سمعتُ صوتك منساباً إلى أُذنى *** حتى أهاج بصدرى كامن الشجن
حفظت حبك رغم البعد يا أملى *** و صنت ذكرك فى سرى و فى علنى
أقول للنفس أن تأسى ببعدكم *** فما استجابت إلى قول و لا فطن
زرعت للشوق يكوينى بحرقته *** و يصطلى النفس فى هم و فى حزن
نفيتُ عنك مع الأحلام تأخذنى *** إليك رغم بعيد الأرض أبعدنى
و كنت توأم روحى لا أفارقه *** إلا أفارق من قلب و من بدن
و أنت تبقين ببلاد الهجر نائية *** و توأم الروح مشتاق إلى الوطن
أحب صوتك مهما كان ذكّرنى *** وعادنى طيفك الغالى فأسعدنى
رددتِ ذاكرتى لمّا يغيّرها *** بُعْدُ المكان و لا بُعْدٌ عن الوسن
قتيل حبك لا دنيا تبدّله *** و لا الظروف و لا سيلٌ من المحن
إذا قسوتُ فما بالصدرعادته *** و كم يذيب فؤادى شوق مُرتَهَن