|| ثباتٌ وتحديّات ||
:
انقطعِي بفكرك عن كلّ ما حولك
وتعالي معي في رحلة عبر التّاريخ
وحلّقي بفكركِ .. بقلبكِ إلى عصرٍ ليسَ كالعصور
انتقلي بخيالك معي إلى عصرِ النّبوة
شاهدي هنا وهناك بيوت قد شُيدت من الِّلبن
وتأمّلي رجالاً كانوا قدواتٍ تُحتذى وتسامِقُ شُمّ الجبال بأفعالها
يترقّبون وحي السّماء على أحرّ من الجمر ؛ ليُطيعوا الأمر ويجتنبوا النّهي
رجالٌ عندما نزلت آية تحريم الخمر .. لم ينتظر أحدهم دقيقة
ولم يتمهّل ليرى مكاناً يسكب فيه الخمر ويتخلّص منه
بل سكبوا الخمر في طرقات المدينة حتّى سالت الطّرقات أنهاراً من ذلك الخمر !
وتأمّلي في الصّحابيات عندما أنزلت آية الحجاب ..
( وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ )
انقلب الرّجال إلى بيوتهم يتلون على نسائهم ما أنزل الله إليهم فيها
فما منهم امرأة إلا وقامت إلى مرطها المرحّل ( أي المنقوش )
فاعتجرت به تصديقاً وإيماناً بما أنزل الله في كتابه
فأصبحن وراء رسول الله صلّى الله عليه وسلّممعتجرات كأنّ على رؤوسهنّ الغربان
و ( الإعتجار : لفّ الخمار على الرّأس )
لم تنتظر إحداهنّ لتنزل إلى السّوق حتّى تشتري قماشاً مناسباً
ولم تختار موديلاً مُعيّناً أو ماركة مُعيّنة ..
وإنّما كان هدفها السّتر لا غير !
ومع تسترهنّ وأنّه لا يظهر شيء منهنّ يميّزهنّ ،
مع ذلك كانت إذا مشت إحداهنّ تلتصق بالجدار من شدّة الحياء
ولا تزاحم الرّجال في عرض الطّريق حتّى يظهر أثر الجدار على حجابها !
وهذا كان حجاب الحرّة ، وأما الأمّة فكان يظهر منها الوجه والصّدر والنّحر
فيعرفها الفساق فيتعرّضون لها ؛ بعكس الحرّة المتستّرة
وقد مدّ النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم الحجاب لصفيّة بعد زواجه منها
فعلم النّاس أنّه أعتقها ولم يتركها ممّا ملكت يمينه
وقد كان الصّحابة عندما يريدون نكاح امرأة ، يتخبّأ من يريد نكاحها
حتّى يراها كاشفة الوجه
ولو أنّها كانت كاشفة أمام النّاس لنظر إليها مباشرة وما تخبّأ لها
وقد حرصت النّساء على السّتر وعدم كشف أيّ جزء من بدنها
حتّى عندما قال النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم :
( منْ جرّ ثوبهُ خيلاء ، لم ينظرِ الله إليهِ يومَ القيامة)
فقالت أمُّ سلمةَ : فكيف تصنعُ النِّساءُ بذُيولهنَّ يا رسولَ اللهِ ؟
قال : يُرخينَ شبرًا قالت : إذًا تنكشفُ أقدامُهنَّ ،
قال : فيُرخينَه ذراعًا لا يزِدْن عليه ) صحيح
وكلّ هذا من خشيتها أن تنكشف أقدام النّساء
فماذا نقول عن من كشفت القدم وأجزاء من السّاق اليوم ؟!
عدا عن ما انكشف من هنا وهناك أو التصق بها بدون حياء ؟!
وانظري إلى غيرة سعد بن معاذ عندما كان يقول :
( لو رأيتَ رجلاً مع امرأتي لضربتُه بالسيفِ غير مُصفِحٍ ، فبلغ ذلك رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وآله وسلّم
فقال: تعجبون من غيرةِ سعدٍ ، واللهِ لأنا أغيرُ منه ، واللهُ أغيرُ مني ،
ومن أجلِ غيرةِ اللهِ حرَّمَ الفواحشَ ما ظهر منها وما بطن ) صحيح
والدّعوة للسّفور فهي دعوة يهودية من زمن يهود بني قينقاع
عندما كشفوا ستر امرأة من العرب في السّوق
وحدث الشّر بين المسلمين وبينهم ب
سبب هذه الواقعة
و امتدت إلى يومناآ هذاآ