ذاتَ يـومٍ كُنتُ أسيـر ،
في طريـقٍ طويـل ،
لا بِدايـةَ لَـهُ ولا نِهايَـة ..
وفيه قابلتُ رِفاقـًا ،
ساروا مَعـي ،
و قالوا : نِعْـمَ الطريق اخترت ..
ولطولِ طريقي .. احتجتُ ما يُسلِّيني ..
فـ دلُّونـي ،،
و بكُلِّ طاقتِهم أعانونـي ..
لكـنْ : على ماذا دلُّونـي ..؟
وعلى أىِّ شئٍ أعانونـي ..؟
دلُّونـي على /\ سِيجارة /\
قالوا : هـذه هى الرجولة ،
و هى تسليةٌ لوقِتك ،
خُـذها وستشعرُ براحـة ..!
تردَّدتُ في البِدايـة ،
لكنِّي استصغرتُ نفسي إنْ لم أقبلها ..
تعبتُ منها ،
ومع ذلك حاولتُ التكيُّفَ معها .. حتى أدمنتُها : (
و صارت تُلازِمُني ..|
علِمَ أهلي ،
لكنِّي لم أُقِـرُّ بذلك أمامهم ،
و كذَّبتُهم .. وكذَّبتُ مَن أخبرهم ..
حتى جاء اليومُ الذي بدأوا يشمُّون فيه رائحةَ الدخانَ يخرجُ مِن حُجرتي ،
ولم أستطع حينها الإنكار ،
ولم أكن أشرب السجائرَ أمامهم ،
حتى لا أسمعَ لومَهم ، وتقرعيهم ، وكثرةَ كلامِهم ..
وسِرتُ في طريقي الطويـل ،
وما زِلتُ بحاجةٍ لشئٍ آخـر يُسلِّيني ،
ويقضي على وقتِ فراغي ،
فبدأتُ أُحادِثُ الفتيات ..
وما زال الطريقُ طويلاً ..!
أهلي ينصحوني ... وأنا كما أنا ،،
لا أعترفُ بخطأٍ .. ولا أقبلُ نصيحة ،،
و لا أسعى لتغيير نفسي للأفضل ..!
ورغم ذلك كُلِّه ... كُنتُ أشعرُ بالضياع ،
وأسيـرُ تائِهًا ،
قد ضللتُ الطريق ،
وفقدتُ الصديق ..
صاحبتُ أصدقاءَ السُّوء ؛
الذين دعوني للمعصية ،
وزيَّنوها لي ..
إنَّهم شياطينُ الإنس ؛
مَن سار في طريقهم ضلَّ ،
و مَن اتَّبعَهم لم يَسلَم ..
و أثناءَ سيري في هذا الطريق الشَّاق .. عرفتُ فتاة ،
أُعجبتُ بها .. قابلتُها
كلَّمتُها .. داومتُ الاتِّصالَ بها
حقًا .. أحببتُها
يا لها مِن معاصٍ كثيرة !
كُنتُ أريـدُ الزواجَ بها
لكنَّها : (
بعـد كُلِّ هـذا : |
تركتني .... وخُطِبَت لغيري
فـ جرحت بفِعلها هـذا قلبـي
وآلمتني
فـ سَـكَـتُّ ... و لم أُخبِـر أحـدًا
و كتمتُ حُزنـي في قلبـي
لكـنَّ قلمـي سبقنـي .... و نطـقَ عَنِّـي
و قال ما لم أكُـن أوَدُّ قولَـه ،
و عبَّـرَ عَمَّا بداخلـي ،
رغم أنِّـي لا أُجيـدُ الكِتابـة ،
و ما كُنتُ أظُنَّ أنِّي قد أُمسِكُ بالقلمِ يومًا لأُسطِّرَ مشاعري ،
وأَبُثُّ على الورقِ همومـي ..!
ما كُنتُ أظُنُّ أنْ يخرجَ خَطِّـي بهـذه الصورة الجميلة !
فقد كان لا يُقـرَأ !
يا مَن أحببتُكِ .. و ملكتِ علَىَّ قلبـي و تفكيـري
اذهبـي بـلا رجعـة
فقـد أبغضتُكِ ... و لم أعُـد بحاجةٍ إليكِ
ما كُنتُ أظُنُّكِ بهـذه الصورة
و قـد ظهرتِ اليومَ على حقيقتِك
فـ الحمدُ للهِ الذي كشفَ لي حقيقتكِ .. و أبعدني عنكِ
لقد اكتشفتُ اليومَ أنَّ أصدقائي ليسـوا بأصدقاء
إنَّهم أصدقاءُ سُــوء
فـ وداعـًا يا أصـدقـاءَ السُّــوء
و مرحبـًا يا أصـدقـاءَ الخيـر
سـ أعيشُ حياةً جديدةً معكم
و سـ أُحافِظُ على صلاتي .. بعد أنْ ضيَّعتُها سنواااات
وداعـًا يا أيامي الماضيـة
وداعـًا يا حيـاةَ المَعصيـة
الآنَ يا أهلـي .. عرفتُ أنَّكم لا تُريدون إلَّا مَصلحتي
فـ عُـذرًا عُـذرًا : (
|| سـامحونـي ||
و اعـذروا تقصيـري في حقِّكم
قـد كُنتم تظُنُّون أنِّي أشعرُ بالسعادةِ في الطريقِ الذي اخترتُه لنفسي
لكـنْ ! لو تعلمون ما كان بداخلي ... لـ حزنتم لحالـي
و لـ بكيتم علَىَّ
نعم ..... لم تكن سعادةً .. بل كانت تعاسـة
تظُنُّون أنِّي كُنتُ أسهرُ الليل و أبقى خارجَ البيت مُستمتعًا بوقتي
لا
فقد بَعُـدَ النـومُ عن عينـي ،
و أصبحَ الأرقُ لا يُفارقنـي ..
كُنتُ أنامُ بالنهارِ مُحاوِلاً تعويضَ عـدم نومي بالليل
كُنتُ أُصاحِبُ مَن لا يُحِبُّوني .. و لا يُحِبُّون الخيرَ لي
و أنا أعلمُ بذلك
لكنِّي كُنتُ أُخادِعُ نفسي
و أُدافِـعُ عنهم
و أُقـدِّمهم عليكم
كانت سيئاتُهم في عيني حسنات = (
ثُمَّ ظهر كُلُّ واحـدٍ على حقيقتـه
كُلٌّ سـار في طريـق ..... وتركني وحــدي !
أبكـي على حالـي : (
و عـاد قلبـي مَجروحـًا " (
سَـكَـتُّ ....... و نَطَـقَ القَلَـم !
()
فـ يا شبابَ الإســلام :
هـذه نصيحتـي إليكُم ،،،،
فـ اسمعوهـا .. و عُـوهـا /
كُنتُ يومـًا أُفـكِّـرُ بنفسِ تفكيركم ،
و أحلُمُ نفسَ أحلامِكم ،
و آمالي لا تختلفُ عن آمالِكم ..
لكنِّي لم أُحسِن اختيارَ الطريق ،
و لم أجيد انتقاءَ الرفيق
فـ سقطتُّ يومًا .... و لم أجـد مَن يأخذُ بيدي
و كبَّلتني ذنوبـي
شعـرتُ أنَّ الجميـعَ يُبغضُني ،
والكُلَّ يرفُضني
ما دخلتُ بيتي إلَّا و رأيتُ أهلي ينفِرون مِنِّي ،
و يبتعـدون عَنِّي ،
لا أحـدَ يُريـدُ أنْ يَخدمني ..
و كلامُهم معي يدلُّ على أنَّهم يَئِسُوا مِن صلاحي ،
و فقدوا الأمـلَ في إصلاحي ،
و قد كُنتُ أعذُرُهم .. رغم أنِّي لم أكُن أعترف بخطئي ..
الكُلُّ يسألُ عَنِّي و عن أحوالي ؛
أقاربي .. و قريباتي .. و جيراني .. و حتى أصدقاءُ أبي .. و أصدقاءُ أخي
و يستصغروني .. و يُقلِّلونَ مِن شأني
و أهلي تارةً يُدافعون عَنِّي ... و تارةً لا يملكونَ إلَّا الصمت
فـ احـذروا يا إخوتي أنْ تُصابـوا بمُصيبتي ،
و أنْ ترتكبـوا مَعصيتي .
لا تَظُنُّـوا أنَّ مَن يدعوكم لـ شُربِ الدخانِ يُحبُّكم ،
أو أنَّ مَن يُعطيكُم المُخدِّراتِ يُريدُ صلاحكم ،
أو مَن يُعرِّفكم بالفتياتِ و يدعوكم للفاحشةِ تهمُّـه سعادتُكم ..
لا واللهِ !
بل يُبغضونكم .. و يُريدون إفسادكم .. و تدميرَ حياتِكم .
فـ احـذروا ...... احـذروا .
و خُـذوا العِبـرةَ مِمَّن سبقكم .. و وقعَ في فِخاخِهم ..
و قـد أنجاه اللهُ بعـد سنواااتٍ طوال .
فـ له سُبحانَه الحمدُ و المِنَّةُ و الفَضل .
و قـد سَـكَـتُّ طويـلاً .. و كَتَمتُ كثيـرًا ..
و لم أُصارِح أهلي ..
لكنَّ قلمي أَبَى إلَّا الكِتابَـة ... و نَطَـقَ بما في قلبـي .
فـ اقبلـوا النصيحـة ..
فـ هى نصيحـة مُحِبٍّ يَخشى عليكم الزَّلَل .
[][][]