محمود الكشغري رسم خارطة العالم في القرن الحادي عشر
نصرت مردان
ولد أوليا جلبي في 20 آذار/ مارس بمدينة اسطنبول عام 1611. تلقى تعليما جيدا في عصره. بعد دراسته للقرآن وتفسيره وتجويده لمدة سبع سنوات قبل أن ينتقل للدراسة في مدرسة القصر العثماني (أنده رون)، التي تأسست في عهد السلطان مراد الرابع. وكانت تقوم بتدريس علوم القرآن والحديث والأدب واللغات كاليونانية والعربية والفارسية، إضافة إلى المنطق والرياضيات ,اصول وتقاليد القصر العثماني، وقواعد البرتوكول والبيروقراطية والرياضة ومختلف الفنون. وقد استمرت المدرسة في ممارسة نشاطها حتى عام 1908.
وقد عين أوليا جلبي بعد إنهاء دراسته في القصر في سن مبكرة، الا أنه بسبب شغفه بالرحلات ورغبته الملحة في الترحال ومشاهدة أمكنة جديدة، لم يبق طويلا في القصر، مختارا عالم السفر والرحلات خاصة بعد مشاهدته لحلم غير حياته ودفعه دائما إلى عالم جديد، لم يستطع الفكاك منه الا بعد نصف قرن من التجوال، بدأه بالتجول في اسطنبول وضواحيها، قبل أن ينطلق إلى زيارة كل البلدان الواقعة داخل حدود الإمبراطورية العثمانية، حيث صادف خلال ترحاله مجتمعات وعادات وطقوس مختلفة، تعرض خلاله إلى حوادث غريبة، وشهد حروبا مختلفة.
وقد سجل مشاهداته في مؤلفة الشهير (سياحتنامه) بأجزائه العشرة، باسلوب قصصي سلس وفنطازي شيق. الأمر الذي دفع بعض الباحثين إلى اعتبار كتابه مصدرا مهما في تأسيس تاريخ القصة التركية، إضافة إلى أهميته في أدب الرحلات. حيث ويعتبره جميع المثقفين قيمة أدبية مهمة في القرن السابع عشر.
في كتابه الهام (ديوان لغات الترك) يقول محمود الكشغري : " على امتداد بلاد الروم وحتى بلاد الماجين ، يبلغ طول الحواضر التركية 5000 فرسخ وعرضها 8000 فرسخ . ويجب العلم جيدا بأنه تم توضيح هذه المناطق على شكل كرة أرضية ".
وعلى ضوء مما يوضحه الكشغري في الكتاب ، فالهدف من رسم هذه الخارطة، هو لتحديد مناطق انتشار وسكن الترك . وفي الخريطة ثمة أنها ر وبحار مرسومة في الجهات الجنوبية . أما المناطق المؤشرة والمحددة في الغرب فتعود إلى قبيلة ايتيبل ، والتي تمتد من مناطق القبجاق وحتى مناطق سكن الفرنج. وثمة مدن عديدة واقعة في المناطق الممتدة من المنطقة الجنوبية الغربية حبشستان ،وهي مؤشرة اعتبارا من المنطقة الجنوبية التي تضم الهند والسند ، وفي الشرق الصين واليابان. أما في الوسط فهناك واركنت ، وكشغر ، وبارسغان، وبالساغون، ويفروج ،وايكي اوكوز ، واسبوعالي ، وتالاس .. الخ.
أما في غرب آسيا فقد تركت المناطق الشمالية والجنوبية . وعلى الرغم من احتواء الخريطة على أخطاء عديدة قياسا الى الخريطة الحالية ، فان المعلومات حول المناطق الشرقية مطابقة للواقع .كما أظهرت الخريطة سور الصين العظيم ، حيث يذكر الكشغري أن هذا السد والجبال العالية ووجود البحر ، وقفت حجرة عثرة امام تعلم لغة يأجوج ومأجوج .
أما بالنسبة لليابان ، فان خارطة الكشغري تظهرها كجزيرة في الشرق ، ومعلقا على ذلك بأن البحر يقف حائلا أمام تعلم لغتها.
والجدير بالذكر ، بان أول خريطة لليابان قد رسمت في القرن الرابع عشر. أما تاريخ رسمها على خريطة العالم فيعود الى القرن الخامس عشر.
على ضوء ماتقدم فرغم الأخطاء الواردة في خارطة العالم التي رسمها الكشغري في القرن الحادي عشر ، إلا أنه يعتبر أول من رسم اليابان على خارطة
منقول