العفـــــــــــو يــــا امـــــــــــــــــــــي
العفو يا أمّي جُعلتُ فداكِ .... ومراد نفسي أن أنال رضاكِ
الأنس ولّى و استحال لوحشةٍ .... ومشاعري تهفو إلى لقياكِ
لولا الحياء لخالجتني عبرتي .... ولصحتُ بين الناس: ما أغلاكِ
الله قدّر في الحياة بأنني .... ما كنت في هذي الدُّنا لولاك
من ثديك الزاكي رضعت مبادئي .... وشربت ماء العزّ من يمناك
وترعرعت في راحتيك طفولتي .... و تيسرت طُرُقي بطيب دعاك
تشدو على قسمات وجهك فرحتي .... و تُرينَ أحزاني فؤاداً باكي
وإذا دهتني في حياتي نكبةٌ .... و رأيت في دهمائها إهلاكي
عُقِبَت سلاسلها بألفي مخرجٍ .... فعلمتُ أن دواءها تقواك
يا حبذا لُقياك يا روض الندى .... لأسيح من دنياي في دنياك
ُأمّاه جودي من رضاك فإنما .... جنّات عدن ٍ بابُها قدماك
لا تسخطي أمّي عليّ فإنما .... عُقْبى عقوق الأم كالإشراك
زُكّيّتِ عن "أُفٍّ " " ولاتنهرهما" .... فلسوف يعصىالله من يعصاك
ما زلتُ طفلاً عندها حتى وإن .... ألقيتُ في بحر المشيب شباكي
أهوى الحنان ، وتجتذبني بسمةٌ .... و رجولتي تعتزُّ عند سواك ِ
كم كادني بؤس الحياة و جدبُها .... ليشدَّني شوقي إلى مغناك
ما أطيب الدنيا و أجمل عيشها .... ما فاح مسكك، واستدام رؤاك
لولا قلوب أنتِ درّة عقدها .... لم تعْدل الدنيا سقيط ِشرَاك*
تشدو على أنغام يُمْنك عيشتي .... و أسير في الدنيا بنور مناك
حتى إذا ما أغمرتني بالندى .... و البّر و الخير العميم يداك
ذكّرتِني مُهجاً تعيش شقيّةً .... فقدت حشا أمٍّ كمثل حشاك
قلبي يحنُّ على اليتامى حسرةً .... ألاّ يروا في الدهر مثل نداك
لكنّ لله المهيمن حكمةٌ .... و الله مكتفلٌ بذا و بذاكِ
أمّاه..أمشي في الركاب مودِّعا .... فكأنما أمشي على الأشواك
لكنّها الدنيا . . و تلك طباعها .... فرحٌ. .ولحظة عشرةٍ. .وتباكي
مهما تباعدنا فأنتِ قريبةٌ .... من خاطرٍ يرنو إلى ذكراك
سبحان من خلق المحبّة و التُّقى .... ليضمّها هذا الفؤاد الزاكي
أدعو الإله بأن يزيدكِ صحّةً .... وسلامةً..وتقىً .. وأن يرعاكِ