خبير أمني: المسلحون تورطوا بجبهات عديدة.. والسُنّة لن يقبلوا بالخضوع لهم طويلاً
بغداد / غضنفر لعيبي
قال خبير في الشأن الأمني ان تنظيم داعش الذي توغل سريعا في مناطق واسعة، لن يتمكن من مسك الأرض والصمود بوجه الجيش لقلة عديد مقاتليه والخسائر التي تكبدها خلال الأيام الماضية، وفي حين أكد ان التنظيم استطاع ان يخترق الحواجز الحكومية سريعا، توقع استمرار المعارك في الموصل كما حدث في الانبار وان التنظيم سيتخلى عن المناطق التي سيطر عليها في محافظة صلاح الدين، مشيرا الى ان سُنة العراق لن يقبلوا ان يكون داعش ممثلا عنهم، داعيا في الوقت ذاته الحكومة العراقية الى استبدال القيادات العسكرية ووضع خطط أمنية رصينة لمحاربة الجماعات المسلحة.
وقال الخبير في الشؤون الأمنية والعسكرية هشام الهاشمي في حديث الى "المدى" امس، ان "داعش لن يصمد طويلا في مسك الأرض التي استطاع ان يسيطر عليها خلال الايام الماضية، ولن يصمد طويلا في محافظات اخرى غير الموصل لأنه يفتقر للجانب العددي بالإضافة الى الإنهاك والخسائر التي تكبدها التنظيم فضلا عن الاصابات الكثيرة التي اصابت عناصر داعش خلال الثلاثة ايام الماضية".
وأشار الهاشمي الى ان "عناصر تنظيم داعش انقسموا الى قسمين، الاول يقوم بالاستيلاء على الغنائم ونقلها، والثاني يقاتل في المعارك"، لافتا الى ان "عيون قيادات تنظيم داعش تتجه صوب مناطق حزام بغداد وتندفع بقوة ولا يعنيها شيء سوى التقدم". ويضيف الهاشمي ان "التنظيم ينطلق سريعا ولديه رأس حربة ويخترق الحواجز والموانع الحكومية بسهولة الا انه لا يستطيع مسك الأرض لقلة عديد مقاتليه"، متوقعا "استمرار الأزمة في الموصل فترة طويلة مثلما حدث في محافظة الانبار، الا انهم لن يصمدوا طويلا في صلاح الدين وسيتخلون سريعا عن تكريت وباقي المناطق التي سيطروا عليها". ورأى ان"سُنة العراق لن يقبلوا بأن يكون تنظيم داعش هو من يمثلهم وهم رافضون للأفعال التي يقوم بها داعش ولن يستجيبوا لأوامره"، وأضاف ان "تنظيم داعش قد توسع على حساب سُنة العراق، وهو امر ترفضه جميع الفصائل، وعلى الرغم من رفض السُنة لسياسة الحكومة والمشاكل التي حدثت معهم الا انهم يرفضون ان يكون داعش هو من يمثلهم".
واعتبر الهاشمي ان "ايدلوجية تنظيم داعش مبنية على بيعة البغدادي، ولا يهادنون احدا يخالفهم الرأي ولا يعلن مبايعته للدولة الاسلامية في العراق والشام، لذلك اختلفوا مع جبهة النصرة، ولا يتعاونون مع اي شخص لا يعلن البيعة وليس لديهم أي اتفاق ولا أية هدنة".
ولفت الهاشمي الى ان "لفظة (الثوار) أطلقها البعثيون والفصائل السُنية الاخرى، وان مصطلح (الثورة) لا علاقة لداعش به، وهو أمر واضح من خلال البيانات التي يصدرها التنظيم بموقعه الخاص في الانترنت"، لافتا الى ان "تنصيب محافظ جديد لمحافظة الموصل بدلا عن اثيل النجيفي قد تم عن طريق رجال الطريقة النقشبندية، ولم يجلس لحد الان على كرسي المحافظ ولم يدخل مبنى المحافظة وهو الآن في منزله". ودعا الخبير، الحكومة العراقية ورئيس الوزراء الى "استبدال القيادات العسكرية ومراجعة الخطط العسكرية ووضع خطط رصينة، مشيرا الى ان الجيش العراقي بحاجة الآن لرفع الروح المعنوية، والا سيجد المالكي تنظيم داعش جالسا على أعتاب المنطقة الخضراء".