اوبــامــا: سنتخــذ تحركــات عسكريــة فـي العـــراق14/06/2014 06:47
ما تشهده الساحة العراقية من تطورات امنية متسارعة بعد سيطرة ارهابيي داعش على مناطق في محافظتي نينوى وصلاح الدين، حشد دعما دوليا كبيرا قدمه قادة الدول للعراق في حربه ضد الارهاب.
الرئيس الاميركي باراك اوباما اكد أنه ستكون هناك تحركات عسكرية قصيرة المدى وفورية ينبغي عملها في العراق، مشيرا الى انه من مصلحة واشنطن ضمان ألا يحصل الإرهابيون على موطئ قدم في العراق.
وقال اوباما في تصريحات نقلتها قناة العراقية "لا استبعد شيئا عندما يتعلق الأمر بمساعدة العراق في حربه ضد الإرهاب".
وفي ذات الاتجاه توقع وزير الخارجية الاميركي جون كيري أن يتخذ رئيس بلاده "قرارات سريعة" بشأن العراق بسبب فداحة الموقف بحسب ما صرح به خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية البريطاني وليام هيج.
وتلقى رئيس الوزراء نوري المالكي اتصالات هاتفية من الرئيس الايراني حسن روحاني ونائب الرئيس الاميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الكويتي جابر المبارك لبحث تطورات الاوضاع في البلاد.
وفي نبأ نشره الموقع الالكتروني لرئاسة الجمهورية الايرانية وأطلعت "الصباح" عليه اتصل روحاني هاتفيا بالمالكي وناقشا مستجدات الاوضاع في العراق وسبل القضاء على الارهاب واقتلاعه من جذوره.
وفيما اعرب المالكي عن شكره لايران لدعمها الشعب العراقي شرح اخر مستجدات الاوضاع في شمال العراق ونجاح الحكومة والجيش العراقي في القضاء على الارهابيين.
واضاف المالكي، ان "تعبئة الشعب العراقي وعشائره في دعم الجيش تمكنت من التصدي للعمليات الارهابية وان ابناء الشعب سيتمكنون قريبا من تطهير العراق من وجود الارهابيين".
ووفقا للموقع, فان روحاني اشار الى ضرورة مكافحة الارهاب والعنف, مدينا الجرائم البشعة التي ارتكبها الارهابيون وقتلهم الابرياء في العراق، معربا عن ارتياحه لوحدة الشعب العراقي في مكافحة الارهاب والعنف.
وتطرق الرئيس الايراني الى دور المرجعية في هذا المجال مبينا ان المرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني الذي اكد ضرورة مشاركة الجميع في التصدي للارهابيين له دور مهم في تعبئة الشعب العراقي في مواجهة الجرائم وعمليات القتل الارهابية.
واكد ان ايران حكومة وشعبا تقف الى جانب الشعب والحكومة العراقية, مشددا على ان حكومة بلاده ستبذل قصارى جهدها على المستويين الدولي والاقليمي لمواجهة الارهابيين ولن تسمح لحماة الارهابيين ان يمسوا الامن والاستقرار في العراق من خلال تصديرهم الارهاب اليه.
هذا وأبدى مسؤول إيراني كبير رفض الكشف عن اسمه قلق بلاده "البالغ" بشأن المكاسب التي يحققها ارهابيو «داعش» في العراق، فيما أكد أن إيران على استعداد للتعاون مع واشنطن في مساعدة بغداد على التصدي لهم.
وقال المسؤول في تصريح صحافي: إن "إيران تشعر بقلق بالغ بشأن المكاسب التي يحققها الارهابيون في العراق"، مبينا إن "طهران منفتحة على خيار التعاون مع الولايات المتحدة لدعم بغداد".
واضاف ان "إيران ستوفد مستشارين وترسل أسلحة لمساعدة حليفها رئيس الوزراء نوري المالكي للتصدي لما تعتبره طهران خطرا كبيرا على استقرار المنطقة"، مستبعدا "دفع الجمهورية الإسلامية بقوات في هذا الشأن".
وتابع "بإمكاننا العمل مع الاميركيين لإنهاء أنشطة المسلحين في الشرق الأوسط".
الى ذلك حث نائب الرئيس الاميركي جو بايدن في اتصال هاتفي مع المالكي الحكومة العراقية على ضمان حماية المدنيين في حربها ضد الجماعات الارهابية.
وذكر بيان للبيت الابيض ان المالكي وبايدن ناقشا الوضع الامني في محافظة الانبار في ظل تصاعد المعارك هناك.
ودعا بايدن الى تقييم (نهج شامل) يتضمن التوعية السياسية بالاضافة الى التركيز على كسب الدعم المحلي.
وأكد الطرفان بحسب البيان على التزام البلدين بالعمل معا في الحرب ضد تنظيم داعش، الذي يمثل تهديدا للمنطقة.
هذا وتلقى رئيس الوزراء نوري المالكي اتصالا هاتفيا من نظيره الكويتي جابر المبارك الحمد الصباح, استعرضا خلاله تطورات الاوضاع الامنية الراهنة في العراق.
في نبأ أطلعت عليه "الصباح" عبر رئيس الوزراء الكويتي للمالكي عن ثقة الكويت بقدرة المسؤولين في العراق على تجاوز هذه المرحلة الدقيقة, متمنيا للبلد الشقيق الامن والاستقرار والطمأنينة في ظل الحفاظ على سيادته ووحدة اراضيه.
وتشهد البلاد ازمة امنية واقتحام عناصر داعش لمحافظتي نينوى وصلاح الدين واستمرار المعارك في الفلوجة بالانبار.
فيما عقد حلف الشمال الاطلسي (الناتو) اجتماعا طارئا بطلب من تركيا لبحث الأزمة الامنية في العراق واخرها احتجاز تنظيم داعش 80 تركيا بينهم 49 دبلوماسيا منهم القنصل التركي في الموصل بعد اقتحام مبنى القنصلية في المدينة.
الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، هو الاخر اجرى اتصالاً برئيس الوزراء نوري المالكي لبحث الوضع الراهن، مؤكدا دعمه للحكومة العراقية بمحاربة "الارهاب", بحسب ما اعلنته قناة العراقية في خبر عاجل.
وكان رئيس الوزراء نوري المالكي قد دعا الثلاثاء الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي والجامعة العربية لمساندة العراق في حربه ضد الارهاب.
وفي ذات الاطار دان مجلس الامن الدولي العنف في مدينة الموصل كما ناقش مقترحات لاجراءات محتملة ضد "داعش" بالعراق بحسب بيان المجلس.
وقرأ فيتالي تشوركين سفير روسيا لدى الامم المتحدة ورئيس مجلس الامن للشهر الحالي البيان على الصحفيين.
وقال إن "مقترحات لاجراءات محتملة ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام قد قدم اثناء مناقشة للمجلس بشأن العراق"، متوقعا ان يضيف المجلس "تنظيم داعش الى قائمته للعقوبات الخاصة بالقاعدة وهو ما سيخضعه لتجميد دولي للاصول".
وطالب المجلس المؤلف من 15 دولة أيضا بالافراج فورا عن رهائن اتراك احتجزهم متشددون اسلاميون مرتبطون بالقاعدة ينتمون لداعش والذين ينشطون في شمال العراق وسوريا.
وردد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون إدانة المجلس, قائلا "يجب عدم السماح للارهاب بان ينجح في تعطيل المسار نحو الديمقراطية في العراق كما حددته ارادة الشعب العراقي".
من جهته قرر الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، إدراج تطورات الأوضاع الخطيرة في العراق على جدول أعمال الاجتماع غير العادي، المقرر مناقشته يوم الأحد المقبل، على مستوى المندوبين الدائمين.
وقال العربي في بيان صحفي, إنه "أجرى اتصالا مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري تناول خلاله تطورات الأوضاع الحالية في العراق"، معرباً "عن بالغ القلق من تصاعد موجة التفجيرات والعمليات العسكرية، التي تقوم بها هذه المجموعات الإرهابية ضد السكان المدنيين العراقيين".
وندد العربي بـ"الأنشطة الإجرامية التي يقوم بها تنظيم منظمة داعش الإرهابية في العراق"، مشددا على اهمية "تضافر جهود جميع القوى والفعاليات السياسية والوطنية العراقية في مواجهة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره، درءاً للمخاطر وحفاظاً على وحدة العراق وأمنه واستقراره". وأكد العربي في تصريحاته أن "الجامعة العربية تدعم كل الجهود التي تبذلها الحكومة العراقية، لمحاربة الإرهاب وبسط سلطة الدولة العراقية"، داعيا إلى "ضرورة تحقيق التوافق الوطني العراقي في هذه المرحلة الخطيرة التي تهدد أمن العراق".
الصين، هي ايضا اكدت انها تراقب التطورات الأمنية في العراق عن كثب مؤكدة انها عرضت على الحكومة في بغداد أي مساعدة يمكنها تقديمها.
وتعد الصين أكبر مستثمر أجنبي في حقول النفط العراقية وهي أكبر حقول في الشرق الاوسط مفتوحة للاستثمار الاجنبي وللصين مصلحة في استقرار البلاد بطبيعة الحال.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ ان الصين تتابع باهتمام تطورات الوضع الامني في العراق وتدعم جهود الحكومة العراقية للمحافظة على الامن والاستقرار المحليين, معربة عن املها في ان يتمكن العراق من العودة الى الاستقرار والامان والاوضاع الطبيعية في أقرب وقت ممكن.
وأضافت في افادة صحفية يومية دون ان تخوض في تفاصيل "منذ فترة طويلة تقدم الصين للعراق كل أنواع المساعدات وبكميات كبيرة, وهي مستعدة لتقديم أي مساعدة يمكنها تقديمها".
وتابعت هوا ان الصين طلبت من الحكومة العراقية ضمان سلامة الصينيين في البلاد ولكنها لم تذكر ما اذا كان هناك أي أثر على المصالح النفطية للصين في البلاد.
رد مع اقتباس
