غلاء
تشهد أسعار المواد الغذائية ارتفاعا غير مبرر بعد العدوان التكفيري الإرهابي الوهابي على الموصل وبعض المحافظات الاخرى. وليس سبب الارتفاع شح هذه المواد او توقف الاستيراد او ندرتها لأي سبب كان.
انما السبب هو الخوف والجشع. خوف من حصول تطورات أمنية غير سارة في بغداد خاصة بعد وصول حرب الشائعات التي يطلقها "داعش" وأخواته الى ذروتها في مجتمع هو اسرع الى تصديق الشائعة وتداولها منه الى قبول المعلومة الصحيحة ونشرها.
ويدفع الجشع بعض الباعة والتجار الى احتكار البضائع او رفع أسعارها بدون سبب ومبرر.
لا يتحمل وزر هذا الارتفاع الاعتباطي في الأسعار سوى الفقراء ومحدودي الدخل الذين تتأثر كثيرا ميزانياتهم المحدودة او المعدومة. اما الأغنياء وذوو الرواتب والدخول العالية فيستطيعون ان يتدبروا أمرهم حتى مع ارتفاع الأسعار. فإذا ما اجتمع الخوف مع الغلاء فان حياة الفقراء تتحول الى جحيم لا يطاق.
المجتمع هو نظام للتعاون المنصف والعادل بين أفراد متساوين وأحرار. واذا كان مجتمعنا يمر بظرف استثنائي خلقه العدوان التكفيري فلا اقل من ان يتعاون أفراد المجتمع على المرور بسلام في هذا الظرف وبأقل ما يمكن من الخسائر والتكاليف. ولا من التعاون بين التجار والباعة والدولة ايضا على الحفاظ على مستوى معقول للأسعار. فإذا نفع التعاون فبها، والا فان على الدولة ان تتحمل مسؤوليتها في حماية المستهلك من خلال مراقبة الأسعار ومعاقبة الذين يتسببون بارتفاعها.