تـأريخ
الطابع العراقي
لقد كان العراق من مستعمرات الدولة العثمانية لأربعمائة عام وكانت شؤونه تدار من قِبل ولاة موفودين من سلاطين آل عـثمان في الأستانة وقد كانت كل مصالح الدولة من الشرطة والجيش والمالية تدار من قبلهم بل وحتى المدارس كان يفرض عليها تدريس أكثر الحصص باللغة التركية وإهمال العربية لقد كان القصد بهذا تتريك العراق و الدول الأخرى التي كانت ترزح تحت نير الاستعمار العثماني من البديهي أن تكون الطوابع المستعملة في البريد العثماني و كذا العملة المتداولة هي المتداولة في جميع ولايات الدولة العثمانية (الباره والقرش) عندما بدء نجم الدولة العثمانية يأفل و لاحت الحرب العالمية الأولى كان العراق من حصة بريطانيا بموجب اتفاقية سايكس بيكو وتم احتلاله من قبل القوات البريطانية عام 1917 ولأنه لم يكن متيسرا آنذاك جلب الطوابع البريطانية أو الهندية لاستعمالها بسبب ظروف الحرب أو لظروف اقتصادية وهذا أقرب للواقع ولحاجة البريد، فقد تم توشيح الطوابع التركية التي استولى عليها الإنكليز بكلمات (Baghdad In British Occupation)
و عددها (28) طابعاًً كذلك تم إبدال فئات العملة التركية إلى فئات العملة الهندية (الأنة والروبية) كما موضح على
الطابع أهديت إلى الجنرال البريطاني مـود أربعة مجموعات كاملة من مجموعة احتلال بغداد والتي تعتبر من أندر المجموعات والتي لم تشاهد وقد أهداها بدوره إلى الملك جورج الخامس ملك بريطانيا ولا تزال هذه المجموعة ضمن مجموعة إليزابيث ملكة بريطانيا الحالية، بينما أهديت المجموعة الثانية إلى الملك فؤاد الأول ملك مصـر و قد بيعت بالمزاد العلني وأهديت الثالثة إلى صديقه الفيسكونت أتشيسون وأورثت لابنه الذي بدوره باعها في مزاد علني مع مجموعات والده عام 1954 بينما أحتفظ الجنرال بالمجموعة الرابعة ولا يعلم أحد بمصيرها حتى الآن و لما كانت هذه المجموعة غالية جدا من يوم إصدارها، فقد عمد بعض المزورين الألمان بتزويرها و قد جاء هذا التزوير بشكل متقن بحيث مكنهم من بيعها بأسعار مقاربة لأسعارها الغالية ولعدم وجود هذه الطوابع و ندرتها وحتى المزورة منها فأن عدد مالكي بعض مفردات هذه المجموعة في العراق لا يتجاوز 10 أشخاص بعد مرور أقل من عام (أي في سنة 1918) وجدت كميات أخرى من الطوابع العثمانية لدى دوائر البريد تم تجميعها وتصنيفها و من ثم وشحت بالإنكليزية بعبارة (Iraq In British Occupation) حيث كان العراق تحت الاحتلال البريطاني وهذه المجموعة مكونة اصلا من 14 طابعا يضاف أليها 3 طوابع ذات علامة مائية(water mark )
و قسما منها وشّح (On State Service)
واستعملت للمراسلات الحكومية وكانت مكونة من 13 طابعا مضافا إليها 8 طوابع أخرى بالعلامة مائية وفي أواخر عام 1919 وشحت السلطات البريدية في الموصل 9 طوابع مالية عثمانية بالأحرف I.E.F. للدلالة للقوات الخاصة بالحملة الهندية استعمل منها فقط 7 في سنة 1920 أعلن الشعب العراقي ثورته المشهورة بثورة العشرين ضد الاستعمار البريطاني و التي بموجبها حصل العراق على بعض حقوقه وقد أنشغل المسؤولون آنذاك بتدبير أمور البلاد المهمة و لم يفكروا بإصدار طابع عراقي حر إلا في سنة 1923 حيث صدرت أول مجموعة عراقية ظهرت عليها صور بعض الآثار العراقية والمساجد الشهيرة و تتكون من 13 طابع استعملت للبريد العادي والجوي ثم صدرت مجموعة أخرى مثيلتها تماما و تحمل نفس التصميمات ولكنها موشحة بالإنكليزية للبريد الرسمي ولاحقا بالعربية والإنكليزية معا ومما تجدر الإشارة إليه إن المجموعات الثلاثة الأنفة الذكر البريدية والرسميتين صدرت بالعملة الهندية وتتابع المجموعات لغاية سنة 1932 حيث تم إبدال العملة المتداولة إلى (فلس، درهم ودينار) حيث وشحت المجموعة العادية الاولى للملك فيصل الاول بفئات العملة الجديدة على الفئات الهندية القديمة بينما صدرت الطوابع بعد عام 1932 بالعملة الجديدة