أعلم منيكان للشيخ الأنصاري زميل في الدراسة اسمه سعيد العلماء، وكانا يحضران معاً عند الأستاذ شريف العلماء، وبعد مرور عشر سنوات على الدراسة معاً استدعى أهل مازندران سعيد العلماء لكي يقيم لهم صلاة الجماعة، ويفتيهم في المسائل الشرعية، ويقضي حوائجهم، فلبى دعوتهم، فيما بقي الشيخ الأنصاري في مدينة كربلاء، ثم انتقل بعد وفاة شريف العلماء إلى النجف، وظل يواصل الدرس والتدريس. ولما توفي صاحب الجواهر كانت الأصابع تشير إلى الشيخ الأنصاري، وتطالبه بالتصدي للمرجعية، ولكن الشيخ الأنصاري أجاب مناشديه بأنه يشترط الأعلمية في مرجع التقليد، وأنه يذكر أن سعيد العلماء كان أذكى منه أيام دراستهما في كربلاء، فذهب وفد من العراق إلى مدينة مازندران، وعرضوا الأمر على سعيد العلماء، وطلبوا منه أن يصدر رسالة عملية ليتسنى لهم تقليده، ولكنه امتنع معلّلاً بالقول: "إنني انقطعت عن البحث والتحقيق منذ مغادرتي كربلاء، لأتفرّغ لإمامة الجماعة، فيما واصل الشيخ الأنصاري الدرس، وكان متفرغاً للبحث والتحقيق، فصار أعلم منّي، وإن كنت سابقاً أعلم منه".