إن في كل جيل وفي كل زمان يوجد صوت للحق يجري عليه ما جرى على أهل البيت(عليهم السلام) من تغييب وتعتيم وحرب جسدية ومعنوية، لذا تكون المسؤولية الشرعية على الجميع في الانتصار لذلك الحق مهما كانت النتائج، وان لا يُستوحش الطريق لقلة سالكيه مهما توحّد محور الشر ضده، فلا يزعزعه ولا ترهبه كثرة الأعداء أو التهم الإعلامية والحربية، واعلموا يقينا ان صوت الحق يبقى مرعبا وسببا لقلق الباطل وأتباعه، قال تعالى: (إِنَّ هَؤُلَاء لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ* وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ*)، فقوة أهل الحق أُكتُسِبَت من تلك المواقف لأهل البيت(عليهم السلام) رجالا ونساءا والأولياء الصالحين، ولكن المشكلة التي تواجه الأمة في كل زمان هي الانتساب غير الصحيح لهذا النهج القويم، الانتساب المخلوط بالباطل، انتساب أولئك الذين قال فيهم الحسين (عليه السلام):(يا شيعة آل أبي سفيان...)، وذلك الانتساب الذي قال فيه الإمام علي(عليه السلام):( لقد ملئتم قلبي قيحا وشحنتم قلبي غيضا ...)، والله لو كان الانتساب حقيقيا وواقعيا لركعت الدنيا بأسرها بين أيدينا وهذا بإذن تعالى سوف يكون ويحصل على يد قائم آل محمد وأصحابه والممهدين له في غيبته ... جعلنا الله وإياكم ممن يسمع القول ويتبع أحسنه ومن الذين قال الله فيهم: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَـئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }، ومن الذين قال فيهم الحسين(عليه السلام): ( لم أرى أهل بيت أبّر من أهل بيتي ولا أصحاب أوفى من أصحابي ...)، جعلنا الله وإياكم من خير الأبرار والأنصار ومن الذين يرجون رحمة الله في كل ساعات الليل والنهار