لوف كسب بينتو مبكرا بأهداف مولر وتغيير المراكز18/06/2014 07:52
في واحدة من أجمل مباريات الدور الأول تنوعاً في الأداء الخططي والتنظيمي، اكتسح المنتخب الالماني نظيره البرتغالي لعباً ونتيجة وفاز عليه برباعية نظيفة ،وشهد هذا اللقاء الكثير من نقاط التحول الخططية أسهمت بشكل مباشر في تغيير مجرياته ،أبرزه ، طرد المدافع بيبي في الشوط الاول وإصابة المهاجم الميدا و الظهير كوينتراو.
دخل يواكيم لوف معتمداً على نظامي لعب(4-5-1) في الدفاع سرعان ما يتحول إلى (4-1-4-1) عند الحالة الهجومية أي يبدأ رباعي الدفاع (بواتينغ ،ميرتساكر،هوملز، هوفيديس)، في حين بقي لام في خط الوسط وأمامه (مولر، خضيرة ،كروس،غوتزه) اخيراً اوزيل في المقدمة ، مع ملاحظة أن مولر كان يبدل مركزه مع لاعبي الوسط ويتحول إلى رأس حربة في الأمام.
بينما، لعب المدرب باولو بينتو بنظامي لعب(4-3-2-1) و(4-4-1) بعد طرد بيبي ، وبالمدافعين( كوينتراو، بيبي، برونو، بيريرا) في الوسط (فيلوسو ، ميريلس ،موتينيو )،(رونالدو وناني) في طرفي الملعب وأمامهم المهاجم الميدا.
إن تفوق الالمان في هذا اللقاء جاء لأسباب عديدة أهمها:
-طريقة التحضير "المانشافت" القائمة على تدوير الكرة وتحرك اللاعبين في جميع إرجاء الملعب وباستمرارية عالية، مع كثرة الخيارات المتاحة لحامل الكرة ، علماً بان بناء الهجمات كان يبدأ من الثلاثي(خضيرة ، لام ، كروس )مع تحركات متقنة وتمركز ناجح للاعبين في الفراغ وطبّقها بنجاح كل من أوزيل ومولر في العمق وغوتزه في الطرف الأيسر، من دون أن نغفل أسلوب لوف المعهود في ضرب دفاعات الخصوم عن طريق الهجوم المرتد وبأقل عدد من التمريرات.
-إن وجود اللاعب (لام) في منطقة الوسط منح "الماكينات" التفوق المستمر في الزيادة العددية عند بناء الهجمات ، كما ان الضغط العالي والقوة البدنية في افتكاك الكرة لهذا اللاعب ضد (موتنيو وميريلس) ، إضافة إلى قوة خضيرة في قيادة الميدا، أسهم بتجريد خط الوسط البرتغالي من خطورته المعهودة.
-التركيز العالي للهدّاف مولر، الذي أستفاد كثيراً من الكرات المقطوعة الخاطئة في ترجمتها إلى أهداف وأسلوبه في الانسحاب والتقدم المستمر تارة على الطرف الأيمن وتارة في منطقة جزاء المنافس.
-إن الطريقة الناجحة التي أتبعها لوف في الحد من خطورة الجناحين رونالدو في اليسار وناني في اليمين ومنعهما من أي اسناد مقدم من الخلف سواء من الظهيرين كوينتراو أو بيريرا بفضل الواجبات المناطة لكل من بواتنيغ و خضيرة يساراً وهوفيديس وكروس يميناً ، في حين شاهدنا غوتزه واوزيل يتراجعان إلى الخلف، وأن هذا الأسلوب أجبر رونالدو على إتباع الحل الفردي لتوفير مساحة لعب لنفسه للنفوذ منها ،كذلك أعتمد كثيراً على التسديدات المباشرة لغياب الربط والتنسيق من الخلف وذات الكلام يقال عن ناني الذي لاقى صعوبة في تجاوز خصمه هوفيديس.حالة الطرد والإصابات أثرت كثيراً على أداء البرتغاليين يضاف لها أن تسجيل الألمان لثلاثة أهداف في الشوط الاول وقد انهى المباراة في شوطها الاول حسابياً وأثرت على روحية الفريق الأحمر.
- لو عدنا إلى تأثير طرد بيبي نجده انه جاء على حساب فعالية لاعب الارتكاز فيلوسو الذي يعد بيضة القبان في خط الوسط مما دفع المدرب بينتو إلى إخراجه والزج بالمدافع ريكاردو كوستا بالتالي وكان هذا التبديل اضطرارياً على حساب منطقة الوسط والأدوار الدفاعية التي يؤديها لمراقبة مولر و اوزيل أو عندما يتحول الى جهة اليسار لضغط على غوتزه.
-كما إن اصابة الميدا الذي كان بعيداً عن مستواه الفني وخروجه مبكراً حرم " برازيل اوروبا " من إمكانية الاستفادة من البديل المهاجم بوستيغا وأيضا ان مصائب الاصابة لم تأت فرادى على رؤوس البرتغاليين ، وجاءت هذه المرة على حساب المدافع كوينتراو الذي عرف عنه اللعب المنسق مع رونالدو وبالتالي فان بديله اندريه الميدا اخفق في سد الفراغ مع مشاكل دفاعية فردية وأخطاء بالجملة ارتكبها مع زميله برونو الذي تسبب بهدفين ،بسبب عدم تفاهمه مع زميله كوستا.
- ان ستراتيجية لعب البرتغال في توظيف الفريق على قدرات رونالدو اثبت فشلها ، فالفريق الالماني يمتاز بأسلوب خاص ونهج دفاعي منضبط كما ان المهارات الفنية للاعبي الريال تختلف بنسبة كبيرة عن الذهنية الخططية لزملائه في المنتخب البرتغالي ، دون أن نخوض في مسألة جاهزيته وتعافيه من إصابته الأخيرة.