سوف ابقى اكتب لدرر العراق
سوف أبقى أكتبُ لدرر العراق
سوف أكتبُ اليوم ولغدٍ لم يأتي،
وأنسى عذابات عمرٍ
نُثرتْ أيامه بلا تفكير.
أتأمل هدير الضياع
بعد سنين عجافٍ،
قاسيةٍ
حطمت بصمتها كبرياء الاهات،
لم ترحم تجاعيد الزمن
لم تجد دمعة تمحي أثار
قبلة لم تلمس شفة الحبيب.
أغازل لعنات الدهرِ
لربما تحسُ
أو تحنُ على قلبٍ
يَدقُ كي يَغفى
البعيدُ عن حضن معشوقه
أو لربما يحلم
بلحظة لقاءٍ،
يشم فيها نَفَساً
من رحيق حُبٍ
غادر وكره
وتاه مُتابعا اثارَ
دُروب المُغامرين
الباحثين عن سر خُلود الهَوى.
أو لربما يهنئ برؤية
حبيبين تعانقا و يرفضان
الفراق،
راسمين لوحةً يحتارُ
المؤمنون بفك رموزِها.
هي ولعٌ للغارقين
في طلسَمِ الامتلاك الابدي المُحير
وهي البُشرى لكل
من يدرك قدسية الجَمالِ
و يرى العيشَ في خيالِ
روحٍ يَعشقُها.
ويضحي من أجلها بحلاوة اللقاءِ
وطراوةَ القُبلاتِ
ورعشات ترطيب الشفاهِ
و النوم في حضنٍ،
أحن عليه من نفسه.
قتلنا الاحلام بلقيانا
وأوشكنا أن نُضحي
بسرِ الوجود
وصرنا نمضي
بحبٍ يُعمى.
راوحنا في خطانا،
تَرنحنا،
و صار التفكير بوأدِ الحبِ
يؤنب الضمير.
أتأملكَ تقصدني
تغازل القُرب الذي يُفني.
و أرى نفسي
أهوى الفراق الذي يُحيي،
ويَسري الروح في عروقِ
جَفت من طول الانتظار
وعان الويل في وحدته،
ولكنه لم يعلن الهزمية
ولم يعلن توبته
من أجل أن يَحيى الحب
ويبقى في الدنيا
كَرزة الحياةِ.
******
مع اسمى تحيااتي