نعم أني لا...أسهر
نعم أني لا.... أسهر
تماهي وَاخْرِقي فؤادي
بِسَهْمِ جُفونِ رَمّاحَةْ
بِوَمْضٍ مِنْ عُيونٍ سودِ
فَوْقَ جِمارِ تُفّاحَةْ
أَنا الْوَلْهانُ يا رَبّي
وَأَشْواقٌ مِنَ الْحُبَّ
لَتَنْسَلُّ كَضَوْءِ الْفَجْرِ في دربي
وَلَسْتُ أُماري إِنْ ثاقَبْتُ مِنْ قَلْبي
بِنَظْراتٍ بِعَتْم الْليْلِ بَوّاحَةْ
جُنونُ الْلَيْلِ يَغْمِرُني
بِمَوْجاتٍ مِنَ الآهاتِ صَدّاحّةْ
وَإِرْهاصاتُ أَشْعاري
يُقَيِّدُها الْهَوى الْمُضْني
تَباهي وَاضْرُمي ناري
بِلَوْثاتٍ مِنَ الْأَشْواقِ وَضّاحَةْ
وَلا تـَبْكِ إِذا أَصْبَحْتُ مَجْنوناً
إِذاً هَيّا مَعي جُنّي
وَخَلّي الشَّوْقَ مَحقوناً
كَجَمْرٍ مِنْ سَنا الْجُنِّ
عَلَيْنا يُلْقي أَشْباحَهْ
خُذيني مِثْلَ أَطْفالٍ
إَلى أَلْعابِهِمْ هَرَعوا
وَضُمّيني
كَأَنْسامٍ رَماها النَّأْيُ وَالْهَلَعُ
تَهُفُّ بِعِطْرِها الْمَجْنونِ
مِنْ أَزْهارِ عِشّاقٍ
تَغوصُ بِوادي أَشْواقي
بِمَحْلِ فُؤادِيَ تَقَعُ
فَهَلْ شَفَتاكِ لَمّاحَةْ
خُذيني إِنَّ أَشْباحي
لتغري مَسْرى أقلامي
لكي تشدو
وَتَدْفَعُ نَحْوَ عَتْمِ الْلَيْلِ
في الْأَرْجاءِ أَوْهامي
يُناوِرُ مُهْجَتى الْحُزْنُ
وترتد
وَيَرْمي الْعِشْقُ أَحلامي
بمَوْجٍ مِنْ جِمارِ الشَّوْقِ كم يَحْنو
وَما عادَ الْجوى يرنو
لِكَيْ يَغْفو بأيامي
وَحُمّى الْحُبِّ جَمّاحَةْ
تُحاورُني الْعُيونُ السّودُ تَسْأَلُني
تُناجيني بِكُلِّ الودِّ تَغْمِرُني
لِماذا الْعِشْقُ مِقْدامٌ وَلا يَخْشى مِنَ الْوَهَنِ
أَنا يا حُلْوَتي صَبْرٌ
وَمِثْلُ الشَّوْكِ لا أَظْمَئ
بِواحاتٍ مِنَ السَّلْوى
تَماهَتْ فيها أَقْدامي
وَقد فاض بِيَ الْوَجْدُ
كَما أَهداني إِقْدامي
إِلى يُنْبوعِكِ السَّيّالِ بِالنَّشْوى
لِكَيْ أَشْرَب ْ
خُمورَ الْحُبِّ أَوْ أَسْكَرْ
مِنَ النَّجْوى
لِيَرْمي حُبُّكِ الْمَخْفَيُّ عَنْ عَيْنَيْكِ
أَوْشاحَهْ
فَأرْمي في جِنانِ الْحُبَّ أَوْهامي
وَفي السُّكّرْ
فَهَلْ أَسهَرْ
وَهَلْ أَسْكَرْ
وَحُبّي مِثْلُ عَصْفِ الرّيحِ
عَطْشانٌ إِلى الرّاحَةْ
تَموجُ يَداكِ بِالْآهاتِ
تُغْريني لِكَيْ أَشْدو
وَفي مَسْرى الْمَتاهاتِ
إِلى أَحْداقِيَ تَعْدو
كَوَمْضاتٍ إِلى الْأَشْواقِ رَوّاحَةْ
أضيئي مِثْلَ وَهْجٍ
يَسْتَبي لَيْلي بِأَطْيافِهْ
حَبيني الْحُبَّ مَرْوِياً بِأَصْنافِهْ
وَلا تَبْقَيْنَ مِثْلَ الْغَيْمِ في تَمّوزَ
في الْآفاقِ سَوّاحَةْ
أَراكِ مِثَلَ زِنْبَقَةٍ يَفيضُ بَهاؤها الدّامي
كَسَوْسَنَةٍ عَلى جُدْرانِ أَحْلامي
كَسُنْبُلَةٍ مِنَ الْأَفْراحِ مالَتْ نَحْوَ أَنْسامي
عَلى مَرْجٍ مِنَ التِّحْنانِ وَالرّاحَةْ
فَهَلْ أَسْهَرْ
عَلى أَعْتابِ نَهْدَيْكِ
وَلا أَسْكَرْ
وَهَلْ أَعْدو
إلى أَهْدابِ عَيْنَيْكِ
وَأَشدو
مِثْل َعُصْفورٍ عَلى غُصْنِ الْمَدى يَسْمُرْ
وتَرْميني بِوَمْضاتٍ
مِنَ العَيْنَيْنِ سَبّاحَةْ
وَوَمْضات ُ الْعُيونٍ السّودِ
كَوَهْجِ الضَّوْءِ لا تُنْكَرْ
تَفيضُ هَوىً وَبِالْأَشْواقِ بَوّاحَةْ
تَقولينَ أَراكَ غَدَاً
أَنا غَدُكِ وَأَنْتِ الْيَوْمَ أَيّامي
وَأَعْوامي وَساحاتي
وَأَفْكاري وَنَبْضاتي
وَكُلُّ مُغَرِّدٍ آتي
وَهَلْ تَقْدِرْ
عُيونُ الْعِشْقِ أَنْ تَغْفو
مِنَ الْأَشْواقِ مُرْتاحَةْ
وَتَبْدينَ
عًلى عَرْشِ الْهَوى تاجاً
كَساهُ الْماسُ وَ الْمَرْمَرْ
وَمِنْ شَفَتَيْكِ إِنْ لُثِمَتْ
يَسيلُ الطّيبُ وَالْعَنْبَرْ
وَخُصْلاتٌ مِنْ الْلَيْلِ
عَلى شُطْآنِ كَفَّيْكِ
يَحُطُّ شِراعُها الْأَسْمَرْ
وَفي قِمّاتِ خَدَّيْكِ
يُهَوْدِجُ مُخْمَلٌ أَحْمَر
وّمِنْ رَعْشاتِ عَيْنَيْكِ
أَرى وَمْضاً يُناجيني
وَلا َأسْهَرْ
وَلا أَسْكَرْ
بَلى أَسْهَرْ
عَلى أَغْصانِ تُفّاحَةْ
وَلَنْ أَسْكَرْ
لِأُخْفي كُلَّ أَسْراري
وَإِنْ كانَتْ مِنَ الْأَشْواقِ
عَيْنُ الْعاشِقِ السَّهْرانِ فَضّاحَةْ