فان خال هزم ديل بوسكي بالتنوع الخططي15/06/2014 07:33
بخلاف كل التوقعات ،ثأر المنتخب الهولندي من خسارته في نهائي بطولة العالم في العام 2010، أمام البطل الاسباني، وأذاق مدربهم صاحب الشارب الكث ديل بوسكي علقم الهزيمة،عندما تمكن منتخب الطواحين من قلب تأخره بهدف واحد إلى فوز عريض قوامه خمسة مقابل هدف واحد.
الحديث عن هذه المباراة يطول، لكن يمكننا الخروج بأبرز الملاحظات الفنية أهمها ان التنويع الخططي في أنظمة اللعب للمدرب فان خال، منح فريقه الحرية المطلقة في فرضه إيقاعه لمدة 65 دقيقة، لا سيما في الشوط الثاني عندما بدأ الفريق الهولندي بنظام لعب (3-5-2)، معتمداً على ثلاثي الدفاع (فلار ، ودي فريج، ومارتنيس)، في حين أن خماسي الوسط يضم (ظهيرين متحركين هما يانمات على اليمين، وبليند على اليسار)، أمامهم لاعبا إرتكاز وسط دي كوزمان ودي يونغ ،وكلا اللاعبين يمتلكان ميزتي اللعب الهجومي والدفاعي في جميع ارجاء الملعب اي بما يعرف بمصطلح( box to box)، وأمامهم ثلاثي خطر يبدأ بشنايدر وفان بيرسي على اليمين وروبن على اليسار، فيما لجأ إلى نظام(5-3-2) في الحالة الدفاعية وأخيراً ،نظام(3-4-1-2) عند نزول فليتمان ولينس.
لقد أحدثت هذه التغييرات الخططية تقليص نصف الملعب لصالح الفريق البرتقالي، مكنته من امتلاك زمام المبادرة وايقاف تحركات اللاعبين (بوسكيتس –شافي -انيستا - دافيد سيلفا) في خط الوسط، على الرغم من أول تغيير خططي حدث في الدقيقة (30) ، بعد احراز الونسو هدف اسبانيا الاول .
ويجب الاشارة هنا الى أن وجود ستة لاعبين في الوسط ،حرم الفريق الأسباني من عمل أي مرتد في حال قطع الكرة ،على الرغم من ان الاسبان فرضوا ايقاعهم خلال 30 دقيقة من الشوط الاول .
لقد أستثمر الفريق الهولندي الأخطاء الاتية التي وقع فيها الماتدور الأسباني ، ابرزها.
ُبعد المسافة بين لاعبي الارتكاز بوسكتيس وألونسو وبين رباعي الدفاع (البا،راموس، بيكيه، ازبيليكويتا) وان تلك المسافة كانت مساحة مثالية لاستثمارها من قبل روبن الذي أستفاد من سرعته في المراوغة والتخطي وكذلك فان برسي في كسر التنظيم الدفاعي عند الكروسات الهوائية والكرات الطولية.
أخطاء التمرير التي وقع فيها اللاعبون الاسبان وكثرة فقدانهم للكرات بفضل ثنائيات الضغط الهولندية التي تناوب عليها كل من يانمات ودي كوزمان ضد انييستا و بليند وديونغ ضد (سيلفا وشافي) ، فضلا عن حرية التحرك لشنايدر ومشاغلته لأي كرة تصل الى الونسو وبوسكيتس.بسبب ابتعاده عن أجواء المنافسة، ارتكب الحارس كاسياس أخطاء كارثية وأهدى هدفين كان بإمكانه تلافيهما في ظل تراجع كبير لمستوى بيكيه و راموس اللذين وقعا في أخطاء كارثية بدائية وهذا ما جعل النقاد في حيرة كبيرة بشأن التنظيم الدفاعي وحالات المواجهات الفردية.
أظهر كل من الظهيرين يانمات وبليند مقدرة كبيرة في بناء الهجمات السريعة(المرتدة) عن طريق الكروسات الطويلة أو عن طريق الزيادة العددية في الهجوم، إضافة الى الانضباط الخططي في الواجب الدفاعي والتعامل مع سيلفا وبيدرو، وانيستا وفابريغاس بقوة الممكنة.
قدم المدافع الشاب دي فريج مستوى مميزاً في التنظيم الدفاعي ومنح الاسناد الدائم الى لاعبي خط الوسط ، وذات الكلام يقال عن المدافع الصلب فيلار الذي جرد دييغو كوستا وتوريس من خطورتهما.
لقد شن الفريق الهولندي عشر هجمات خطرة ترجمت خمس منها الى أهداف ، وهو مؤشر يدل على دقة الإنهاء والتركيز العالي الذي ظهر به اللاعب روبن بفضل سرعته وانطلاقاته المكوكية واحتفاظه المذهل بالكرة ،كذلك بالنسبة للمهاجم فان بيرسي الذي أجاد العاب الهواء والتمركز والحركة من غير الكرة، أما صاحب الفضل الأول في التحضير ونقل الكرة وبناء الهجمات هو الماكر شنايدر الذي كان العقل المخطط لجميع الهجمات.