السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وردت الإشارة إلى هذه الفتن التي يمتحن بها الشيعة خاصة قبيل ظهور الإمام المهدي (عليه السلام) في عدة روايات، نذكر منها على سبيل المثال:
ما رواه النعماني في (الغيبة)عمن سمع علياً (عليه السلام) يقول: (كأني بكم تجولون جولان الإبل، تبتغون مرعى ولا تجدونها، يا معشر الشيعة). (الغيبة/ 197).
وعن أبي جعفر (عليه السلام) قال: (لا تزالون تنتظرون حتى تكونوا كالمعز المهولة التي لا يبالي الجازر أين يضع يده منها، ليس لكم شرف تشرفنونه ولا سند تستندون إليه أموركم).
وعن أمير المؤمنين (عليه السلام): (كيف أنتم إذا بقيتم بلا إمام هدى ولا علم يرى يبرأ بعضكم من بعض).
وعنه (عليه السلام): (لا يخرج المهدي حتى يبصق بعضكم في وجه بعض).
وفي إكمال الدين عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: (إياكم والتنويه أما والله ليغيبن إمامكم سنيناً من دهركم، ولتمحصن حتى يقال: مات، قتل، هلك، بأي وادٍ سلك، ولتدمعن عليه عيون المؤمنين، ولتكفأن كما تكفأ السفن في أمواج البحر، فلا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه، وكتب في قلبه الإيمان وأيده برح منه، ولترفعن أثنتا عشر راية مشتبهة، لا يدرى أي من أي).قال (الراوي): فبكيت ثم قلت: فكيف نصنع؟
قال: فنظر إلى شمس داخلة في الصفة فقال: يا أبا عبد الله ترى هذه الشمس؟ قلتُ: نعم، قال:والله لأمرنا أبين من هذه الشمس.
والروايات في هذا المضمون كثيرة لا يسعنا في هذه العجالة استقصاؤها أما مكان هذه الفتن، فالظاهر من سياق الأخبار وحال المخاطبين بها أنها تحصل في الرقعة الجغرافية التي يطلق عليها بالاصطلاح السياسي الحديث (الشرق الأوسط).
أما طريقة تجنب هذه الفتن فيكون الامر الاول بالترقب والانتظار والتنحي عن تيارات الأحداث السياسية والانتماءات الحزبية، والتوقي من الوقوع في الشبهات، وكثرة الدعاء بتعجيل الفرج، والالتزام بطاعة الله ورسوله وأهل بيته (عليهم السلام) من خلال امتثال ما ورد في الأخبار من مكارم الأخلاق والتفقه في الدين، وعدم الانخداع بالدعاوى المشبوهة والشعارات البراقة لأصحاب النوايا الخبيثة من مدّعي السفارة والنيابة الخاصة، وذلك يستلزم الوعي والفطنة والثقافة الدينية والامر الاخر وهو المهم وهو الحامي من كل الفتن وهو تقليد المرجع الاعلم والاورع والافقه والاطهر ولا شك بان هذا الامر هو المنجي الحقيقي من الفتن وغير الفتن وحتى لا تسلك اي طريق فيه انحراف وهذا هو الضمان لنصرة الامام المهدي ارواحنا فداه