آلاف الشباب «السنة» يتطوعون لحماية العراق16/06/2014 05:53
لبى آلاف الشباب من "السنة" دعوة المرجعية الدينية العليا للتطوع في محاربة الارهاب تضامنا مع اخوانهم من "الشيعة" مشكلين "طوقا وطنيا" لدحر "داعش".يأتي ذلك في وقت تظاهر فيه المئات من ابناء العشائر في النجف ورجال الدين في الحوزة العلمية لاعلان دعمهم للقوات المسلحة في حربها ضد الارهاب وتلبية نداء المرجعية، وفيما خصصت محافظة البصرة 40 مليار دينار لتجهيز المتطوعين، تستمر المحافظات باستقبال الأعداد الغفيرة منهم وتفتح مراكز جديدة لاستيعابهم .
تظاهرة مؤيدة للمرجعية
وتجمع المتظاهرون امام منزل سماحة المرجع الاعلى السيد علي السيستاني في مدينة النجف القديمة، مرددين شعارات تندد بالعدوان الارهابي على البلاد، مبدين استعدادهم للقتال مع ابناء الجيش دفاعا عن أمن الوطن واستقراره . وقال الشيخ جواد مهدي وهو احد طلبة العلوم الدينية في النجف لـ"الصباح": ان التظاهرة التي خرجت في النجف تعد خطوة اولى في طريق الجهاد ضد (داعش) والتنظيمات الارهابية التي تريد انتهاك حرمة البلاد .اما المتظاهر حسن الخزاعي فيقول ان ابناء المحافظة مع الجيش ولا يخشون في الله لومة لائم، مبينا انهم توجهوا الى مراكز الشرطة وسجلوا اسماءهم للتطوع ومقاتلة الارهاب في أي نقطة في العراق.كما اشار الى ان التظاهر يعبر عن تلبية نداء المرجعية الدينية بالجهاد وعلى رأسها سماحة السيد علي السيستاني وان أهالي المحافظة رهن اشارتها . ويستمر توافد الشباب على اكاديمية شرطة المحافظة رغبة بالتطوع لمحاربة تنظيم "داعش" الارهابي، ورجح مصدر في الاكاديمية الى ان عدد المتطوعين قد وصل الى عشرة الاف متطوع بنهاية يوم أمس الاحد.
محاربة الارهاب
وانسجاما مع دعوة المرجعية تطوع الاف من ابناء"السنة" لمحاربة "داعش" والبعثيين والتكفيريين، فقد توافد المئات الى مراكز التطوع في بغداد والانبار والبصرة وصلاح الدين ونينوى وديالى المثنى وذي قار.
تجهيز المتطوعين
الى ذلك خصص مجلس محافظة البصرة 40 مليار دينار لشراء التجهيزات العسكرية الخاصة بالمتطوعين.وذكر رئيس المجلس الدكتور خلف عبد الصمد لـ"الصباح" انه من المتوقع ان يتجاوز عدد المتطوعين المليون متطوع.واكد ان المراكز المنتشرة في عموم المحافظة استقبلت لغاية الان اكثر من مليون متطوع وهم جاهزون لمقاتلة داعش والقاعدة والبعثيين، لافتا الى التحاق عدد كبير من المتطوعين بالقوات الامنية لتحرير المناطق الشمالية من العناصر الارهابية .
الحرب الاعلامية
من جهة اخرى، دعا خلف الصحفيين الى اخذ دورهم المهني لمحاربة الشائعات السوداء والاعلام المضاد المدعوم اقليميا ودوليا الذي يهدف الى احباط معنويات الشعب والجيش العراقي.واكد ان الارهاب الدولي تفنن باستخدام جميع الاساليب الاعلامية والشائعات لزعزعة الامن والاستقرار الاجتماعي تمهيدا لمشاريعه الارهابية وتقسيم البلاد ونهب ثرواته، كاشفا عن تشكيل غرفة خاصة بالصحفيين لمكافحة الشائعة والتصدي للحرب الاعلامية التي يشنها يوميا الاعلام الارهابي الدولي .وشدد على انه يعتزم التقدم بشكوى الى المحاكم الدولية والمحلية ضد القنوات المحلية والعربية التي تدعم الارهاب بتهمة ارتكاب جرائم حرب ضد الشعب العراقي.
مؤتمر عشائري
وفي ميسان، عقدت الحكومة المحلية بالتعاون مع قيادة شرطة المحافظة وشيوخ ووجهاء العشائر مؤتمرا عشائريا لدعم الاجهزة الامنية في قتالها الدائر مع المجاميع الارهابية. مدير شؤون العشائر في المحافظة العقيد الحقوقي حسن الشرفة ذكر ان المؤتمر اوصى بضرورة تلبية فتوى المرجعية الرشيدة في النجف الاشرف ونداء الحكومة المحلية للتطوع لمكافحة الارهاب والقضاء على تنظيم داعش الارهابي والتعاون مع الاجهزة الامنية لحماية البلاد، اضافة الى مطالبة العشائر باعلان البراءة من كل من تسول له نفسه الخروج عن القانون ودعوة الحكومة المركزية الى محاسبة المقصرين من القادة العسكريين، اضافة الى مطالبة الحكومة المركزية بالعفو عن منتسبي القوات المسلحة الذين تركوا مواقعهم والسماح لهم بالعودة الى ساحات القتال وتلبية دعوة السيد مقتدى الصدر الى تشكيل سرايا السلام بالتعاون مع الاجهزة الامنية في المحافظة، وتضمنت التوصيات أيضا ضرورة الحفاظ على ممتلكات الدولة.
تطوع المدرسين والمعلمين
ي السياق نفسه، اوضح مدير اعلام تربية واسط عقيل اشهيب ان ثلاثة الاف و 700 معلم ومدرس وموظف من منتسبي مديرية تربية المحافظة تقدموا الى المديرية واقسامها في الاقضية والنواحي بطلبات يرغبون من خلالها التطوع وتلبية دعوة المرجعية الدينية الرشيدة لمقاتلة عناصر "داعش" الارهابية جنبا الى جنب مع القوات الامنية في الموصل وتكريت وسامراء.واضاف لـ"الصباح" ان المديرية باشرت فتح خمسة مراكز للتطوع في المحافظة لتسجيل الراغبين بمقاتلة الارهابيين ضمن سجلات خاصة بها بالتنسيق مع مديرية الامن الوطني، مشيرا الى ان المراكز توزعت بين مديريات التربية الفرعية في اقضية الصويرة والعزيزية والنعمانية والحي والكوت.
القبض على إرهابيين
اما في واسط، فقد أعلن قائد شرطة المحافظة اللواء رائد شاكر جودت لــ"الصباح" ان فوج البركان المشكل من متطوعي واسط والمرابط حاليا في سامراء بقيادة المقدم عزيز الامارة، تمكن من القاء القبض على سبعة ارهابيين من عناصر داعش فروا في وقت سابق من سجن بادوش في الموصل.واشار الى ان القوة تمكنت ايضا من ضبط عجلة تابعة لعناصر داعش محملة بالعتاد ومصادرة محتوياتها، مؤكدا استمرار صولات الفوج ضمن قاطع عمليات سامراء.
مراكز جديدة
وفي كربلاء، اوضح رئيس مجلس المحافظة نصيف جاسم الخطابي ان اعداد المتطوعين بلغت الآلاف ولا يمكن اعطاء رقم محدد لهم كون أعدادهم تتزايد بالساعات، مفيدا بان المحافظة فتحت مراكز لتسجيل اسماء المتطوعين في كل ناحية وقضاء .وأشار الخطابي لـ"الصباح" الى ان آلاف المتطوعين شرعوا بالتدريب داخل المحافظة وخارجها وان هناك نية للمحافظة للاستفادة منهم في حماية المدينة والدعم الاستخباري واللوجستي وإرسال القادرين على القتال الى المحافظات التي دنسها الارهابيون.
التطوع تحت مظلة الحكومة
من جهة أخرى، قال عضو مجلس النواب السابق الشيخ محمد الهنداوي خلال تجمع للانتفاضة الشعبانية في المدينة حضرته "الصباح" ان البلاد ليست بحاجة الى متطوعين بقدر حاجتها الى التنظيم.
واشار الى ان التطوع يجب ان يكون بشكل مدروس لاختيار الاشخاص اصحاب الكفاءة القتالية، مشددا على ان التطوع يجب ان يكون تحت مظلة الحكومة حصرا وعدم السماح لاي جهة باستقبال المتطوعين وتجنيدهم .
استقرار أوضاع بابل
كما قال الناطق الرسمي لخلية الازمة الاعلامية التي تشكلت مؤخرا في بابل فلاح الخفاجي في بيان صدر عن الخلية وحصلت "الصباح" على نسخة منه: ان الوضع الامني في جميع انحاء المحافظة جيد جدا ومستقر.ونفى صحة المعلومات التي رددتها بعض وسائل الاعلام عن قيام تنظيم داعش الارهابي بتوزيع منشورات تحريضية في منطقة جرف الصخر، محذرا المواطنين من الانجرار وراء الشائعات المغرضة التي تبثها بعض القنوات الفضائية المعادية للشعب العراقي، على حد تعبير البيان.
وذكر الخفاجي ان العمليات الامنية في منطقة شمال المحافظة أمس اسفرت عن اعتقال خمسة عناصر من تنظيم داعش الارهابي في منطقة البحيرات التابعة لناحية الاسكندرية .
150 ألف متطوع
في تلك الاثناء، افاد رئيس مجلس المحافظة رعد الجبوري بان مراكز التطوع المنتشرة في مختلف انحاء المحافظة استقبلت نحو 150 الف متطوع وقعوا على استمارات التطوع، متابعا ان المحافظة طلبت من العشائر فتح مراكز تطوع داخل كل عشيرة لتخفيف الزخم الحاصل على مراكز التطوع في المدن.واشار الى ان القراءة الاولية ترجح ارتفاع أعدادهم الى اكثر من 250 الف متطوع في الايام القليلة المقبلة.من جانب آخر، شكل اعلاميو بابل بالتعاون مع الحكومة المحلية خلية اعلامية لمتابعة ومساعدة الاعلاميين على اداء اعمالهم خلال المرحلة الحالية والوقوف مع القوات المسلحة من خلال تحشيد الجماهير ومنع الشائعات التي تسعى الى ارباك الاوضاع ونشر القلق بين المواطنين.