العَباء ة ُ والفستانْ
سِترٌ ولكِنَّهُ للحُسْنِ ما سَتَرا
يَسْتَعْرِضُ الجِسْمَ يُغْرِي الصخرَ والحَجَرا
أسموهُ سِتْراً وكالوا فيهِ تَكْلِفَة ً
في مشغلٍ وَسْطَهُ الشيطانُ قد حَضَرا
قد جَسَّمَ الجِسْمَ في تمثالِ ماجِنَة ٍ
كأنَّ إبليسَ مَنْ سَوَّاهُ وابتكرا
تمشيْ بهِ في خفيفِ العقلِ إمرأة ٌ
أهواؤها جَمَّة ٌ والفِكْرُ قد صَغُرا
قد قَمَّطَتْ فيهِ ما تخفيهِ مِنْ جَسَدٍ
في مشهدٍ فاضِحٍ للفتنة ِ اخْتَصَرا
فالصدرُ والخصرُ والأردافُ بارِزَة ٌ
فانظرْ إذا شئتَ غذِّ الجوعَ والوَطَرا
قد أصبحَ السترُ إنْ تنويْ معاكسة ً
عذراً لمنْ فوقَ ذاكَ الضِّيْقِ قد نَظَرا
وحسبُ ذاكَ الحجابِ الاسمُ إذْ فَضَحَتْ
أجزاؤهُ للعِيَانِ الغُصْنَ والثَّمَرا
إنَّ الحياء َ الذي قد كانَ مَكْرُمَة ً
ما عاد في عصرِنا المشؤومِ مُعْتَبَرا
هذيْ الفساتينُ أسْمَوْهَا الحِجَابَ وَهَلْ
حُسْنٌ بحُسْنٍ يَصُدُّ العينَ والبَصَرا
أنثى ً تمشَّتْ بلونِ الليلِ ما اسْتَتَرَتْ
حتى مَضَتْ في اشتباهٍ تلبَسُ القَمَرا
أسمَتْهُ في أتْفَهِ الأزمانِ وا أَسَفاً
سِتْراً ويا حسرتا كم للعُرَى ْ شَهَرا
لكنَّها في المسَمَّى ْ ها هنا اشْتَبَهَتْ
إذْ إنَّهُ كانَ كالفُسْتَانِ إذْ سَحَرا
جِلبابُها ألفُ خَنَّاسٍ يمرُّبِهِ
تمشي ومِنْ خلفها إبليسُ قد حَفَرا
لم تَتَّبِعْ ما يقولُ اللهُ بلْ تَبِعَتْ
رَبَّ الهوى إذ أطاعَتْ كُلَّ ما أمَرا
يا ليتها في خِمَارٍ لَفَّهَا عَلِمَتْ
من أنَّهُ للذيْ قد خَمَّرَتْ عَصَرا
هيتاً لمنْ غازَلُوا قالتْ جوارِحُها
وللذي اغترَّ قَصَّتْ جِسْمَها ليَرَى
ذاكَ الشبابُ الذيْ أوصالُهُ اتقذَتْ
في شهوة ٍ شَبَّ فيها الجمرُ واستعرا
يا ليتها لم تكنْ للسترِ لابِسَة ً
كي تُسْكِتَ الأهلَ أو كيْ ترضيَ البشرا
يا ليتها في سبيلِ الدينِ قد لَبِسَت
ثوبَ التقى فيهِ تُرْضِيْ الرَّبَّ إذ أَمَرا
يا ليتها لم تنافقْ في تَسَتُّرِها
في خرقة ٍ حاكَها إبليسُ فانتصرا
تمشي وتُبْدِيْ إلى الرائينَ فاكِهَة ً
موبوء َة ً إذ ذبابٌ حولها كَثُرا
قد جُلْبِبَتْ في قُماشٍ فيهِ قد ضُغِطَتْ
كُلُّ التفاصيلِ حتى جِسْمُها انفجرا
تُفْشِي تفاصِيلَها للناسِ قدْ نَسِيَتْ
ما حَدَّدَ اللهُ لمَّا أنزلَ الخَبَرا
ضاقتْ عليها ثِيَابٌ ليتَها خَجِلَتْ
إذْ أنًّ ذاكَ الحياء َ الشامِخَ انكسرا
مرسومة ٌ أنتِ في ذاكَ الحجابِ وهَلْ
أيُّ إمرئٍ عاقلٍ لا يَشْتهِيْ النظرا
تُبْدِيْنَ جِسماً ، جمالاً كيفَ يحصرُهُ
هذا القماشُ الذي للجسمِ قد عَصَرا
أسميتِهِ السِّتْرَ والأزياء ُ فاضِحَة ٌ
والسِّتْرُ مِنْ سِتْرِكِ المفْضُوْحِ قد سَخِرا
لم تستريْ غيرَ لونِ الجلدِ في جَسَدٍ
فيهِ العباء اتُ أوحَتْ كُلَّ ما سُتِرا
إنْ كنتِ للسِّتْرِ يا أختاهُ طالبة ً
لا تلبسيْ ما يقرُّ العينَ والبَصَرا
لا تلبسيْ ما به تُمْسِيْنَ فاتنة
من حيثُ لم تشعري كم يجذِبُ الذَّكَرا
أم هَلْ تقولينَ عن عينٍ إذا نظَرَتْ
للحُسْنِ لا تنظريْ فالجِسْمُ قد سُتِرا
إنَّ الذي كنتِ قد أخفيتِ مِنْ جَسَدٍ
قد بانَ وازدادَ في إغوائهِ أثَرا
ذاكَ الحِجَابُ الذي بالغتِ زِيْنَتَهُ
من وَحْيِ إبليسَ فيهِ الذنْبُ قد كَبُرا
وأنتِ إذ تحسبينَ السِّتْرَ في بَذَخٍ
فناً ففي النارِ لو تدرينَ قد سُعِرا
فلتلبسيْ ما به تبدينَ عالية ً
فوقَ السماواتِ يُرْضِيْ اللهَ إنْ حَشَرا
ما شئتُ أنْ تَنْسُجِيْنَ العَقْلَ من عُقَدٍ
جهلاء َ في وعيها كَمْ تشبهُ البقرا
أوْ أنْ تُرَدِّيْنَ في دنيا أبي حَكَمٍ
ذاكَ الذيْ استعْبَدَ النِّسْوَانَ وافتخرا
لكنْ إلى كُلِّ حُكْمٍ جاء َ حِكْمَتُهُ
والسترُ لا يُجْتَنَى ْ إلا إذا سَتَرا
يا مَنْ إلى خِذْرِها الجذَّابِ قد رَكَنَتْ
لُفِّي بتقواكِ سِتراً يَتَّقِي سَقَرا
لُفِّيْ بتقواكِ ثوباً فيهِ قد نَسَجَتْ
منهُ الرسالاتُ طُهرا يَغْزِلُ السُّوَرَا
كوني على دربِ بنتِ المصطفى إمْرَأة ً
معصومة ً خدرُها المكنونُ قد بَهَرا
فهيَ التي طهِّرَ الرَّحْمَنُ سِيرَتُها
إنْ نُوْدِيَتْ قدوة ُ الأنثى بها افتخرا
~~~