يقول الامام علي عليه السلام لجنده يوم صفين حينما استولى جند الشام على
الفرات ومنعوا عسكر الامام من الماء ، يقول لهم الامام (ع) :
«قَدِ اسْتَطْعَمُوكُمُ الْقِتالَ فَأَقِرُّوا عَلَى مَذَلَّة وَتَأْخِيرِ مَحَلَّة أَوْ رَوُّوا السُّيُوفَ مِنَ الدِّماءِ
تَرْوَوْا مِنَ الْماءِ فالْمَوْتُ فِي حَياتِكُمْ مَقْهُورِينَ وَالْحَياةُ فِي مَوْتِكُمْ قاهِرِينَ. أَلا وَإِنَّ
مُعاوِيَةَ قادَ لُمَةً مِنَ الْغُواةِ وَعَمَّسَ عَلَيْهِمُ الْخَبَرَ، حَتَّى جَعَلُوا نُحُورَهُمْ أَغْراضَ الْمَنِيَّةِ».
يقول لهم ليس امام كم الاخيارين اثنين :
اما ان تقروا بالمذلة اوترووا السيوف من الدماء فتسقون الماء عندئذ
فالذي يستقبل الموت يقهر عدوه لامحالة والذي يهرب من الموت وتطيب له الحياة يعيش حياة ذليلة البتة
ان حياة العز والقوة في استقبال الموت وحياة الذل والهوان في الهروب من الموت
فاختاروا لانفسكم ماشئتم
ويقول لهم (ع ) : (ان اكرم الموت القتل)
ان الموت حقيقة لامفر منه ومهما يتقدم الانسان في حياته ساعة يقترب من الموت مثلها
فاذا كان الامر كذلك وكان لابد من من لقاء الموت على كل حال فلماذا يدفع
الانسان عن نفسه اكرم الموت وهو القتل في سبيل الله
ويقول عليه السلام ( ردوا الحجر من حيث جاء فأن الشر لايدفعه الاالشر )
وهذه الكلمة هي جوهر الوعي السياسي والجهادي في مواجهة الاعداء.