعبة لتنظيف المكان وتوفير المأوى للمنكوبين، علما أن 80٪ من المباني سقطت أرضا، وما زاد الطين بلة هي الانهيارات الارضية التي تلت الزلزال العنيف والتي دفنت المدينة ومعالمها تحت كومة ضخمة من الطين. وأمام حجم الخسائر الكبيرة، لم تجد الحكومة حلا سوى نقل السكان الباقين على قيد الحياة إلى بلدة جديدة في أسفل التل في يونغ تشانغ، على بعد 12 ميلا من الموقع القديم، وإبقاء مدينة بيتشوان على وضعها الحالي، وإعلانها كنصب تذكاري يشهد على الزلزال المدمر.
اليوم، تظهر بيتشوان وكأنها مدينة مجمدة، بعدما تحولت إلى متحف على الهواء الطلق يشهد على تاريخ المدينة المنكوبة، حيث يمكن للزوار مشاهدة الدمار الذي تعرضت إليه بأم أعينهم. وتم دعم المباني الآيلة للسقوط بدعائم خشبية لتكون آمنة لهم.
وتعتبر بيتشوان النصب التذكاري الوحيد لأنقاض مدينة حديثة دمرتها كارثة طبيعية عنيفة، يتم الاحتفاظ بأطلالها كما هي وكأن الزلزال ضربها قبل دقائق فقط.