الأوقاف الكردية: تهديدات "داعش" إعلان حرب ضد المسلمين15/06/2014 06:04
أربيل ـ شيرزاد شيخاني
أثار صدور وثيقة المدينة التي نشرتها عصابات "داعش" الارهابية لإدارة السلطة في مدينة الموصل والتي إحتلتها الثلاثاء الماضي، قلقا بالغا لدى الأوساط الكردية، وخاصة من الأقليات الدينية مثل ( الأيزيديين والمسيحيين) الذين يعيشون بمناطق متفرقة من إقليم كردستان. ورغم وجود تجارب سابقة مع التنظيمات الإسلامية المتطرفة التي قامت فعلا في السنوات السابقة بهدم العديد من المراقد والمزارات المقدسة لدى العديد من الطوائف المسلمة وغيرها في كردستان، لكن المتحدث الإعلامي لوزارة الأوقاف في حكومة إقليم كردستان يدق ناقوس الخطر هذه المرة مؤكدا" أن الوثيقة التي نشرها "داعش" يوم الجمعة الماضي بمدينة الموصل تنبئ بحرب قادمة في المنطقة لا تبقي ولا تذر" مشيرا الى" أن العصابات التكفيرية والإرهابية كانت دوما مصدر قلق لدى الأقليات الدينية في السابق، لكن هذه المرة تطال تهديداتهم جموع المسلمين في كردستان والعراق".
وقال مريوان النقشبندي مدير عام المكتب الإعلامي لوزارة الأوقاف والمتحدث الرسمي باسمها في حوار خاص مع " الصباح" ان وثيقة الموصل تشكل بادرة خطيرة جدا، وهي دليل على أن عصابات "داعش" لم تأت لتحكم منطقة معينة في العراق، بل أن هدفها هو تهديد النسيج الاجتماعي وتسعير العنف الطائفي والقتل على الهوية وتنفيذ مآرب أخرى لا تمت الى الإسلام بصلة، وأن تهديدهم بتسوية القبور والمزارات المقدسة تذكرنا بما فعله أنصار الإسلام الكردية وهي عصابات متطرفة أخرى عندما هدمت قبور ومزارات عدد من الأولياء الصالحين في منطقة هورمان بمحافظة السليمانية في السنوات السابقة، وكذلك قيام عصابات متطرفة أخرى بهدم عدد كبير من قبور صحابة الرسول (ص) في سوريا، وأن تهديدهم الأخير بتسوية القبور في الموصل هو تهديد خطير ينبغي مواجهته بكل ما أمكن، واضاف ان وزارة الأوقاف بحكومة الإقليم ستتصدى بكل قوتها لمنع حدوث ذلك، لأن تلك الوثيقة هي بمثابة إعلان حرب ضد المسلمين". وبسؤاله عما إذا كان هدف عصابات "داعش" هو هدم وتسوية قبور الأنبياء في الموصل ( النبي يونس والنبي شيت "ع") وغيرهما، قال النقشبندي" بالطبع، فمدينة الموصل معروفة منذ التاريخ بأنها مدينة الأنبياء، وفيها عشرات القبور والمزارات المقدسة، وهذه جميعها مهددة بالتسوية مع الأرض كما جاء في بيان "داعش"، وسبق لهؤلاء المتطرفين أن أزالوا تمثال بوذا المقدس لدى طائفة البوذيين في أفغانستان، ولا تنس بأنه بحدود محافظة نينوى هناك أكثر من 100 مزار مقدس لدى الأخوة الإيزيديين، ورغم أن هذه الجماعة لم تصل بعد الى قضاء سنجار مركز تجمع الايزيديين ولا تستطيع الوصول إليها لأن قوات البيشمركة ستقف لهم بالمرصاد، ولكن بقية المزارات الأيزيدية مهددة بالتسوية بعد صدور ذلك البيان، أضف إليها عشرات القبور والمزارات الأخرى المنتشرة على إمتداد سهل نينوى كلها ستكون مهددة".
وأشار النقشبندي الى" أن الفقرة المتعلقة بهدم وتسوية القبور هي أخطر فقرة واردة بتلك الوثيقة، لأن ما تحدثوا عنه لم يحدث في التاريخ الإسلامي، فهدم قبور الأنبياء لا يراود أي مسلم مؤمن بالله ويدين بالإسلام.
وختم متحدث وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بحكومة الإقليم تصريحه بالقول" إذا نفذت هذه العصابات المتطرفة تهديداتها بتسوية قبور الأنبياء والصالحين فبالتأكيد سيكون عمرها قصيرا في العراق، لأن العراقيين هم من المحافظين على الدين الإسلامي وهم حريصون على احترام المزارات المقدسة لدى الآخرين، ولن يقبلوا لعصابة متطرفة أن تهدم النسيج الاجتماعي في العراق أو في كردستان".
وكانت عصابة "داعش" قد وزعت الجمعة الماضي وثيقة عرفت بـ" وثيقة المدينة" أكدت فيها" أنها ستطمس القبور والمزارات الشركية في العراق". وأضافت" موقفنا من المشاهد والمزارات الشركية في العراق هو ألا ندع قبرا الا سويناه ولا تمثالا الا طمسناه"، فارضا على النساء في الموصل لبس الجلباب والحجاب وعدم الخروج من المنزل ".واعلن "داعش" منع تجارة الدخان.
وعلى الصعيد الميداني تواصلت الاشتباكات بين عناصر هذه العصابة الارهابية وبين قوات البيشمركة الكردية التي حققت الجمعة الماضي عدة انتصارات باستيلائها على مناطق متعددة وتحريرها من تحت سيطرة جماعة "داعش".
فقد أكدت مصادر عسكرية بوزارة البيشمركة" أن قوات البيشمركة تقدمت صباح الجمعة الماضي بإتجاه مدينة جلولاء وبعد خوضها لمعارك مع جماعة "داعش" استطاعت أن تحكم سيطرتها على المدينة، وبعد تحريرها تقدمت نحو الطريق العام الرابط بين ناحية السعدية وجلولاء بهدف إخراجه من تحت أيدي الجماعة. وقالت تلك المصادر" ان قوة تابعة للواء الثالث المشاة بوزارة البيشمركة وبالتعاون مع قوات آسايش كرميان تمكنت من بسط سيطرتها المطلقة على ناحية جلولاء وقتلت عددا من عناصر "داعش"، وتهدف تلك القوة الى السيطرة على ناحية السعدية بمحافظة ديالى والتي تعتبر من المناطق المتنازع عليها.وفي محور الموصل أكدت مصادر كردية محلية" أن قوات من البيشمركة دخلت في معركة مع عصابات "داعش" بحي الصدامية في مركز مدينة الموصل.