تدرس زيادة مقاعد المجموعة الطبية بنسبة 10 بالمئة
بغداد ـ حيدر العذاري
قال وزير التعليم العالي والبحث العلمي ان الوزارة تدرس زيادة عدد مقاعد المجموعة الطبية بنسبة تتجاوز الـ10 بالمئة من الخطة، في حين طالب وزارة التخطيط بإعداد خطط لتوظيف خريجي الكليات في مؤسسات القطاعين العام والخاص.
وأكد الدكتور علي الأديب، خلال ورشة عمل أقامتها مؤسسة المدى أمس تحت عنوان "واقع التعليم العالي في العراق": ان عددا كبيرا من الطلبة يرغبون في القبول في كليات المجموعة الطبية المتمثلة بكليات "الطب، وطب الاسنان ، والصيدلة" لاسيما ان معدلاتهم تسمح لهم في ذلك لكن هؤلاء اخفقوا في ملء استمارة التقديم المركزي، اذ ان معدلاتهم تجاوزت الحد الأدنى للقبول في كلية الصيدلة الا انه تم قبولهم في كليات الهندسة.وأكد الاديب خلال الورشة التي حضرتها "الصباح" أنه سيتم خلال اليومين المقبلين الاعلان عن دراسة اعدتها الوزارة، وعدها "تصب في مصلحة عدد كبير من الطلبة"، مبينا ان الوزارة سوف تحسم ايضا مشكلة الطلبة الذين اكملوا المرحلة الاولى كحد ادنى من كليات المجموعة الطبية في الدول المضطربة امنياً مثل ليبيا وسوريا واليمن والبحرين، فضلا عن اوكرانيا والهند، عن طريق التعليم الموازي، أي دفع مبالغ مالية الى الجامعات العراقية كما هو الحال في المرحلة الاولى من دراستهم في الجامعات الخارجية.
وبين ان الوزارة تتجه الى جعل كل كلية حكومية في بغداد في مجمع واحد للتقريب بين الكليات لاسيما في المكاتب ومراكز الابحاث وضرورة التفاعل بين طلبة واساتذة الجامعة، اذ سيتم نقل ثماني كليات من مناطق متفرقة الى مجمع الجادرية في بغداد خلال العام الدراسي المقبل.
واشار الوزير الى ان جامعات البلاد كافة تخرج سنويا اعدادا كبيرة من الطلبة بمختلف الاختصاصات الانسانية والعلمية لكن دون تخطيط مسبق لكيفية الافادة منهم في بناء المجتمع والاعتماد عليهم في تأسيس مراكز ابحاث متخصصة لايجاد حلول للمشكلات التي تواجه المجتمع عن طريق ايجاد فرص عمل لهم، مطالبا وزارة التخطيط باعداد ما تحتاجه من اختصاصات علمية وانسانية لكلا الجنسين لضمان عدم زيادة نسبة البطالة بين الخريجين او العمل بغير اختصاص في عدة مجالات، منوها بأن اغلب المشكلات التي تعيق تقدم المسيرة العلمية هي الميزانية بعد ان تم اعطاء الاولويات للوزارات الامنية.وبين خلال استماعه لعدد من مداخلات واسئلة الحضور وعدد من وسائل الاعلام: ان الوزارة تتجه الى اجراء تغيير او تطوير المناهج الدراسية للحصول على نظام الاعتمادية الدولية "الجودة" للاعتراف بالجامعة عالميا او تصنيفها في مقدمة الجامعات العالمية.كما اكد وزير التعليم ضرورة تفعيل العلاقة بين المنتج والمستهلك لاسيما ان العراق مازال يصنف ضمن الدول الاستهلاكية التي ترهق ميزانيته فقد حان الوقت لان ينتج العراق السلع والبضائع من خلال الاستثمار الامثل للعقول وادخالها في سوق العمل والتخطيط لانتاج يسد حاجة البلاد وبالتالي يقلل من عملية الاستيراد.واشار الى ان خطط الوزارة تهدف لتفعيل التوأمة بين الجامعات العراقية والاوروبية من خلال تقسيم سنوات الدراسة الاربع على مرحلتين، الاولى يحصل فيها الطالب على المحاضرات في العراق والمرحلتين الاخريتين في الخارج، مع ضرورة تفعيل الجانب الابداعي للطلبة وعدم الاعتماد على الدروس النظرية في المجالات المتخصصة.واختتم الاديب كلامه بان الوزارة تتعرض لهجمة اعلامية ذات اهداف سياسية بشأن تطبيق قانون المساءلة والعدالة.في جانب آخر، قال الوزير خلال لقائه عددا من طلبة جامعات بغداد الحكومية والاهلية للاستماع الى مطالبهم والمشكلات المتعلقة بالظروف المحيطة بالدراسة: ان الوزارة وضعت خطة لحل جملة من الاشكالات التي تواجه الطلبة خلال العام الدراسي الجاري.وشدد أغلب الطلبة الحاضرين في اللقاء الذي حضرته "الصباح" على اهمية ايجاد فرص عمل للخريجين منهم بعد ان يمضوا اكثر من 16 عاما دراسيا في جميع المراحل ليتخصصوا في مجال معين ليمارسوا حقوقهم التي كفلها الدستور، مشيرين الى ان فرص عمل كثيرة تنتظر الخريجين باختصاصات دقيقة في اغلب الدول العربية و الاوروبية متسائلين عن جدوى الدراسة والتعلم والتخصص في الجامعات العراقية ومن ثم تستفيد دول اخرى من الخريجين لاسيما ان اغلب العراقيين في الخارج يديرون شركات ومؤسسات فاعلة.وطالب عدد من طلبة الكليات المسائية والاهلية بضرورة تقسيط الاجور الدراسية على اكثر من دفعة بسبب صعوبة الوضع المعيشي لنسبة كبيرة منهم، مشيرين الى ان عددا من كليات الجامعة المستنصرية منعت دخول الطلبة الى القاعة الدراسية الا بعد دفع ما بذمتهم من اجور دراسية على دفعة واحدة ، ودعوا الى استثناء بعض الطلبة المتعففين من الاجور الدراسية بعد ان اجبر البعض منهم على تأجيل سنة دراسية ليعمل ويجمع الاجور الدراسية ليلتحق بالمرحلة ذاتها في العام المقبل.يشار الى ان وزير التعليم العالي أصدر قرارا بتخفيض الاجور الدراسية في الجامعات الاهلية بنسب تراوحت بين 25 بالمئة و 15 بالمئة لكل مرحلة دراسية.وشكا عدد من طلبة جامعات المستنصرية وبغداد والتكنلوجية من سطوة الحرس الجامعي على الطالب وتعرض الكثير منهم الى مضايقات من الحرس اثناء الدخول الى مبنى الحرم الجامعي من خلال ابراز الهوية والتعامل مع الطلبة بمزاجية في الدخول لاسباب مجهولة لاسيما ان ضوابط استعارة الكتب والمصادر من المكتبة المركزية او مكتبة القسم تتطلب ابقاء الهوية لحين ارجاع الكتاب حسب توجيهات رؤساء الجامعات، مطالبين بضرورة التنسيق بين الجامعات في مجال استعارة الكتب والمصادر والمراجع لاسيما في الاقسام العلمية التي مازالت ضوابط الاستعارة لطالب من جامعة اخرى تصطدم بالروتين والتعقيد.اما طلبة كلية الهندسة، فناشدوا الوزير ضرورة الاسراع بايجاد حلول لشحة او انعدام المختبرات التخصصية في دراستهم العملية التي تضيف الكثير من المعلومات والخبرات للطلبة خلال اربع او خمس مراحل دراسية فالاعتماد على الجانب النظري لا يطور من مهارات وخبرات الطلبة، بحسب قولهم.الوزير علي الاديب قال ردا على هذه الملاحظات: ان نسبة كبيرة من مشكلات الطلبة تصنف ضمن الحلول السريعة كالمضايقات من قبل الحرس الجامعي الذين مازالوا يطبقون الثقافة العسكرية المتوارثة من زمن النظام المباد، فضلا عن مشكلات تقسيط الاجور الدراسية لطلبة الدراسات المسائية والجامعات الاهلية، لافتا الى ان فرص العمل وتوفير المختبرات ستدرج ضمن ميزانية الوزارة للعام المقبل 2012 التي ستوفر اجهزة ومعدات مختبرية تتلاءم مع حجم التطور الحاصل في الجامعات الرصينة التي تسهم في زيادة المستوى العلمي للطلبة، مطالبا الطلبة بعدم الانجرار وراء التصعيد والاستهداف السياسي للوزارة.

http://www.alsabaah.com/ArticlePrint.aspx?ID=15831