تطال " الانقلابات " في أيامنا حتى الأطعمة فالعرب يبحثون عن الهامبورغر وأمثاله من الأكل السريع فيما يعود اليهود والأجانب للبقول والخضراوات والأكل العربي هربا من المخاطر الصحية. تستهوي مطاعم الوجبات السريعة الجميع كبارا وصغارا وذلك لأسباب عديدة أولها مذاقها الفريد خاصة لاحتوائها على البهارات والأصباغ لكنها قنابل غذائية موقوتة كونها مشبعة بالدهنيات. إن كنت تستهلك هذا النوع من المأكولات مرة أو اثنتين في الأسبوع وأنت لا تشكو من دهنيات أو سكر مرتفع في الدم فلا ضرر من ذلك أما إن كنت تتناولها يوميا أو ما شابه ذلك فأنت تعرض صحتك للأذى البليغ.
تحتوي هذه المأكولات على نسب مرتفعة من الدهنيات ونسبة سعرات حرارية كبيرة مما يؤدي الى ازدياد الوزن وارتفاع مستوى الكولسترول في الدم. تفتقر للألياف الغذائية الموجودة عادة في الخضر والفاكهة والحبوب وتنتج عن ذلك مشاكل في الجهاز الهضمي أهمها الإمساك والحرقة. كما تفتقر للمعادن كالكالسيوم (الحليب ومشتقاته) والمغنزيوم والكثير من الفيتاميناتc,a وتحتوي على نسب مرتفعة من الملح. وإذا كان كل ممنوع مرغوب فكيف نفعل مع أطفالنا؟ من الأفضل الاعتدال في عدد المرات التي نتوجه فيها إلى هذه المطاعم وان نتبع الإرشادات التالية في حال استهلكنا وجبة سريعة أكثر من مرة في الأسبوع.
1- أن نختار الوجبة الأصغر حجما.
2- أن نستبدل المقالي بالسلطة
3- أن نتناول الماء أو المشروب الخالي من السكر
4- أن نستبدل الحلويات بالفاكهة.
وهذا مهم بهذه المرحلة من العمر لأنه من الناحية الجسمانية يتحول جسم الولد خلال فترة المراهقة ليصبح شبيها إلى حد ما بجسم الراشد. إن ذروة النمو أي المرحلة التي يزيد فيها الطول بشكل كبير تتم بين جيل العاشرة والرابعة عشر عند الفتيات وبين الثانية عشر والسادسة عشر عند الصبيان. لذلك فإن المراهق بحاجة لنسبة عالية من الطاقة أكثر من أي وقت في حياته مع ان كمية الطعام التي يجب ان يستهلكها المراهق كبيرة، إلا أن نوعيتها أهم ومن الضروري تأمين كل المغذيات اللازمة لأن فترة المراهقة هي آخر فرصة للإنسان ليبني جسما سليما يرافقه طيلة حياته.
يواجه المراهق مشاكل وضغوط نفسية عدة قد تؤثر على نوعية غذائه فهو قد يرفض تناول وجبة ما ليثبت شخصيته أو يلجأ الى الطعام السريع (يسمونه الأجانب بالطعام القمامة- "جانك فود") للتخفيف من هموم الدروس والمدرسة ومع اكتسابه استقلاليته تزداد نزهاته مع أصدقائه ومعها الوجبات خارج المنزل. بالإضافة إلى كل ذلك تنشأ مشكلة الوزن خاصة عند الفتيات اللواتي يتبعن عادة أنظمة حمية شديدة تعرض جسم الصبية إلى نقص في كثير من المغذيات. أما المشكلة الأخطر فهي إن عواقب أنظمة كهذه لا تظهر إلا لاحقا فيصعب معها إقناع المراهق الشاب أو الشابة بما يرتكبه بحق صحته.
المأكولات المقلية
الى جانب الطعام السريع تهدد المقالي صحة المراهقين والبالغين فمذاقها الفريد يجذب المراهق كما أن انتشارها في المطاعم والمنازل يشكل إغراءا كبيرا للشباب. ومشكلتها الأكبر تكمن باحتوائها على نسبة عالية من الدهنيات وبالمقابل على سعرات حرارية كبيرة كما أنها تحل مكان الأغذية الصحية كالبطاطا المشوية والمعكرونة المسلوقة والحبوب الجافة.
الدهنيات المشبعة
تتوفر بالأساس في المصادر الحيوانية بما في ذلك اللحوم الحمراء وهي ترفع معدلات البروتين الدهني (الكولسترول) مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض الشرايين التاجية. وعلينا وضع حد للاستهلاك الخاص بنا إلى 20 غرام يوميا هذا يعني أن تتجنب الطعام المقلي.
المشروبات المحلاة: وتعرض صحة الشباب للخطر جراء مشروبهم أيضا:
تتناول أغلبية الشباب يوميا أكثر من ثلاثة أكواب من المشروبات الغازية والعصير الاصطناعي حتى مع منقوشة الصباح تبقى زجاجة المشروب الغازي ضروري بدلا من كوب الشاي التقليدي.
إن كثرة استهلاك الحلويات والمشروبات الغنية بالسكر تعد من أول العوامل المسببة لزيادة الوزن كما أنها تحل مكان مشروبات ضرورية كالماء والعصير الطبيعي.
قلة الخضار والفاكهة
بسبب كره البعض لها وانشغال الآخرين بتناول الحلويات مكانها تتولد مشكلة إمساك المعدة عند الكثيرين ونقص بالفيتامينات والمعادن وتظهر نتائجه عند بلوغ سن الرشد.
كيف نتفادى النقص بالمغذيات الأساسية؟
يتعرض المراهق بفعل غذائه العشوائي إلى نقص بمغذيات عدة من أهمها مادة الكالسيوم والحديد والفيتامين( ب )والمغنزيوم ويؤدي نقص الحديد إلى فقر الدم خاصة عند المراهقة بعد بلوغها مما يؤثر على نشاط المراهقين وأدائهم المدرسي. أما نقص الكالسيوم فيؤهل لمرض ترقق العظام في المستقبل ولتفادي هذه المشكلة وغيرها على المراهق أن يستهلك يوميا 3 وجبات من الحليب ومشتقاته. كوب من الحليب في الصباح أو المساء، قطعتين من الجبنة أو اللبنة في الصباح أو المساء، تخفيف تناول المشروبات الغازية فكوب 1 3 مرات في الأسبوع معدل مقبول. على المراهق استهلاك أطباق من الغذاء المتنوع والغني بالفيتامينات والمعادن والابتعاد قدر المستطاع عن الدهنيات ومن أهمها المأكولات المقلية.