TODAY - Wednesday, 26 October, 2011
تبرّعت بـ16 مليون ريال ووالد المُتهم تعهد بالحج نيابة عنها
ديّة عابرة للحدود من شيخة إماراتية تنقذ شاب سعودي من الإعدام
فيصل الرويلي
أنقذ تبرع شيخة إماراتية بمبلغ كبير المال مواطن سعودي من الموت تنفيذا لحكم "قصاص" صدر بحقه بتهمة القتل، وبات بإمكان عائلته تسديد مبلغ "الديّة" الذي طلبته عائلة القتيل، وهو ما يعني خروجه من السجن وإلغاء حكم الإعدام الذي صدر بحقه والذي كان قريبا من التطبيق لولا تدخل الشيخة.
بنبرة اختلطت فيها مشاعر الفرحة والمفاجأة، تحدث فهيد الرويلي، والد الشاب السعودي فيصل الرويلي لـ"إيلاف" عن تفاصيل قصة نجله "فيصل"، وقال إن الأخير كان محكوما بالإعدام بسبب ارتكابه جريمة القتل قبل أربع سنوات خلال مشاجرة، حيث كان في السجن منتظرا السيّاف، إلا أن جاء الفرج وتمكنا من دفع الدية طلبها ذوي القتيل والبالغة 20 مليون ريال سعودي.
ووجه الرويلي شكره لجميع من تبرعوا ووقفوا معه لعتق رقبة ابنه فيصل من السيف وعلى رأسهم الشيخة شيخه بنت سلامه آل نهيان التي تبرعت بالقسم الأكبر من الدية بعدما سمعت في وسائل الإعلام بقصة ابنه ووحيده الذي كان ينتظره الإعدام في أي لحظة.
ويضيف الرويلي "بعد أن أثار الإعلام قضية ابني فيصل ووحيدي من الذكور مع أربعة بنات والمحكوم عليه بالقصاص، كانت إحدى السيدات الخليجيات تتواصل معي من لندن واسمها الذي اعرفه (أم زايد) وكانت دائماً ما تطمئنني بأنها ستوصل قضية ابني إلى أعلى المستويات، ويبدو أن تلك السيدة الفاضلة هي من أوصلت قضية ابني إلى الشيخه شيخه آل نهيان".
وعن كيفية تلقيه خبر إكمال المبلغ المترتب على ابنه من الشيخه الإماراتية يقول أبو فيصل: "قبلها بثلاثة أيام اتصلت بي إحدى السيدات من مكتب الشيخه وقالت لي سمعنا انك تعرض بيتك للبيع.. توقف عن بيع بيتك لأننا بصدد التأكد من القضية وأخبرتني أنهم متواصلون مع إمارة منطقة الجوف التي يقطنها، وبعد الثلاثة أيام اتصلت بي امرأة أخرى وأتوقع أنها الشيخة بنفسها فهي لم تعرف بنفسها ولم اسألها وقالت لي اطمئن يا أبو فيصل وطمئن أم فيصل أكملنا المبلغ والحمدلله على سلامة فيصل".وعند سؤال "إيلاف" له عن الشخصيات التي تبرعت غير الشيخه الامارتيه يقول أبو فيصل "إمارة الجوف هي من أنشئت الحساب البنكي الموحد ولا ادري عن الشخصيات التي تبرعت فقد كانت توضع بالحساب الموحد.. وأنا استطعت أن اجمع من بعض أفراد قبيلتي حوالي المليون ريال".
ويضيف "لقد عرفت من إمارة الجوف إن الشيخه تكفلت بدفع القسط الأكبر من المبلغ والذي يبلغ 16 مليون ريال، وحينها شعرت بفرحه لا توصف وأخبرت زوجتي المريضة وقد فرحت وسجدت لله شكرا..وبنفس اليوم اخبرنا فيصل وقد تلقى الخبر بفرحه لا توصف أيضا".ويتابع الوالد السعيد "الذي ينتظر خروج ابنه، سألتزم بما قالته لي إمارة منطقة الجوف بعدم عمل أي احتفالات بهذه المناسبة احتراماً لمشاعر عائلة ذوي القتيل الذين اعتبرهم عزيزين على قلبي، واعتبر أن ما طلبوه مني ومن ابني مبلغ صغير بالنسبة لحياة ابني الوحيد".
ويبدو أبو فيصل مستعدا لترك منطقة سكناه في بلدة "دومة الجندل"، وفق ما ينص عليه الحكم الشرعي في حال تم دفع الدية، لكنه يقول إن أحدا لم يطلب منه ذلك بعد، لكن حينما يُطلب مني ذلك فسأنفّذ وفق ما يطلبه الشرع".وتقتضي بعض التشريعات ان لا يبقى القاتل إن عفي عنه في مكان أهل القتيل. وبخصوص الحادث الذي أدى للحكم على نجله بالإعدام، يقول أبو فيصل"إبني هو وحيدي بين أربعة بنات وكان هادئاً ولم يسبق له أن تورط بمشاجرات مع احد.
إلا انه تلقى اتصالا هاتفياً ذلك اليوم المشئوم من احد أقاربه يطلب منه النجدة لأن قريبه كان بمشاجرة مع مجموعه من الشباب، ويبدو أن فيصل دخل غمار هذه المشاجرة التي لا ناقة له فيها ولا جمل، وكان واضحا أن المشاجرة كانت كبيرة جدا وتداخلت فيها الأيادي التي تحمل أسلحة بيضاء، وسقط خلالها اثنان من القتلى اتهم ابني بأنه السبب بموت احدهم".وفي نهاية حديثه مع "إيلاف" يقول أبو فيصل: "سأذهب أنا وفيصل وزوجتي وبناتي للحج عن الشيخة والدعاء لها وعند خروج فيصل من السجن سأذهب لها أنا وعائلتي للسلام عليها، فتلك المرأة لها فضل عظيم على ابني ولن يوفيها حقها لو حج لها العمر كله، وسأذهب أيضا لجميع من وقفوا معي بالمال والدعم المعنوي لتقبيل رؤؤسهم فرداً فرداً.
ايلاف