قد يظن البعض إني قد جننت ، أو إن الغربة او ما يعرف بالـ Homesick (الحنين للوطن) وهو المرض الشهير الذي يتحجج به من يواجه صعوبة في الدراسة او التأقلم مع قوانين البلد الجديد، قد أثرت في عقلي بطريقة ما، و ربما هو الجوع المزمن الذي قد أعاني منه بسبب عدم توفر من يطبخ لي بديلا عن الاندومي والبيض المقلي و الـ (بروكلي) ، على أي حال هذه الأسباب هي نفسها الاسباب التي جعلت الكثير من البشر (لآلاف السنين) يمتنعون عن تفسير الكثير من الظواهر العلمية و منها مسألة تساقط التفاح و باقي الثمار من الأشجار، حتى إمتلك إسحاق نيوتن الجرأة الكافية في القرن السادس عشر الميلادي من تفاحة واحدة سقطت امام عينه ليخرج لنا بنظرية هائلة فسرت الجاذبية الأرضية وقوانينها ونحن الان ندرسها لأجيال المستقبل منذ الابتدائية، و من المؤسف بهذا الصدد إن العرب الحكماء قديما الذين قالوا (لكل جواد كبوة) لم يفكروا ما هي الأسباب الفيزيائية لكبوة الجواد أصلا بقدر اهتمامهم باستخدام تلك الجياد في غزو القبائل الأخرى والحصول على الغنائم و النساء.
حسنا لا نريد أن نخرج عن الموضوع الأساسي ، فلدينا هنا طريقة مبتكرة لـ (سلق البيض) بإستخدام قدر الضغط، ومن يتشدق (أو تتشدق بالاحرى) بعبارة (سلق البيض) لتصف أو تصف بعض العمليات السهلة للغاية أو التي ينفذها أي شخص، فأحب أن اقول لهؤلاء المتشدقين إني قد استعرضت بعض المشاكل مثل كيفية التأكد هل البيضة مسلوقة أم لا (راجع هذا الموضوع) والتي عجز العلماء والخبراء خصوصا اولئك الباحثات في شؤون الطبخ والمطبخ عن حلها، وذلك ليس بالتأكيد لعدم امتلاكهم الخبرة الكافية ، ولكن كل ما طرحوه في الحقيقة هي فرضيات او نظريات hypotheses غير محكمة ولا تحتوي على Citation، أي تفتقر إلى المصادر.
وأيضا هنالك موضوع لنائب المدير العام Suzana (راجع هنا) حول الخطوات المفصلة لسلق البيض و قد استقطب الموضوع عشرات الزيارات الحقيقية من محركات البحث قامت بها سيدات المطبخ اللاتي كما يبدو رغب ازواجهن باكل البيض المسلوق فجربن البحث في الجوجل خوفا من الطلاق.، و ممكن مراجعة ردي في نفس الموضوع للتعرف على اكثر من عشر مشاكل تتعلق بعملية سلق البيض أصابت خبيرات الطبخ بالعجز، و راجع ايضا المواضيع هنا و هنا لكي تعرف إن المسألة تستقطب أهتماما محليا و عالميا
كما إن بعض الحوادث المؤسفة التي حصلت لنا هنا في ماليزيا في مجتمع الطلبة الأولاد في الشقق قد جعلتنا نعرف إن (عملية سلق البيض ليست سلق بيض)، فكم من مرة بعد مرة (ننسى) البيض عند سلقه ليبقى يغلي في القدر حتى ينشف الماء و يفسد البيض او في حالات متطرفة اخرى يتضرر حتى القدر و سقف المطبخ، على كل حال البيض رخيص للغاية و القدر بالامكان تعويضه، و الضيوف لا يدخلون المطبخ عادة ليروا البقعة السوداء الكبيرة التي خلفتها عملية سلق البيض التي وصل "نجاحها" إلى عنان السقف. وفي حالات اخرى أقل خطورة كان البيض (نص ستاو) أي إنه مسلوق جزئيا، مما سبب تذمر الجالسين على المائدة الذين حاولو عبثا ان يوفقوا بين اكل الخبز و(شفط) البيض النصف مسلوق كلا على حدة، مع كم من الشتائم للسالق.
مرة أخرى سيأتين بعض الطباخات اللاتي يدعين بإنهن super-chef لتقول (اووو يل خارمين) حسنا لن أناقش هذا الأمر و أقول إني (خارما) من عدمه، و لكن إن اقتصر الأمر على (غير الخارمين) لضمان نجاح عملية سلق البيض فبالتأكيد القضية تحتاج إلى حنكة و مهارة و مراسة و skillful person (شخص بارع) ، و لا داعي للسخرية وكيل الإتهامات بتضييع وقت القراء
فالقضية ليست "سلق بيض" نعم ، فعملية سلق البيض عملية تحتاج إلى عناية خاصة ، و بال صافي لكي لا تنسى البيض على النار فتسبب أضرار لبيتك و مجتمعك، وايضا لصحتك إن دعتك النفس الأمارة بأكل البيض الذي فعلت النار القاسية فيه فعلها أكثر من الحد اللازم، كما إن مدة سلق البيض يجب ان تتجاوز حدا معينا غير معروف إلى الان لكي لا تتفاجأ بإنهيار البيضة في يدك أثناء تقشيرها و انسكاب الصفار السائل على يدك مما يجعل الكتكوت المفترض يندب حظه العاثر، كما إن بعض العوامل قد تسبب قلقا و إفساد الـ Standards (مقاييس) الخاصة بالعملية مثل اخراج البيضة من الثلاجة وهي باردة لأن ذلك قد يغير من التوقيت المزعوم لنضجها، وعوامل خارجية اخرى مثل المفاجأة بإنك تكتشف إن البيضة مسلوقة عند محاولة قليها، أو غير مسلوقة عند محاولة تقشيرها بسبب بعض الجهات الأخرى التي لديها نفوذ على الثلاجة و الطباخ قد تسبب حتى أزمات في العلاقة مع باقي أفراد العائلة أو شركاء السكن، و هو ما حصل أيضا في شقتي السابقة عندما تفاجئت ان "سائل البيضة لا يسقط" عندما كسرتها مباشرة فوق المقلاة وبعدها عرفت إن عمار (شريكي في السكن) قام بسلق البيض كله في وقت سابق و ظل يسخر مني طوال يومين.
اليوم كان بودي تجربة الطريقة الجديدة ، وهي أن استخدم قدر الضغط لسلق البيض، كما هو معروف إن قدر الضغط يحتوي على "صفارة مقلقة" طوال عملية السلق، و هو ما يجعلك تتابع باستمرار خوفا من حدوث ما لا يحمد عقباه ، كما إن انقطاع صوت الصفارة يكون مميزا بحيث تعرف إن (الماء قد نفذ، و إن الحريق قادم)، من جهة اخرى قدر الضغط يختصر لك الوقت ، و يجعل لحم الدجاج المسلوق (حسب تجربتي) يؤكل بالملعقة لاختلاط اجزائه، العيب الوحيد فيها إن البخار يجب ان يحرق يدك كل مرة تحاول التعامل معها، مهما كانت إجراءات السلامة التي تتبعها.
قبل أن افعل ذلك حاولت البحث في الانترنت، لعلني أجد إحداهن قد كتبت بخصوص هذا الموضوع حقيقة لم يسعفني البحث في شيء، بحثت في المنتديات النسائية مثل (لك سيدتي) و (فتكات) و بناء حواء و بنات نجد و بنات الـ .... ، و لم أجد أي بحث منشور بهذا الخصوص، و لا حتى conference paper (نوعية من البحوث) ،كل ما وجدته إن هنالك المئات من الفتيات يتسائلن من استخدام قدر الضغط و يتخوفن من انفجاره، قلت لهن في سري لو انك اغدقت وقتك في المطبخ بدل دخول المنتديات لآمنت من الانفجار، على اي حال، يجب ان اختبر الأمر بنفسي
بعد أن اشتريت البيض اليوم من "الصينية" التي لديها محل قريب، و كان لديها نوعين من البيض واحد ابيض و الاخر احمر، و كان البيض الأبيض أغلى فقلت لها لماذا أغلى ؟ قالت بانكليزية متكسرة بما معناه إن صفار هذا النوع أكثر "اصفرارا" قلت لها هل شرطت عليكم الدجاجة سعرا اعلى مقابل اضفاء المزيد من اللون؟ على اي حال اشتريت طبقا أبيضا، و أخذت قدر الضغط ووضعت فيه الماء و ووضعت بيضتين كتجربة و انتظرت أن يبدأ بالتصفير
بدء القدر يصفر، خمس دقائق لا غير .. واخرجت البيضتين، كانتا حارتين لغاية كتابة هذا السطر، لا أطيل عليكم (وكأني لم أطل إلى الآن) حيث كانتا بحالة رائعة و والبياض والصفار متماسك، و ايضا لذيذتان للغاية، مما شجعني أن اسلق الطبق كاملا بهذه الطريقة
الاستنتاج و الـ future research ( بحوث المستقبل)
سلق البيض عملية متعبة على الرغم من إن الكثيرون يدعون سهولتها، العملية تتأثر بالكثير من العوامل الخارجية والداخلية، قدر الضغط ممكن استخدامه لسلق البيض بنجاح ممتاز و وقت مختصر، محددات البحث إن لون البيضة المستخدم في البحث كان ابيضا ولم يتم تجربة الأحمر إلى الان ، وايضا عملية سلق البيضة بعد خروجها من الثلاجة يحتاج إلى extensive research (بحوث مستفيضة) للوصول إلى وقت مثالي لكل مدى معين من درجات الحرارة، كما إن قدور الضغط المختلفة (الستيل والألمنيوم وغيرها) قد تحتاج إلى اوقات مختلفة للسلق، .. و في النهاية ارجو أن اكون قد ضيعت وقتكم ما فيه الكفاية هع، ولكن الغرض هو تغيير الجو ، إلى اللقاء