عشرات الآلاف يتطوعون لحماية الوطن من {داعش}14/06/2014 06:18
في وقفة تاريخية مشهودة بدأ مئات الالاف من ابناء بغداد والمحافظات كافة التطوع في صفوف القوات الأمنية لقتال الجماعات الارهابية من تنظيمات “داعش” ومن يتبعها استجابة لنداء المرجعية الدينية التي دعت امس جميع مكونات الشعب العراقي دون تمييز الى التطوع في الجيش بصورة “كفائية” ومواجهة هجمات الإرهابيين.
شيوخ العشائر
مجموعة من شيوخ العشائر بينهم محمد علي الجشعمي وعلي الجبوري وحسن المياحي اكدوا لمندوب “الصباح” قاسم الحلفي، انهم بدؤوا تحضير اسلحتهم وترتيب اوضاع عشائرهم لتلبية نداء المرجعية الدينية في النجف الاشرف التي اطلقت فتواها العادلة في تحميل الجميع مسؤولية حماية العراق ارضاً وشعباً ومن جميع الطوائف وترك الخلاف ونبذ الفرقة التي يسعى تنظيم “داعش” وباقي التنظيمات الارهابية الى زرعها بين العراقيين.
شباب الرصافة والكرخ
اما شباب جانبي الرصافة والكرخ فبعد اعلان المرجعية لرأيها الصريح بان الدفاع عن الوطن واجب كفائي اندفع محمد سامي وعبد الكريم رضا وامجد كامل وعشرات معهم الذين قالوا لـ”الصباح” انهم ينتظرون بلهفة اوامر الحكومة لتطوعهم ضمن صفوف القوات العراقية الاصلية او الرديفة للقتال دفاعاً عن العراق ارضاً ومقدسات وحماية لاعراض العراقيات واموال البلاد ومقاتلة ارهابيين مجرمين انغمسوا في دماء الناس في سوريا وغيرها وعدد من المحافظات واخرها ما فعلوه في الموصل وصلاح الدين.واكدوا استعدادهم للتضحية بدمائهم وارواحهم للدفاع عن بغداد او أي محافظة يراد لهم الدفاع عنها، مشيرين الى ان تاريخ العراق ومستقبله وشرف ابنائه متوقفة على من يحمل السلاح ويدافع عنها بشرف، لاسيما ان المرجعية الدينية اعطت الضوء الاخضر لجميع المترددين او الحائرين في حمل السلاح من عدمه.
اجواء ساخنة
في جانب الكرخ كانت الاتصالات الهاتفية وتقاطع سير السيارات والاسئلة والاستفسارات ساخنة جداً فجميع الرجال يريدون التوجه الى ساحات القتال، الامهات وكبار السن والشيوخ يدعون ابناءهم الى الاستجابة لنداء المرجعية الدينية والتطوع الفوري في القتال مع القوات الامنية.وشددوا في تصريحات لـ”الصباح” على ان الامر اصبح اما ان يبقى العراق واهله واما ان نصبح عبيداً ونساؤنا سبايا وينحر ابناؤنا على يد اقذر خلق الله من الإرهابيين المنتمين لـ”داعش” او من لف لفه من التنظيمات الارهابية، كما شهدت تلك المناطق الذهاب الى المقرات العسكرية لالوية الشرطة الاتحادية والجيش العراقي للاستفسار عن كيفية التطوع والياته.
الجهاد الكفائي
وفي كربلاء، قال مدير اعلام شرطة كربلاء العقيد احمد الحسناوي لمراسل “الصباح” علي لفتة: ان ابناء المحافظة استجابوا لفتوى المرجعية بوجوب الجهاد الكفائي ما دعا المديرية الى فتح ابوابها لاستقبال المتطوعين الراغبين بالدفاع عن البلاد، مبينا ان قيادة الشرطة شكلت لجنة لمقابلة المتطوعين اليوم السبت .
وأشار الى ان الموافقة حصلت على تشكيل فوج قتالي قوامه 700 مقاتل لتنفيذ واجب الدفاع عن أي منطقة في البلاد، مفيدا بان القيادة اكدت على ان يتمتع المتطوع بلياقة بدنية عالية وان يصطحب معه بندقية كلاشنكوف.
وكانت سبع محافظات قد اعلنت من كربلاء امس الاول، دعمها التام للحكومة والقوات المسلحة، وفيما اكدت أنها فتحت باب التطوع لمقاتلة الإرهابيين واستقبلت آلاف المتطوعين، حذرت من الاشاعات المضادة وتشويه سمعة الجيش، كما دعت لمحاسبة المتخاذلين، والى تجاوز الخلافات السياسية.
إرسال تعزيزات
الى ذلك، ذكر مدير الاعلام والعلاقات في قيادة شرطة واسط العقيد ضرغام الاسدي ان غرفة عمليات المحافظة قررت ارسال الفوج الثاني من منتسبي قوة سوات بأمرة المقدم عزيز الامارة الى محافظة الموصل لتعزيز القوات الامنية التي تتصدى لإرهابيي داعش والقاعدة وتطهير المدينة منهم.واضاف الاسدي في تصريح لمراسل”الصباح” حسن شهيد العزاوي، ان القوة التي توجهت الى الموصل بكامل تجهيزاتها ومعداتها العسكرية ستكون بضباطها ومنتسبيها تحت امرة قيادة عمليات نينوى، مبينا ان اكثر من خمسة الاف متطوع لبوا دعوة رئيس الوزراء للانضمام الى القوات المسلحة بغية القضاء على فلول داعش والقاعدة.واكد الاسدي ان توافد المتطوعين ما زال متواصلا.
لواء قتالي
وفي السياق نفسه، اوضح محافظ ذي قار يحيى الناصري خلال مشاركته في تظاهرة حاشدة لالاف المواطنين من ابناء المحافظة دعما ومساندة للقوات الامنية في حربها ضد الارهاب، ان المحافظة فتحت باب التطوع للانخراط في صفوف الاجهزة الامنية استجابة لنداء المرجعية والقائد العام للقوات المسلحة وتشكيل لواء قتالي لمساندة القوات الامنية.
واوضح المحافظ لمراسل “الصباح” حازم محمد حبيب، ان المحافظة استقبلت الاف الطلبات للالتحاق بصفوف الاجهزة الامنية ومحاربة الارهاب، مشيرا الى ان الحكومة المحلية شكلت لجانا شعبية للتعبئة والتحشيد لحماية امن المحافظة والبلاد.
واشار الى ان المعركة الحاسمة التي يخوضها جنودنا وضباطنا اليوم في مواجهة شراذم الارهاب هي معارك ومواقف مشرفة لجميع الشرفاء وهي معارك مصيرية تتطلب من ابناء شعبنا وشيوخ عشائرنا وكل النجباء والشرفاء في العالم ان يوحدوا الموقف والصف والكلمة لقهر الارهاب وتحقيق الامن والامان والاستقرار للعراق ودول المنطقة، وان جسامة التحديات التي تواجهها البلاد في المرحلة الراهنة، تتطلب من الجميع بذل المزيد من الجهد والصبر والتعاون، لدحر واجتثاث بؤر الرعب والقتل والموت التي تهدد امن وأمان الجميع .
لجان شعبية
وفي بابل، اتفقت القيادات الامنية في المحافظة مع عشائر المحافظة على تشكيل لجان شعبية لحماية الاحياء ورصد تحركات الغرباء.وشهدت المحافظة أمس الجمعة عقد مؤتمر أمني بمشاركة عدد من رؤساء العشائر في المحافظة لتدارس الاوضاع الامنية وآلية تطوع ابناء العشائر في صفوف الجيش والشرطة .واوضح محافظ بابل صادق مدلول في تصريح للصحفيين عقب انتهاء المؤتمر ان القيادات الامنية اتفقت مع عشائر المحافظة على تشكيل لجان شعبية لحماية الاحياء ورصد تحركات الغرباء ومنع تسلل المجاميع الارهابية الى المحافظة بالشكل الذي يبقيها امنة.من جانبه، قال نائب رئيس لجنة الامن والدفاع النيابية اسكندر وتوت لـ”الصباح” على هامش حضوره المؤتمر: ان ما يتعرض له العراق مؤامرة تقودها اطراف دولية ومحلية لغرض اسقاط العملية السياسية برمتها، مؤكدا ان القيادة العامة للقوات المسلحة تستعد حاليا لمعركة الحسم لتطهير الموصل وبقية المناطق من هيمنة عصابات “داعش” الارهابية، مشددا على ان القوات المسلحة تمتلك العدة والعدد الذي يمكنها من حسم المعركة والقضاء على الارهاب في أي بقعة من البلاد.
قتل إرهابيين
في غضون ذلك، اكد قائد عمليات بابل اللواء سعد حربية ان قوات الجيش وبقية الاجهزة الامنية تمكنت خلال الايام الثلاثة الماضية من قتل نحو 65 ارهابيا في منطقتي جرف الصخر والبحيرات شمالي المحافظة.
حربية ذكر لمراسل “الصباح” علي السباك، ان معلومات استخبارية افادت بتجمع ارهابيين بينهم عرب الجنسية في منطقة الفاضلية التابعة الى جرف الصخر مكنت المدفعية من دك اوكارهم وقتل نحو 51 منهم فيما قامت قوة امنية بعملية دهم لاحدى مناطق البحيرات وقتلت 15 ارهابيا.
واشار الى ان محافظة بابل آمنة بفضل تكاتف ابناء العشائر وتماسك القوات الامنية التي لم تتوقف عن تنفيذ العمليات الاستباقية لمنع اية فرصة امام الارهابيين لتنفيذ عمليات والسيطرة على مناطق معينة.
تطوع الآلاف
من جانبه، اكد مصدر امني في بابل رفض الكشف عن اسمه لـ”الصباح” ان اكثر من خمسة الاف متطوع من ابناء المحافظة قدموا طلبات تطوعهم للالتحاق بالقوات المسلحة والشرطة بعد ان قررت الحكومة المحلية فتح مركز تدريب الشرطة امام المتطوعين استجابة لدعوة المرجعية والقيادة العامة للقوات المسلحة.
وكان أمس الأول الخميس قد شهد تظاهر العشرات من اهالي مدينة الحلة تأييدا للقوات المسلحة والمطالبة بفتح باب التطوع لحماية الجبهة الداخلية للمحافظة.
النفير العام
اما محافظة البصرة فقد شهدت لليوم الثالث على التوالي تجمعات تأييد وتطوع للمواطنين واقامة صلاة جماعة لدعم الحكومة والقوات الامنية للقضاء على تنظيمات داعش وفلول البعث الارهابية .
وفي جامع الكواز في منطقة المشراق اقام المسلمون صلاة الجمعة الموحدة التي حضرها المئات من المؤمنين بامامة الشيخ محمد بلاسم الذي قال في خطبته ان الاسلام والبلاد الاسلامية تتعرض الى غزو وحشي من التكفيريين والخارجين على الاسلام لتشوية صورة الدين الحنيف.
واكد ان الدين الاسلامي في صورته الحقيقية الداعي الى الحرية والعدالة وتوفير سبل العيش وممارسة الطقوس لجميع الاديان سيكون المنتصر في الاخير كما اخبرنا الله في كتابه الكريم ولو كره المشركون والمنافقون، داعيا المواطنين الى تقديم جميع انواع الدعم للقوات المسلحة، كما طالب الحكومة باعلان النفير العام لطرد داعش والارهاب من ارض الانبياء(عليهم السلام).
تدريب المتطوعين
الى ذلك، كشف رئيس مجلس البصرة الدكتور خلف عبد الصمد لمراسل “الصباح” سعد السماك، عن استقبال مراكز التطوع التي افتتحتها الحكومة المحلية في مقرات قيادة عمليات وشرطة البصرة لالاف المتطوعين، مؤكدا ان الجهات الامنية ستقوم بزجهم في دورات للتدريب السريع تمهيدا لارسالهم لمقاتلة “داعش” والارهاب والبعثيين في شمال البلاد .
من ناحيته، قال قائد شرطة البصرة اللواء فيصل العبادي: ان قيادة الشرطة انهت جميع استعداداتها لاستقبال وتدريب آلاف المتطوعين وزجهم في دورات سريعة، منبها الى ان ارتفاع الروح المعنوية للمتطوعين عنصر مهم في استيعاب الدروس العسكرية واستخدام السلاح بشكل فعال.
وفيما اكد تشكيل لواء البصرة الاول وتجهيزه بالمعدات العسكرية، افاد بانه جاهز للقتال في صفوف القوات الامنية لطرد “داعش” والمجرمين من مناطق البلاد.
وقد رصدت “الصباح” حالات خاصة من قبل مواطنين يراجعون المقرات العسكرية مطالبين بزجهم في صفوف القوات المسلحة لمقاتلة “داعش”.
استعدادات العشائر
من ناحيته، اشار شيخ آل ازيرج في محافظة البصرة شاكر بلاسم السلمان في تصريح لـ”الصباح” الى انه وابناء قبيلة آل ازيرج بالبصرة وبقية المحافظات مستعدون للتضحية بارواحهم للدفاع عن الوطن.فيما ذكر الشيخ شاهين راضي من عشائر الوحيلات في المحافظة خلال مجلس خاص نظمه لابناء عشيرته انه تقدم والمئات من ابناء العشيرة للتطوع في صفوف القوات الامنية بغية التصدي للارهابيين وطردهم من البلاد .
وفي قضاء القرنة شمال البصرة نظمت عشائر بني مالك ووجهاء القضاء تجمعا كبيرا لابناء القرنة بحضور ابناء العشائر من السعد والحلاف وبني منصور للتعبير عن استعدادهم الكامل للتطوع في صفوف القوات الامنية لمقاتلة “داعش” والعناصر الارهابية في المناطق التي تتعرض الى غزوهم .وقال الشيخ عبد السلام المالكي لـ”الصباح”: ان ابناء عشائر بني مالك والعشائر المشاركة في التجمع ستكون مصدرا لا ينضب لامداد القوات الامنية بالمقاتلين حتى تحرير جميع الاراضي من دنس داعش والبعثيين والمجرمين القادمين من جنسيات مختلفة .
حماية المنشآت
وفي اطار متصل، قال عضو مجلس محافظة كركوك نجاة حسين حسن لمراسلة “الصباح” نهضة علي: ان وضع المحافظة مستقر جدا في مركزها وضواحيها الشرقية والشمالية، لاسيما ان قوات البيشمركة ضربت طوقا امنيا حول شركة نفط الشمال وملحقاتها وشركة غاز الشمال والمعامل والمواقع الصناعية المهمة في المحافظة لحمايتها من اي محاولة تخريب او استيلاء من قبل عناصر داعش الارهابي.
واشار الى ان مواجهات واشتباكات تتكرر بين ساعة واخرى في منطقة تل الورد التي تعد نقطة ستراتيجية مهمة بالنسبة للمواقع العسكرية وعملياتها بعد ان استولت عليها القوات الامنية ودحرت “داعش” منها، وبالتالي منعتهم من التسلل الى ناحية الملتقى.واضاف حسين ان الحكومة المحلية في المحافظة بصدد اتخاذ اجراءات رادعة بحق السراق الذين سولت لهم انفسهم سرقة الممتلكات العامة حينما استغلوا انشغال القوات الامنية بمهمات وواجبات أخرى، مؤكدا انها شددت الحماية على المواقع الحكومية لمنعهم.
واشار الى ان الكثير من عشائر تازة ابدوا استعدادهم للتطوع لمقاتلة “داعش” والارهابيين وصد اي هجوم يستهدف مدينتهم او مدن العراق الاخرى.