TODAY - Wednesday, October 26, 2011
بارزاني يزور كركوك وسكانها العرب يرفضون لقاءه
أ. ف. ب.
قاطع عرب كركوك الاجتماعات التي عقدها رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني، لدى زيارته محافظتهم الاربعاء رغم اعلانه انه يحمل رسالة "التعايش والوئام" ووعوده بتحسين الاوضاع في المحافظة الغنية بالنفط.
ووصل بارزاني والوفد المرافق له الى مدينة كركوك صباح اليوم في زيارة هي الثانية من نوعها هذا العام.

وقال بارزاني في كلمة القاها في دار الضيافة، "جئنا الى مدينة كركوك لايصال رسالة الوئام والتعايش السلمي بين المواطنين".
وأعرب عن أمله بأن تصبح كركوك "نموذجا للتعايش السلمي" مخاطبا المواطنين هناك بالقول "نؤكد لكم أننا سنبذل كل ما في وسعنا لكي نحقق لكم كل ما يتم تنفيذه في اقليم كردستان".
ويسعى الاكراد لبسط نفوذهم في محافظة كركوك الغنية بالنفط، بالتزامن مع مطالبتهم المستمرة بالحاقها باقليم كردستان بذريعة كون الاقليم جزء من العراق.
وقال بارزاني بهذا الخصوص، "نحن لم نتجزأ عن العراق، لكننا وفق تجربتنا وتجارب العالم، نعلم أن الفدرالية للعراق هي أفضل حل".
واضاف ان "الفدرالية هي أفضل حل للعراق لكي يتم نشر المساواة... ولا يصبح البلد متعدد الاقاليم".
وقاطع عرب كركوك الاجتماعات التي عقدها بارزاني مع مكونات كركوك.
واكد نائب محافظ كركوك راكان سعيد الجبوري، ان "ممثلي العرب والتركمان قاطعوا الاجتماعات مع بارزاني لان هناك مشكلة واسباب حقيقة هي ان العرب يئسوا من التحاور مع المسؤولين في كركوك (كونها) دون جدوى".
ولكن التركمان عقدوا لقاء مستقلا مع بارزاني بعد الاجتماع استمر نحو عشر دقائق.
واكد المجلس السياسي العربي، اكبر الكيانات السياسية الممثلة لعرب كركوك، في بيان ان "قضايا كركوك ومشاكلها هي من مسؤولية الحكومة المركزية واي قرار يتخذ لاغراض سياسية او غيرها سيؤثر على ارادة شعبنا في هذه المحافظة وهو مرفوض".
وطالب المجلس عدم اتخاذ اي قرار يتعلق بكركوك "الا بمشاركة جميع المكونات وباتفاق تام يحفظ حقوق الجميع".
كما اكد المجلس ان ممثلي العرب في مجلس المحافظة قاطعوا الزيارة" وشدد على ان "اي وفد عربي عشائري او سياسي يتكلم باسم المكون العربي لا يمثل الا نفسه ويعتبر خارجا عن الاجماع العربي".
وقال بارزاني ردا على هذه المقاطعة "انا احترم رأيهم (لكن) اذا قاطع احد ولا يريد ان يسمع الرأي والحوار فكيف تحل المشاكل؟".
وتابع محذرا "جئت من اربيل لكي اسمع ولامد يد الاخوة واذا كان (هناك) من يرفض مد اليد فهو يتحمل المسؤوليه".
واكد بانه "ليس هنالك اي حل لكركوك الا ان يقبل احدنا الاخر، لان كركوك تعرضت للتغيير الديموغرافي الذي اساء لنسيجها الاجتماعي وعلينا ان نجبر (نصلح) ما خربه الاخرون" في اشارة للتغيير في التركيبة السكانية الذي قام به نظام صدام حسين.
وتواجه كركوك التي يعيش فيها حوالى 900 الف نسمة يمثلون معظم اطياف المجتمع العراقي، تحديات ومشاكل مختلفة ابرزها التنازع على السلطة.
ويطالب الاكراد بالحاق كركوك باقليم كردستان الشمالي فيما يصر العرب والتركمان والحكومة المركزية على الابقاء عليها كمحافظة مستقلة مرتبطة بالحكومة المركزية.
وفي ما يتعلق باقتراب موعد الانسحاب الكامل للقوات الاميركية، اكد بارزاني ان "الانسحاب مهم جدا، سنحاول ايجاد تنسيق كامل مع الاجهزة الامنية للحيلولة دون حدوث اي خرق (امني) وسنخصص امكانياتنا وقواتنا بالتنسيق مع الحكومة الاتحادية لامن كركوك ولن نسمح للارهاب ان يجعل كركوك ساحة مفتوحة".
ومن المقرر ان ترحل جميع القوات الاميركية عن العراق نهاية العام الحالي.
وفي ما يتعلق بانتشار القوات الكردية في محافظة كركوك قال البارزاني ان "المقرات الامنية المنتشرة في كركوك ستزال عندما يستقر الوضع الامني" لكنه اضاف "يجب ان تبقى (حاليا) ما دام هنالك تهديد وهذا متروك للادارة ومجلس المحافظة".ويرى احمد العسكري رئيس اللجنة الامنية وعضو مجلس المحافظة، ان "الزيارة حملت رسالة تاكيد بان اهالي كركوك احرار بتحديد مستقبل مدينتهم" اضافة الى "عدم وجود نية لاستقدام قوات كردية بعد الانسحاب الاميركي لان القوات (المشتركة) الموجودة الان تؤدي واجبها بشكل صحيح".