اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
أبكي لظلمة قبري
القبور وما أدرانا ما القبور؟
ظاهرها تراب وباطنها حسرة وعذاب
وصراخ وخراب أو نعيم وثواب لكل عبدٍ أواب
يمرُ المار بها فلا يتعظ ولو درى مافيها لسكب على نفسه العبرات
ولجأر إلى ربه طالباً إقالة العثرات واستدراك مافات
أنصت قليلاً
وسوف تسمع كلاماً ماسمعته من قبل
ولاخطر لك على بال كلاماً يهز القلوب
ويُذهل العقول ، ويُسكب العبرات
ويطلق الآهات والزفرات إنه كلام القبور
تقول
ابن آدم
تمشي على ظهري ، ومصيرك في بطني
ابن آدم
تضحك على ظهري ، وسوف تبكي في بطني
ابن آدم
تفرح علي ظهري ، وسوف تحزن في بطني
ابن آدم
تذنب على ظهري ، وسوف تعذب في بطني
ابن آدم
كيف نسيتني ؟ وماذا أعددت لى ؟
أماعلمت أني بيت الغربة
وبيت الوحشة
وبيت الظلمة
وبيت الدود
وبيت الوحدة والانفراد
فإن كنت في حياتك لله مطيعاً ؛ كنتُ عليك اليوم رحمةً
وإن كنت في حياتك عاصياً ؛ فأنا عليك نقمة
أنا البيت الذي من دخله مطيعاً خرج منه مسروراً
ومن دخله عاصياً خرج منه مثبور
أما ذكرت ظلمتي ؟
أما ذكرت وحشتي ؟
أما ذكرت ضيقي ؟
أما ذكرت غمي ؟
فما لي لا أبكي
أبكي
لخروج نفسي
أبكي
لظلمة قبري
أبكي لضيق لحدي
أبكي
لسؤال منكر و نكير إياي
أبكي
لخروجي من قبري عرياناً ذليلاً حاملاً ثقلي على ظهري
أنظر مرّةً عن يميني، واُخرى عن شمالي
إذ الخلائق في شأن غير شأني
لكلّ امرئ يومئذ شأن يغنيه
وجوه يومئذ مسفرة، ضاحكة مستبشرة
ووجوه يومئذ عليها غبَرَة ترهقها قَتَرة
اللهمّ إني أسألك خشوع الإيمان قبل خشوع الذل في النار
وقال وصي رسول رب العالمين أمير المؤمنين عليه آلاف التحية والسلام
سـلامٌ عـلـى أهـلِ الـقـبـورِ الـدَّوار سـكـأنّـهـمُ لـمْ يـجـلِـسـوا فـي الـمـجـالـس
ولـم يـشـربـوا مـن بـارد الـمـاء شَـرْبـةً ولـم يـأكُـلـوا مـن خـيْـرِ رطـبٍ ويـابـس
ألا خـبِّـرونـي أيـن قـبـرُ ذلـيـلـكـم وقـبـر الـعـزيـز الـبـاذخ الـمـتـنـافـس
وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين
يجب علينا ان لا ننسى القبر ولا ننسى ان الموت حق فالانسان
لا يعلم متى يموت
يقول الامام علي عليه السلام
يامن بدنياه اشتغل
وغره طول الأمل
الموت يأتي بغتة
والقبر صندوق العمل
قال الامام الصادق (ع)
ذكر الموت يُميت الشهوات في النفس
ويقلع منابت الغفلة ويقوّي القلب بمواعد الله
ويرقّ الطبع ويكسر أعلام الهوى
ويطفئ نار الحرص ، ويحقّر الدنيا
وهو معنى ما قال النبي (صلى الله تعالى عليه وآله وسلم)
فكر ساعة خير من عبادة سنة
وذلك عندما يحلّ أطناب خيام الدنيا ويشدّها في الآخرة
ولا يشكّ بنزول الرحمة على ذاكر الموت بهذه الصفة
ومَن لا يعتبر بالموت وقلّة حيلته وكثرة عجزه
وطول مقامه في القبر وتحيّره في القيامة فلا خير فيه
قال الامام السجاد (عليه السلام)
إنّ القبر روضةٌ من رياض الجنة ، أو حفرةٌ من حفر النيران
قال النبي (صلى الله تعالى عليه وآله وسلم)
ضغطة القبر للمؤمن كفارةٌ لما كان منه من تضييع النعم
نسألكم الدعاء
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أنوار الولاية
