معكَ وحدك ..
كان الجنونُ مرادفاً للحب ..
كنتَ في قلبي مَنارة
بقعة ضوءٍ تنزلقُ على الأشياء
فتشّعُ وهجاً ونضار
ظلالُ نخلٍ وتمر حِنّة
تفاصيلاً من الشّوقِ والإخضرار
تستريحُ في أناملها
جنّةٌ ونار
قناديلاً من الشعرِ
تصُبُّ النورَ على أملٍ واعِد
سماء صُبحٍ تَهمي
تُمطرُ موسيقى وقصائد
رحلتَ ..
مررتَ بعُمري مزاج غيمة
تتوجّعُ منها ثمار قبيلة النجوم
حين تسّاقَطُ حول ذراع الليلِ دونك
حياتي ..
تلوذ بصمتِ الغروب
والخريف في غيابكَ
غطّى كل أوقاتي
قصائدي
شعري
صوتي المذبوح
حروفي أُدوّنُها على شفة الجرحِ
عَبرَةً تحضنُ آهاتي
بَعدك ..
لم يعُد في القلب سِوى ذكرى
وأمواتُ الحروفِ بِأبياتي
كأنّ الحروف تموت بَعدك
فتقبرها المعاني ..
على رصيف الليلِ هامت مُهجتي
نفحاتُ حزنٍ صامت
بدأتْ بِفرحة
وانتهتْ قصاصاتُ عمرٍ
وحفنة من تراب الأماني
أيها اللحنُ المُسافر في دمي
من الصبحِ حتى ذروة انتشاء المساء
أيها الروح المُتعلّقُ في طقوس هذياني
تعالَ ..
وخُذْ من قصائدي تذكاراً
يُدفيء ليلك البارد
إن تاهت بكَ الدروبُ يوماً
أو ضيّعتَ عنواني
تعالَ
نراقصُ اللاّ محال
على عزف كوكبةِ حُلمٍ
يُربكُ طقوسَ العتمة
أُعانقُ روحكَ بالوميض
بِعشقٍ يُسكرُ الشطآن والموجة
بِنكهة الذّوبانِ ..
أشتاقكَ ..
وبين كُحلي والمرايا همسٌ يدور
يُسائلني ..
أتذكرين ..؟
فيُزهرُ الحلمُ بِأجفاني
تُرى ......
أفي المرايا يسكنُ الحنين ؟؟
أتَذْكُرُهُ .....؟
ذلك الحفلُ
وليلة عيد
ويداً تبحثُ في يديكَ
عن يدٍ توقدُ شمعاتي ..
مشغولةً كنتُ
بلونِ فستاني
بِعطري
بِشَعري
والخصلتيْن
بِنجمةٍ في سماها زغردتْ
واهتزَّ القَصَب
ولم يبقَ عطرٌ في زجاجةٍ
إلاّ فوقَ ثيابِ ليلتِنا ..انسَكَبْ
بسمةُ اللؤلؤِ في القلب الذهب
طوَّقتْ عُنقي ..
لحناً تعزفهُ الأضواء كُنّا
وأنا بِصدركَ أرقص ..
دار بنا الليلُ
تمايلَتْ أغصانُ أحلامي
(واحْلَوَّ ) الطّربْ
وبين الوشوشاتِ والشوق المُباح
كنتَ تضمُني
فيُعرّشُ في خاطري الجُلنار
وأبني القصورَ بِعرض البحار ..
وعلى رنّة ال*****ِ نغماتُ شوقٍ
نسيمُها إعصار ..
في قلبي لحنٌ
وخلف عينيكَ نار ..
بالأمسِ ..كان حفلٌ وليلة عيد
نفسُ الصّحاب
نفس الصّخَب
نفس الضحكاتِ
نفس المرحِ
نفس الفرح
نفس الطّرَبْ
شيءٌ واحدٌ ..كان مختلفاً ..
كنتُ أُراقصُ الليلَ وحدي
بعضهم يسألُ عنكَ
فأمتلِأُ حزناً وقصيد ..
أنفاسُكَ المتعلّقةُ بِأهدابِ شوقي تُطِلُّ ..
تلوحُ
بِكل أناقةِ الأمسياتِ
والأمنيات العذبَة
شُطآنُ أمنٍ
وعمر جديد
أتعلّقُ بحبلِ الهذيانِ
لأبقى على قيدِ حُلمٍ سعيد ..
وعند منتصفِ شهقة الفجر
أتأرجح
أتهاوى
وفي قلبي ينكسرُ عيد ..
يصيرُ الزمانُ قصّة
والمكانُ قنديلٌ مُطفأ ..!