على مدى السنوات العشر الماضية كانت شاشات القنوات الفضائية تغص بتصريحات الكثير من الشخصيات السياسية من مختلف الأطياف الذين ما انفكوا ينتقدون و يوجهون اللوم ويصل البعض الى التحريض ضد الحكومة والأداء الحكومي، في الوقت الذي اختفوا فيه منذ عدة أيام ومنذ بدء احتلال الموصل من قبل العناصر الارهابية من تنظيمات داعش ومن اشترك معها من العراقيين الذين كانوا حواظن لتلك العصابات.
فلقد تطأطأت الرؤوس واختفت.. أين هم رؤساء الكتل السياسية؟؟ وأين هم الناطقون باسمها؟ وأين دعاة الفرقة والخذلان والوطن مهدد من أعدائه؟؟ لقد كان الشعب يعرفهم ويتخوف منهم إذا ما وضعوا على المحك وفعلاً فقد انحرفوا الى (أقصى اليمين) عندما (محصوا بالبلاء) وهذا البلاء يحيط بالعراق والعراقيين فأين تصريحاتهم؟.. لقد انكشفوا ونعوذ بالله من سوء العاقبة الذي لم يكن قد حسبوا حساباته..
ان من يقف مع وطنه ولو بكلمة فهو أصيل ومن يدافع بدمه وماله فهو مجاهد أعطى للوطن حقه ومن استشهد تاج على رؤوسنا جميعاً فهم في المقدمة عند الله وعندنا..
اليوم يستنهض العراقيون الهمم مدافعين أشداء كل من موقعه فلقد ابتلي الوطن بالخونة ومصاصي الدماء..
لنشاهد ماذا يفعل الاعداء عندما يتمكنون او يحصلون على موطئ قدم في اي مكان فإنهم يعيثون بالارض فسادا، هذه هي اعمالهم الشنيعة تفضحهم في الموصل وتكريت والفلوجة.. لقد استباحوا الاعراض فاغتصبوا الفتيات وجلدوا ابناءنا وافتوا بما هو بعيد عن قيم الدين الحنيف تباً لهم فهل نقبل على نسائنا ان تغتصب من اقذر مخلوقات الكون.. وهل نقبل ان يذل ويجلد ابناؤنا.. حتى ولو كنا نعارض السلطة فالمعارضة لا غبار عليها ولكنها بالوسائل والاساليب المنطقية والشريفة بعيدا عن التكفير والقتل وهتك الاعراض (فالاختلاف بالرأي لا يفسد في الود قضية) وكل الصعاب لها حلول بالتحاور واللقاء وبالطرق السلمية الديمقراطية فالحق لا غبار عليه ولا يصح الا الصحيح فهنالك عقلاء ورجال فكر وطنيون من كل اطياف هذا الشعب ولابد لهم ان يأخذوا دورهم ومواقعهم في الافتاء والتصريح والاعلان وتوحيد الصفوف ونبذ العنف وفتاوى التكفير.. وتباً لتلك الرؤوس الخانعة التي تطأطأت أمام محنة الوطن والشعب.