أثيل النجيفي يواصل إدارة نينوى من تلكيف والجيش يتمركز في تلعفر
بغداد / وائل نعمة
أكدت السلطات المحلية في نينوى، امس "سقوط المحافظة بالكامل" تحت سيطرة مسلحي داعش باستثناء المناطق الشمالية التي تقع تحت حماية قوات البيشمركة وقضاء تلعفر ذي الغالبية الشيعية.
ونفى أعضاء في مجلس المحافظة وجود عمليات عسكرية لاستعادة الموصل من داعش، مؤكدين تمركز الجيش في مدينة تلعفر مشيرين الى انها "ليست قوة كبيرة"، وتحدثوا عن عمليات قصف نفذها الطيران العسكري في قضاء الحضر أدى الى خسائر بشرية.
يأتي ذلك وسط تحذيرات اطلقها أعضاء في مجلس محافظة نينوى الذي اختار بلدة تلكيف الآمنة، والتي تبعد 22 كم شمال مدينة الموصل، كموقع بديل لإدارة أعماله بمشاركة المحافظة التي انتقلت مع محافظها اثيل النجيفي، من خطورة تفاقم الوضع الانساني للنازحين، ونفاد الأدوية والمواد الغذائية والوقود كلما طال أمد الأزمة في المحافظة.
وسيطر مسلحون مساء الثلاثاء الماضي على سجون التسفيرات ومديرية مكافحة الإرهاب وسجن بادوش في الموصل، وقاموا بإطلاق سراح معتقليه. كما سيطروا، على مبنى المحافظة ومركز شرطة الدواسة وعلى المطار ومبنى المصرف المركزي، وعلى مقر الفوج الثالث التابع للواء "صولة الفرسان" جنوبي المدينة بعد 3 أيام من محاصرته. وانهارت 3 فرق عسكرية كانت تحمي المدينة، خلال ساعات وتركت مواقعها.
وفي هذا الشأن قال دلدار الزيباري، رئيس تجمع البناء والعدالة العراقي في مجلس نينوى، ان "المسلحين يسيطرون بشكل شبه تام على نينوى باستثناء المناطق التي تتواجد فيها قوات البيشمركة في سهل نينوى، وقضاء تلعفر".
ونفى الزيباري، في تصريح لـ"المدى" امس، وجود "عمليات عسكرية حقيقية" ضد المسلحين لإعادة السيطرة الحكومية عليها، مشيرا الى "وجود عمليات قصف محدودة". كما يؤكد بان "المناطق التي تسيطر عليها قوات حرس الاقليم، شمال الموصل هادئة تماما ولاتوجد فيها اشتباكات".
وتابع عضو مجلس محافظة نينوى ان "القوات العسكرية في قضاء تلعفر ليست كبيرة"، مرجحا "إخراج المسلحين قضاء تلعفر من حساباتهم لانهم يتجهون جنوبا الى صلاح الدين وديالى، ولان دخول المدينة سيتسبب لهم بمشكلة كبيرة هم في غنى عنها نظرا للمكون السكاني الذي يشكل غالبية أبناء القضاء فضلا عن التهدئة التي يميل اليها المسلحون في الموصل".
وتقع تلعفر على بعد حوالي 70 كم شمال غربي الموصل وهي أكبر قضاء في محافظة الموصل، واغلب سكانها من التركمان الشيعة، وتتعدى مساحتها نحو 400 ألف كم2، وتبعها 3 نواحٍ، هي زمار، والعياضية، وربيعة، فيما تضم اكثر من 100 قرية، يشتهر سكانها بزراعة الحنطة والشعير.
وفي السياق ذاته، قال غزوان الداوودي، ممثل الشبك في مجلس محافظة نينوى، بان "مجلس المحافظة ورئيسه بشار الكيكي والمحافظ اثيل النجيفي انتقلوا الى بلدة تلكيف القريبة من الموصل، وهم يعقدون جلسات دورية لمناقشة الأوضاع في المدينة".
واكد الداودي لـ"المدى" بان "مناطق الحمدانية وتلكيف وبرطلة، وربيعة، وباقي البلدات المسيحية والقرى اليزيدية في سهل نينوى، محمية من البيشمركة الكردية"، مضيفا "نسمع عن وجود قوات عسكرية في تلعفر لكننا لم نشاهد عمليات عسكرية في الموصل حتى الآن".
من جانبه يقول خلف الحديدي، عضو كتلة متحدون في مجلس نينوى، بان "سكان الموصل المدينة يعيشون في قلق ويتخوفون من حدوث معارك جديدة بين الجيش والمسلحين، الذين اصبحوا يبسطون سيطرتهم على معظم مناطق نينوى".
ويضيف الحديدي، في تصريح خاص بـ"المدى"، بان "المسلحين أمروا الموظفين بالقيام بعمليات بلدية، وإعادة الماء والكهرباء"، كاشفا عن "مقتل عائلتين بالكامل بقصف من الطيران العسكري على قضاء الحضر، (110كم جنوب الموصل)، كما أصابت الطائرات قسما داخليا في القضاء كان يسكنه عدد من العوائل النازحة عن الموصل".
ويلفت عضو كتلة متحدون الى ان "السلطات المحلية في نينوى قررت تقديم وسائل الإغاثة والمساعدة للعوائل النازحة باتجاه سهل نينوى، كما اتفق المحافظ مع محافظ دهوك والمنظمات الانسانية على توفير الخيم وباقي المستلزمات للعوائل الهاربة خوفا من بدء عمليات عسكرية في الموصل لاستعادتها من المسلحين".
وكانت اللجنة البرلمانية المعنية بالمهجرين أكدت في وقت سابق وصول عدد النازحين في الأنبار الى قرابة المليون نازح بسبب استمرار العمليات العسكرية وحصار الفلوجة، ما يرفع عدد النازحين في العراق خلال الستة اشهر الماضية الى مليون ونصف المليون نازح.
وكان تنظيم "داعش" هاجم يوم الجمعة "الحقبة البعثية" محذرا جميع التنظيمات المسلحة في المناطق التي يسيطر عليها من "شق عصا الجماعة وفيما اكد انه "سيطمس القبور والمزارات الشِركية في العراق"، حذر من "مغازلة الحكومة".
واكد خلال "وثيقة المدينة" التي تتضمن لائحة قوانين فرضها على أهالي نينوى، ان الأموال العامة أصبحت تحت إدارة التنظيم حصرا، ومنع اي احد اخر من اخذ جزء منها، وفيما اعلن منع "تجارة الدخان والخمور"، طالب نساء الموصل بـ"الحشمة والستر وترك الخروج من المنزل".