الآبنَوسيات (رتبة -)الآبنوسيات Ebenales رتبة أشجار تنبت في المناطق الحارة وتضم أنواعاً ثمينة الخشب، عطرة المفرزات اللبنية، تنتسب إلى النباتات الثنائية الفلقة. من المصنفِّين من يجعلها ثلاثية الفصائل تضم: الآبنوسية Ebenaceae والسَبُّوتية Sapotacea ولحمية البذور Sarcospermaceae وهناك مصنفون آخرون يزيدون فصائلها ثلاثاً أخرى هي: الأصْطُركية Styracaceae وضفيرية الثمر Symplocarpaceae ومنحلة الثمر Lysocarpaceae.
الفصيلة الآبنوسية:
تضم 6 أجناس و350 نوعاً. عُرفت مستحاثاتها في الزمن السينوماني Cenomanian من العصر الكريتاسي. الأشجار عادة ثنائية المسكن، والأزهار وحيدة الجنس، ساقيّة (أي محمولة على سوق غليظة)، رباعية الأجزاء إلى خماسيتها. والكأس ملتحمة تنمو بعد الإلقاح، والتويج ملتحم البتلات، جُرَيْسِيٌّ قِربي، ضيق العنق، الأسْدية غالباً مرتفعة العدد، والمبيض عديد الكرابل carpels وملتحمها، والثمرة عنبية. تنبت أغلب أجناس الفصيلة في مناطق المداريْن، ولكن الدَسْبروس اللُّوطسي Diosporus lotus (الذي يعني سيد الحَب اللوطسي) نوع آسيوي الموطن قد تحول إلى نوع شبه تلقائي مقيم في مناطق حوض البحر المتوسط. وكذلك الدَسْبروس الكاكي D. kaki الذي ترجع أصوله إلى آسيا الشرقية، فقد أصبح مزروعاً في جميع مناطق حوض البحر المتوسط ومعروفاً بأسماء متعددة أبرزها كاكي، ودرابزين خُرْمُسي، ومشمش اليابان، وبلح طَرَابَزون، وهو يعطي ثماراً ذهبية اللون، برتقالية الحجم، قابضة الطعم وهي فجة، لاتؤكل إلا مرتخية من شدة النضج.
وتشغل الفصيلة الآبنوسية مرتبة اقتصادية مهمة مستمدة من خشب الآبنوس المستحصل من عدة أنواع من جنس الدسبروس. يتميز خشب الأبنوس بشدة القساوة، وتماسك البنية، وارتفاع الكثافة التي تصل إلى 1.2 في خشب قلب جذوع الأشجار. ويُعدُّ خشب الآبنوس الأسود من أثمن الأخشاب في العالم ويستحصل عليه من أنواع الدسبروس الشجري D.dendro والدسبروس المحلبي D.mespiliformis في إفريقية الاستوائية، والدسبروس الآبنوسي D.ebenum ودسبروس الخشب الأسود D.melanoxylon في آسيا المدارية والدسبروس مُفْرد القلم D.haplostylis والدسبروس المعيني D.microrhombus في مدغشقر وجزيرة موريس في المحيط الهندي. ويستحصل على خشب أخضر من دسبورس الخشب الأخضر D.chloroxylon في الهند وعلى خشب أحمر من الدسبروس الأحمر D.rubra في جزيرة موريس ويستحصل على خشب أبنوس مُبرقش من الدسبروس الهَلْب (قاسي الشعر) D.hirsuta وتستعمل أخشاب الآبنوس في صناعة الأزرار والأمشاط، في صناعة المرصَّعات كأجزاء الشطرنج المرصعة بالعاج والآبنوس، وفي صناعة منابر المساجد والخزائن والصفائح الخشبية.
الفصيلة السَبُّوتية
تضم 50 جنساً و 600 نوع. تنبت بين المدارين، وتشبه الفصيلة الآبنوسية وتتميز منها بأزهارها الخنثوية وأوعيتها اللبنية. أبرز أجناسها المقلِّد Mimusops ، وهو جنس مداري يضم قرابة 200 نوع تؤكل ثمار بعضها، والخشب الحديدي Sideroxylon و ينبت في المنطقة المدارية من العالم القديم ويضم قرابة 100 نوع، وذهبي الورق Chrysophllum وهو ينبت في المنطقة المدارية من العالم الجديد وفي القارة الأمريكية، ويضم قرابة 70 نوعاً يعطي بعضها ثماراً مرغوباً فيها في المناطق المدارية. ومن الأجناس ما يقتصر على بضعة أنواع من أبرزها الأرغن الشوكي Argania spinosa الذي يوجد في المغرب العربي، والذي يُستخرج من بذوره زيت الأرغان أو ما يسمى زبدة الغريط المفضلة لدى العرب المغاربة والأَخرَص سبُّوتة Achras sapota الذي ينبت في المكسيك ويُستخرج من سوقه لبن نباتي معروف بالعلكة. وبَلَقين الغُطَّا palaquinum gutta الذي ينبت في الهند الشرقية ويستحصل منه على مادة الطُبُرخا gutta percha وهي مادة لبنية نباتية قريبة من المطاط وقابلة للانحلال في كبريت الكربون، ومستعملة في الكبلات الهاتفية عير المحيطات.
الفصيلة اللحمية البذور
منتشرة في الهند الصينية وهي قريبة من الفصيلتين الآبنوسية والسَبُّوتية. ويستحصل من أوراق بعض أنواعها على أصبغة نباتية حمراء أو صفراء، كما تستعمل هذه الأوراق في صنع مشروب شبيه بمشروب الشاي.
الفصيلة الأصْطُرَكية
تضم 8 أجناس و100 نوع تنبت في المناطق المدارية وتتميز بخماسية أجزاء أزهارها، والتحام سبلاتها sepals بتلاتها petals، وعشارية أسديتها، وثلاثية حجيرات مبيضها أو خماسيتها. ونووية ثمارها.
يتمثل الاصطرك Styrax في الوطن العربي بالاصطرك المخزني S.officinalis المنتشر في الجبال الساحلية السورية حتى 1600 م فوق مستوى سطح البحر، وهو معروف بأسماء عربية كالعَبْهر الذي تعرف ثماره بالحُوز، وهي مستعملة في الساحل السوري في صيد الاسماك التي تتخدر بعطره وتطفو على سطح الماء، ويستحصل من الأصطرك المخزني على راتنج عطري، معروف بالَميعْة الجافة يستعمل في صناعة العطور.
ويتمثل الأصطرك في أمريكة الشمالية بالأصطرك الأمريكي S.americana وفي اليابان بالأصطراك الياباني S. japonica. وتعد هذه الأنواع الثلاثة ممثلة لعناصر نباتية جاءت من المناطق القطبية في الحقب الثالث الذي تكونت فيه سلاسل الجبال الكبرى كالألب وهيمالاية.
وهناك نوعان هنديان ماليزيان مستعملان في الحصول على الميْعة السائلة benijoin المستمدة تسميتها العالمية من العربية: لبان جاوة، وهما اصطرك تونكين S.tonkinesis وقد أدخل العرب إلى فرنسة استعمال اللبان الجاوي في القرن الرابع عشر، وهو راتنج عطري يستحصل عليه بإحداث جروح صناعية تولد نسجاً مفرِزة نَدبية، وتنعدم أجهزة الإفراز في الأغصان غير المجروحة. يستعمل اللبان الجاوي في معالجة أمراض الجهاز التنفسي وبعض الالتهابات الجلدية، كما يستعمله أطباء الأسنان في معالجة النخر، ويستعمله العطارون في صناعة العطور.