من التراث * باص الخشب واسطة نقل البصريين قبل عقدين من الزمن
عند زيارة الزائر الى مدينة البصرة قد يلمح بصره صندوقا خشبي يمشي بعجلات وعندما تساله على هذا الصندوق المتحرك يعلمه البصريون انه( باص الخشب) هوية ورمزا لتراث وفلكلور البصره دخل المدينة في نهاية خمسينات القرن الماضي وبقيه فيها الى يومناهذا يجوب عباب شوارع وازقه المدينة خاصة في شوارع قضاء ابي الخصيب حيث انه وسيله النقل الاولى لا بل المميزة هناك كان في بادى الامر سيارة لنقل الاحمال الا ان تطور المدينة يومذاك وحاجه الناس الى وسيلة نقل حول بواسطة نجاري البصره المبدعين الى سيارة لنقل الركاب حيث صنع الجسد والابواب والمقاعد من الخشب لذالك سمي بباص الخشب الزبير وابي الخصيب والتنومه هي المناطق الاوالى التي عمل فيها هذا الباص حيث كان يستخدم لنقل الاشخاص في الداخل بينما يستثمر سطحه والدكة الخلفيه لنقل المحاصيل الزراعيه التي كانت تنقل بواسطته الى سوق العشار اضافة الى الأشخاص الذين يتعلقون بماخرته عند الازدحام.
يصنع الجسد الخارجي لباص من أخشاب الجاوي والصاج وخشب التغليف الذي يستخدم لتغليف الجوانب الخارجية ويتكون الباص من ثلاث أجزاء الجزاء الاول الذي يحتوي على( قمارة القيادة) إضافة إلى مقعدين إمامين ام الجزاء الثاني فهو الجزاء الوسط الذي يحتوي على 6 مقاعد متقابله ولعل هذه المقاعد ساعدت كثيرا في تطوير العلاقات الاجتماعية بين راكبيه يومذاك عندما كان الباص يقطع مسافات طويلة بين مناطق البصره اما الجزاء الثالث وهو الجزء الخلفي يتكون أيضا من مقاعد متقابله وباب ضغير لنزول الركاب وهذا الجزء من الباص له خصوصية كبيره خاصة في الأعياد والأعراس حيث يحبذا الاطفال الفرحون والفرقة الموسيقية الجلوس عند هذه الخانه ويهتفون بصوت عالي( هذا سايقنا الورد هسة يوصلنا ويرد).
وعند سوق البصرة القديمة بقي مراب واحد يمكن ان تشاهد فيه الباص الخشبي والذي ينطلق منه قاصد مناطق حمدان والمطيحه والخوره وغيرها من مناطق ريف البصرة الجميل وهناك مقهى خاص في هذا المراب يتجمع فيه سائقي الباص ينتظرون دورهم لنقل الركاب من والى هذه المناطق الباص الخشبي بقي صامدا في شوارع مدينة البصرة على الرغم من قدم انواع الموديلات التي ينتمي اليها هذا الباص و دخول الكثير من سيارت النقل الحديثه الا ان له خصوصية متميزا هنا في مدينة البصره فالعديد من سكان هذه المدينه يعتبرونه جزاءا اساسيا من تراث هذه المدينة لا بل ان البعض يقصدون بين حين واخر لتنزه وتمتع بجولته فيعيدهم الى اياما اصبحت في مذكرتهم أشبه بأحلام.