انهيار القوة العسكرية في الموصل نتيجة " الخيانة العظمى " توقيت مدروس بدقة ، وتحالف استخباري اقليمي لطعن العراق في صميم أمنه ، قطر ، السعودية ، تركيا ودول أخرى ، هي العقل المدبر، ووقود المؤامرة أطراف عراقية ، سقوط الموصل وتفشي عناصر داعش في الموصل والانبار وتكريت والشرقاط وبيجي وسامراء وديالى وغيرها من المدن العراقية الاخرى ، ماهو الا عودة لحزب البعث بقناع داعش ,وعودة خلايا البعث الخامله بهذه السرعة لها اسباب وظروف حفزتها لكي تنشط بهذا التوقيت ، منها :
1.ان مشروع العرب السنة في العراق وفي المنطقة هو عودة حزب البعث العربي للسلطة , ليس أيمانا بمبادئه ولكنه الحزب الاقوى في تمثيل وتحقيق أماني العرب في الانتقام من الشيعة والتشفي منهم وما المقابر الجماعية التي تعرض لها شيعة العراق الا قرة عين وشفاء لما يجول في صدورهم من احقاد لا تتناهى , بالاضافة الى القواعد الشعبية التي يمتلكها البعث في بعض المحافظات والتي تدين لحد الان بولائها له ، والحلم بالعودة الى وراء ،فما كان لداعش وغيرها من اخواتها الا هذه المناطق الخصبة لتفريخ الارهاب وبتعاطف شعبي وطائفي يحقق لها ما تصبو اليه.
وبهذا تم الزواج بين البعث والسلفية لتقر به عيون الاعداء الذين انفقوا طويلا لنجاح عملية التهجين السياسي بين البعث والسلفية وقد جاء المولود الاول من رحم المؤامرة " مؤامرة الموصل " وسط فرح أقليمي منقطع النظير .
2. حزب البعث تقاطع بفعل الظروف السياسية المشوهة مع رغبة اقليم كردستان بالانفصال وتحقيق حلم الدولة الكردية المستقلة ، وبهذا تزاوجت عناصر المصالح الكردية مع المصالح الطائفية والسياسية لقطر والسعودية وتركيا بدليل ان أعظم المجرمين من الذين تلوثت اياديهم وأوغلت بدماء العراقيين يعيشون في قصور كردستان الفارهة وبحماية امنية مشددة ، وإذا ما تعالت أصوات القانون بتسليمهم الى حكومة المركز لتحقيق العادلة ، نراهم ينسلون الى تركيا بسلام مطلق ، حيث لم نرى دولة في العالم تحتضن الارهاب كالجارة العثمانية تركيا ، دولة الخلافة الاسلامية المنقرضة . .
3.الدعم اللوجستي والاستخباري من دول الاقليم لتنظيمات داعش - البعث تجلى وتمظهر "بمؤمراة الموصل" التي قادها كبار القادة العسكريين الذين تخرجوا من مدارس البعث الايدلوجية والعسكرية وكانت كردستان حاضنة لهم ومأمن ينأى بهم بعيدا ًعن يد القانون وفي طارق الهاشمي ومن سار على خطاه خير دليل .
4.الغيظ من المشروع الديمقراطي الذي مثلته "دولة القانون " بزعامة المالكي الذي احبط بأمتياز المشروع العربي الطائفي وابتلع كل المؤمرات التي حيكت بظلام من أجل صراع طائفي دموي يعود بالعراق الى أحضان التمزق والتشرذم بعدما نهض العراق وتعالى فوق جراحه السياسية والطائفية وفي نفس الوقت محاولة لعزل شيعة العراق العرب وتحطيمهم من خلال شتى انواع التهم كالرافضة , والصفوية, وغيرها من الاسماء التي تبيح دماء الشيعة تحت غطاء الفتوى الشيطانية .
5. هذه المؤامرة الدنيئة رغم خستها إلا انها قفزت" بالمالكي " عاليا ليمسك بغربال السياسة العراقية برمتها ليتساقط من منخله السياسي كل الخونه والمنافقين بالوطنية والمزايدين بحب العراق وفضح بشدة توجهاتهم وعمالتهم وتآمرهم ضد العراق وبيعهم الشرف والضمير الوطني ناهيك عن اهاليهم وشعبهم.
6.أظهر المالكي وعرى كل الميول الخفية والتي تسترت طويلا بعباءة الوطنية في نفوس السياسيين والبرلمانيين والقادة العسكريين الذين أضمروا البعث في نفوسهم سنوات طويلة ، كان يدفع ثمنها المواطن البسيط من دمه وعرضه وأمنه ، فقد اسقط المالكي جميع الاقنعة بهزة منخلٍ سياسي .
7. انكشاف الخونه والمرتزقة من الاعلاميين وأصحاب الفضائيات المسمومة التي هيأت وأسندت بقوة المؤامرة وتوجت الخيانة بالقلم والحنجرة من خلال ايهام الجمهور ولفت نظره نحو فشل الحكومة وشللها ، وهي كلمة حق يراد منها باطل حقود ، ولم يتجرؤا بشرف ليقولوا إن كل ما يحدث في العراق سببه الحقد المتراكم في نفوس الاشقاء الذين يحيطون بالعراق كالوحوش الكاسرة والغادرة لينقظوا عليه فكان الاعلام المأجور خير جاسوس للارهاب ينقل اليهم الرسائل ويزرع في نفوس المواطنين الخوف والهلع واالإرجاف تحت مسميات الوطنية وتحت ذريعة الاعلام الحر وبالتظاهر بالحرقة واللوعة الوطنية واقلامهم وقنواتهم مدادها " مال الخيانة " الذي هو اشد خطراً حتى من التفخيخ نفسه لحصده الارواح من خلال مسانده الارهاب .
8.اتضح وبصورة علنية للشعب العراقي من هو الذي يقف وراء الخروقات الامنية والاستخبارية ومن ذا الذي يسهل عبرور المفخخات والمتفجرات في اكثر المناطق حساسية في بغداد والعراق بصورة عامة من البرلمانيين والمحافظين والعسكريين والمراتب الامنية الاخرى بفعل المال القادم من وراء الحدوء الذي يُنظر له بقوة الحناجر والاقلام وبيع الشرف والانسانية .
9. هناك ما يدعم فكرة تقسيم العراق الى دويلات متناحرة أداريا وعسكريا وهو استكمال لمشروع الارهاب وتمزيق اللحمة الوطنية في نفوس دول الجوار واستكمالا لسناريو الارهاب السياسي الذي يطمح اليه الاخوة الأعداء من خلال قيام الدولة السنية بزعامة البعث من الموصل وصولاً الى بغداد مع جناحها الغربي المتمثل بالانبار .
10. لقد بان من خلال هذه المؤامرة نوايا بعض القادة والمراتب الذين تسللوا للجيش العراقي الباسل واتضح بأن ولائهم للرواتب والامتيازات وليس للوطن لا من قريب ولا من بعيد وعليه يجب اعادة النظر في هيكلية جيشنا العراقي المقدام لانه سور الوطن وحصنه المنيع ويبقى الجيش فوق كل ميل وأتجاه ،ومع كل هذا الهجوم والتآمر فأن العراق ماض نحو موقعه الريادي وبالنتيجة فغربان الشر لن تحجب الشمس ولن تبيض الشياطين فراخاً من نور