كلّنا خلف السيستاني
في الوقت الذي أخرست فيه دعوة المرجعية المزايدات السياسية للأحزاب، وعرّت مواقفها الناجمة عن مصالحها الضيقة، توجّه عشرات الالاف الى التطوع في مختلف المناطق، غير عابئين بإملاءات الاحزاب.
![]()
بغداد/ المسلة: في دلالة واضحة على التأثيرات الايجابية الكبرى لدعوة المرجعية الدينية الى "الجهاد الكفائي"، خاطب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، الجماعات الارهابية، متحدياً وواثقا من النصر.. "ما هي الا ساعات و تصلكم جموع المتطوعين".
وكانت المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف دعت الى "وجوب الدفاعِ عن العراق"، معتبرة "من يقتل دفاعاً عن بلده فهو شهيد".
وفي الوقت الذي أخرست فيه دعوة المرجعية المزايدات السياسية للأحزاب، وعرّت مواقفها الناجمة عن مصالحها الضيقة، توجّه عشرات الالاف الى التطوع في مختلف المناطق، غير عابئين بإملاءات الاحزاب، بل ان الكثير من انصار "التيار الصدري"، و "المجلس الاعلى الاسلامي" تجاوزا تعليمات الزعامات، رافضين انتظار الأوامر من هذه الاحزاب ومعتبرين دعوة المرجعية الدينية، واجبا يعلو على متطلبات الانتماء الى هذه الاحزاب ما أصاب الزعامات المحلية بالقلق الشديد فسارعت هي ايضا الى اصدار بيانات تأييدها للمرجعية.
وفي تفاصيل الاستجابة لدعوة المرجعية، أعلن محافظ صلاح الدين تشكيل أفواج من العشائر لشن هجمات ضد داعش.
وفي بابل التحق اكثر من اربعين الف شخص في دفعة اولى للقتل ضد الارهاب بعد اعلان "الجهاد الكفائي"، فيما تجمع العشرات من ابناء ذي قار حاملين اسلحتهم،، في شوارع مدن المحافظة تلبية لنداء المرجعية.
واعتبر مصدر امني في حديث لـ"المسلة" ان "معنويات المقاتلين في القوات المسلحة ارتفعت الى درجة كبيرة بعد بيان المرجعية العليا".
وكان المرجع الأعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني، دعا العراقيين إلى "حمل السلاح وقتال الارهابيين دفاعًا عن بلدهم وشعبهم ومقدساتهم، والتطوع للانخراط في القوات الأمنية".
وفي البصرة حثّت جماعة علماء المسلمين في البصرة على "مواجهة التهديدات الإرهابية"، وشجعت ابناء اهل السنة والجماعة على قتال الارهاب و داعش استجابة لدعوة المرجعية الدينية.
واستجاب العراقيون في مختلف انحاء العراق لدعوة المرجعية الدينية في النجف الى "الجهاد الكفائي"، معلنين رغبتهم في التطوع والانضمام الى صفوف الجيش العراقي واي تنظيمات رسمية اخرى ساندة له، فيما يرى محللون سياسيون ان دعوة المرجعية سحبت البساط من زعماء الطوائف الذي يحتمون في قصورهم، حيث تحيط بهم المئات من الحمايات الامنية، التي تتلقى رواتبها وتجهيزاتها من قبل الدولة العراقية.
وفي الوقت الذي اظهر فيه عراقيون حماسا بمستوى التحدي، فقد ظل زعماء الكيانات السياسية مثل رئيس المجلس الأعلى الاسلامي عمار الحكيم، وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، في عقدة البحث عن المناصب، مجندين افكارهم ومناصريهم لمعركة رئاسة الوزراء، ما جعلهم مثار سخرية واستياء الشعب العراقي.
ويرى محلل سياسي رفض الكشف عن اسمه لـ"المسلة" ان "تطوع الملايين من العراقيين في الجيش العراقي، احرج الزعماء المحليين، وجعلهم في حيرة من امرهم بعدما فلت زمام الموقف من بين ايديهم لانكشاف حقيقتهم في اللهاث وراء المناصب والمكاسب".
الجهاد الكفائي
و الجهاد الكفائي يندرج ضمن فروض الكفاية التي إذا ما قام بعض المسلمين بها سقط الوجوب و الإثم عن الباقين، أما إذا لم يقم بها أحد لحق الإثم بجميع القادرين عليه، و الجهاد في ذلك كغيره من فروض الكفاية مثل القضاء و الشهادة و الإفتاء، تعلم العلم و تعليمه، لكن ليس معنى ذلك أن الجهاد كفرض من فروض الكفايات لا يصير فرضاً عينياً أبداً، و أيضاً لا يعنى ذلك أن الجهاد لا يصير فى بعض الحالات ممنوعاً، لأن الجهاد يتردد بين فرض الكفاية و فرض العين.
وكشفت مصادر امنية لـ"المسلة" عن بدء وصول الاف المتطوعين من وسط وجنوب العراق، الى الموصل تنفيذا لدعوة المرجعية للدفاع عن العراق.
وفي بغداد، تجمهر آلاف المتطوعين من بغداد بمختلف الاعمار في الشوارع المؤدية لمطار المثنى لغرض التطوع في صفوف الجيش، فيما خرج المئات من مسلحي العشائر في قضاء سوق الشيوخ بمظاهرة حاشدة دعما لتوجيهات المرجعية الشريفة.
وكشف رئيس ائتلاف أبناء ذي قار عبد الهادي السعداوي، لـ"المسلة، عن "وصول عدد المتطوعين في المراكز الخاصة بتدريبهم إلى أكثر من عشرة آلاف متطوع، مبينا ان العدد في تزايد وخاصة بعد دعوة المرجعية للجهاد الكفائي".
وارسل مكتب المرجع السيد السيستاني في مدينة كربلاء، الف متطوع بعد ساعات من اعلان الجهاد، الى مدينة سامراء لاسناد القوات الامنية هناك، في حين يستعد 3 الاف اخرين تطوعوا في مكاتب المراجع في النجف للالتحاق بالقوات الامنية في صلاح الدين والموصل.
الى ذلك دخل 30 الف متطوع من محافظات السماوة والديوانية والحلة في دورة تدريبية سريعة استعدادا للانضمام في صفوف القوات المسلحة.
وفي الديوانية، شهدت مراكز التسجيل توافد مئات المتطوعين للقتال ضد داعش. واستجابات قيادات مسيحية وسنية وصابئية لدعوة المرجعية في الجهاد ودعت القادرين على حمل السلاح الى التطوع.