أى أنسام أتت تحمل نفحا من دواليك فريد
أى عبقٍ منك يسرى
رغم عصف الريح ثابت ويزيد
كلما تشتد ريح حوله له فى الإنتشار مزيد
ما أُحيلاه نسيم سرى بانفاسك عطرا
كل صبحِ ومساء يكتسى عبق جديد
ياوردة نبتت بغير سقايةٍ
كساها الندى ثوبا كما شاءت
بغير دراية
حسنا يدثرها كما كانت تريد
العبق عبقك
والشذى الآخاذ منك
للأزهار يمنحه شذاك
حبستيها نبضات حب
بين الضلوع تكتما
فنمت حقول ريحان
تفوح تكلما
همسا بعبق هوىً
لمن يبادلك الهوى صمتا
وحبك بين أضلعه نما
لكنما هيهات لمثله بوحا
يجرح للاقاحى مقل
إن ذاع له سر
أو حكاه تألما
الحب عند البعض تهريجٌ
وفخفخةٌ وإعتزاز وتفاخر
وبكما تسطع للحب فى الصمت مآثر
أيها الكروان الذى كلما
اشتد به الحنين غرد
حبس الدمع ترنيما وأنشد
يناجى صباً له فى البعدِ
شوقاً به إفتن مقتولا كَمِد
يبادله شوقاً وهو يدرى مثله
مالأملٍ تبقى فى اللقاء أبد
لكنما بين الارواح لقيا
وإنصهار سرمدى
عهدٌ له كرحيب الأرضِ مد
يرعاه حِنواً كل صبحٍ ومسا
تحمل الأنسام منه له حلو الشذى
ولهاً وشوقاً حديثاً ناعماً همسا
يعطر روحه الظمِئة ويرويها
يدثرها الندى
الحب فى الأرواح أسمى غاية
منه فى الأجساد
رواسيه فى الأزمان كالأوتاد
كالخمر عتقا بالتقادم يزداد عتقا فى البعاد
يسطر التاريخ حبا خالدا
يبقى منارا وضياء
حب نمى بين نهر بالارضِ يجرى
وقمرمسكنه كبد السماء
يناجيه حبا ما زار مساء
على سطحه المنساب يرسل رسما
عبر المسافات فى أُذنيه يهمس شوقا
والنهر يزكيه الوداد تبسما
خلوة بينهما تنضح بالنقاء
بس لواعجَ وتفريج همٍ وصفاء
يشتكى النهر له ما يلاقى من عناء
يمسح القمر دمعته بمنديل ضياء
لا كما تهوى الفراشات الزهور
لامتصاص رحيقها
من حولها طائفة تدور
أو كحب النحل للأزهار
يبثها الأشواق يهدر بالطنين
يخدرها به يصم أذانها
ويسلبها الرحيق مخلفا بها مر الأنين
حبك فى قلب نسائم الليل باقىٍ
عبر الشتاء وشراسة الامطار
عبر عصف الريح يبقى شامخا
وتتساقط من حوله الاشجار
يا وردة سحر عبيرها قد أسكر الأزهار
بقلمى/ ود جبريل