بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
هو الإمام محمد بن الحسن العسكري (عليهما السلام)، أمه نرجس بنت يشوعا بن قيصر ملك الروم، وهي من ذرية أحد الحواريين، حيث تنسب إلى وصي السيد المسيح (عليه السلام).
كناه الشريفة: المهدي، صاحب الزمان، الحجة، المنتظر، الخاتم، والقائم (عجل الله فرجه الشريف).
أوصافه الشريفة: ناصع اللون، واضح الجبين، أبلج الحاجب، بخده خال، له سمت ما رأت العيون أقصد منه.
ولادته: ليلة 15 شعبان سنة 255 للهجرة، في سامراء.
في حديث ولادة المهدي (عجل الله فرجه) والذي روته عمة أبيه حكيمة قالت وهي تسوق القصة: فكشف عن سيدي فإذا هو ساجد متلقياً الأرض بمساجده، فضممته إليّ فوجدته مفروغا منه، فلففته في ثوب وحملته إلى أبي محمد (عليه السلام)، فلما كان بعد أربعين يوماً دخلتُ على أبي محمد (عليه السلام) ـ أي الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) ـ، فإذا مولانا الصاحب يمشي في الدار، فلم أر وجهاً أحسن من وجهه، ولا لغة أفصح من لغته، ثم عدت وتفقدته فلم أره، فقلت لأبي محمد (عليه السلام): ما فعل مولانا؟ فقال: يا عمة، استودعناه الذي استودعت أم موسى.
غيبته الصغرى طالت تسعا وستين سنة، كان له فيها سفراء أربعة، هم: عثمان بن سعيد العمري، وابنه محمد بن عثمان، وأبو القاسم الحسين بن روح النوبختي، وعلي بن محمد السمري، أما غيبته الكبرى ـ والتي ترك فيها شيعة آل محمد (صلوات الله عليه وآله) يتامى ـ فقد بدأت سنة 329 للهجرة، تنتهي بظهوره (عليه السلام).
محل ظهوره: مكة المكرمة، ومحل بيعته: بين الركن والمقام.
هو (عجل الله فرجه) حي لا يزال منتظراً أمر الله تعالى، وهو حجة الله على خلقه، ولا تخلو الأرض من حجة لله تعالى، وإلا لساخت بأهلها، وفي الحديث الشريف: لو كان الناس رجلين لكان احدهما الإمام، وان آخر من يموت الإمام لئلا يحتج احد على الله تعالى انه تركه بغير حجة لله عليه.
أما تكليفنا فهو أن نعرف إمام زماننا لنواليه ونؤمن به، وقد تواترت الأحاديث وتوافرت في جملة من المصادر، ومنها ما في مسند ابن حنبل أن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) قال: من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية.
علامات ودلائل
بعد زمن امتد بيننا وبين عصر الرسالة، لا بد أن نتحقق من إمامة صاحب الأمر والعصر (عجل الله فرجه)، وقد أغنتنا أخبارُ الكتب على اختلاف أقلامها وانتماءاتها بما لا يبقى لأحد حيرة أو شك، إلا مرضى القلوب اللذين يحبّون المخالفة ليشتهروا بها يوم القيامة بعذاب الجحيم.
روى السيوطي: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): المهدي منا أهل البيت.
وروى المتقي الهندي: قال النبي (صلى الله عليه وآله): المهدي من عترتي، من ولد فاطمة.
وجاء في ذخائر العقبى لمحب الدين الطبري ص 44 قول المصطفى (صلى الله عليه وآله) لابنته الصديقة فاطمة (عليها السلام): نبينا خير الأنبياء وهو أبوك، ومنا سبطا هذه الأمة وهما ابناك، ومنا المهدي.
وفي الصواعق الحرقة قال ابن حجر الهيتمي تحت الآية المباركة (وانه لعلم للساعة): قال مقاتل بن سليمان ومن تبعه: إن هذه الآية نزلت في المهدي، وستأتي الأحاديث المصرحة بأنه من أهل البيت النبوي، وحينئذ ففي الآية دلالة على البركة في نسل فاطمة وعلي (رضي الله عنهما)، وان الله ليخرج منهما كثيراً طيبا، وان يجعل نسلهما مفاتيح الحكمة ومعادن الرحمة.
وروى ابن حجر الهيتمي في كتابه الفتاوى الحديثة إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: من كذب بالمهدي فقد كفر.
ثم اعترف ابن حجر هذا بصحة عقيدة الشيعة الامامية في امر المهدي (عجل الله فرجه) في كتابيه الصواعق المحرقة والقول المختصر.
وروى الجويني في فرائد السمطين عن الإمام علي (عليه السلام) قوله:
إذا اشتملت على اليأس القلوب * وضاق بما به الصدر الرحيب
وأوطنت المكاره واطمأنت * وأرست في أماكنها الخطوب
ولم ير لانكشاف الضر وجه * ولا أغنى بحليته الأريب
أتاك على قنوط منك غوث * يجيء به القريب المستجيب