بيّنت دراسة كندية حديثة أن السيدات اللاتي تم تشخيص حالتهن بالبول السكري حديثاً ربما يكنّ أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي.
واستعان فريق البحث بقاعدة بيانات تتضمن حوالي 170 ألف سيدة في كولومبيا البريطانية ونصفهم أصيبوا حديثاً بمرض السكري من النوع الثاني، ثم قاموا بتتبع حالتهم لـ4 إلى 5 أعوام، وفي أثناء تلك الفترة أصيبت حوالي 2400 سيدة بسرطان الثدي، وتبين أن السيدات الأكبر سناً ومن هن في فترة سن اليأس من مرضى السكري كن أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي من نظيراتهن من غير مرضى السكري.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها الربط بين السكري والإصابة ببعض أنواع السرطان مثل سرطان الثدي، إلا أن أحد أسباب اكتشاف تلك الصلة بين السكري وسرطان الثدي بشكل خاص هو دأب الباحثين في البحث في هذا المجال والذي لا يعني بالضرورة أن مرض السكري يزيد من مخاطر إصابة السيدات بسرطان الثدي خاصة.
وقال الباحث من جامعة ألبرتا بإيدمونتين الدكتورة جيفري جونسون: "يتساءل الباحثون عن حقيقة تلك العلاقة بين مرض البول السكري وسرطان الثدي وما إذا كان ذلك يرجع لكثرة تردد مرضى السكري على الأطباء وخضوعهم لفحوص شاملة قد تتضمن أشعة على الثدي، وبهذا يتم الكشف المبكر عن المرض لدى هؤلاء الأشخاص، وهل يعني هذا أن السكري بشكل خاص يزيد من مخاطر إصابة السيدات بسرطان الثدي".
واقترح الباحثون حينئذ أن وجود سلوك ما لبعض الأشخاص يزيد من مخاطر الإصابة بكلا المرضين مثل التدخين وقلة الحركة وعدم اتباع نظام غذائي صحي سليم،
وربما تتسبب التغيرات في مستويات الأنسولين وسكر الدم المصاحبة لمرض السكري في تسهيل نمو أورام الثدي، كما قال جونسون.
وعلّق خبير الهرمونات بكلية طب جامعة هارفارد ببوسطن الدكتور كريستوس مانتزوروس قائلاً: "هذه النتائج قد تعني إما أن تشخيص حالات أكبر لسرطان الثدي بين مريضات السكري يرجع للمتابعة الأكثر لمريضات السكري أو لأن هناك جذور مشتركة للمرضين تتسبب في نموهما معاً في فترة وجيزة".
وأضاف جونسون: "الرسالة التي تقدمها هذه الدراسة هو أن تعمل كل سيدة على تجنب السلوكيات التي قد تزيد من مخاطر الإصابة بالمرض مثل التدخين وأن تتابع الفحص الدوري على الثدي للكشف المبكر عن المرض".
وكشفت دراسات سابقة أن مرضى السكري لديهم مخاطر أعلى للإصابة بسرطان القولون والبنكرياس والكبد بالإضافة لسرطان الثدي.