افضل امرأة
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد والِ محمد وعجل فرج قائم ال محمد
فضل امرأة
كانت فاطمة الزهراء (عليها الصلاة والسلام) هي الفضلى من بين نساء العالم بأجمعهن من الأولين والآخرين، وذلك في كل المراحل الحياتية وغيرها، وفي جميع ما يرتبط بها بنتاً، وزوجة، وأمّا.
أم أبيها
كانت (عليها السلام) تساعد أباها الرسول (صلى الله عليه وآله) في أيام المحنة ـ ولا يخفى أن كل أيام الرسول (صلى الله عليه وآله) بعد البعثة محن ـ في مكة وفي المدينة وفي الشعب وإلى أن التحق (صلى الله عليه وآله) بالرفيق الأعلى، وقد قال (صلى الله عليه وآله): (ما أوذي نبي مثل ما أوذيت)(38).
فكانت فاطمة (عليها الصلاة والسلام) أم أبيها، يعني كانت له كالأم الحنون لأولادها حيث إنّها تقوم بشؤون الأولاد خير قيام، فإن والدة الرسول آمنة (عليها السلام) توفّيت منذ صغره (صلى الله عليه وآله)، فكانت فاطمة الزهراء (عليها السلام) بمنزلة الأم له (صلى الله عليه وآله)، ولذا كنيت (بأم أبيها).
خير زوجة
وكذلك كانت (عليها السلام) خير زوجة لأمير المؤمنين علي (عليه السلام)، فقد قالت (عليها السلام) في كلمة لها وهي الصادقة المصدقة ـ وقد صدقها أمير المؤمنين علي (عليه الصلاة والسلام) ـ :
(يا بن عم ما عهدتني كاذبة ولا خائنة ولا خالفتك منذ عاشرتني، فقال علي (عليه السلام): معاذ الله أنتِ اعلم بالله وأبرّ واتقى وأكرم وأشد خوفاً من الله أن أوبخك غداً بمخالفتي)(39).
نعم إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ربّى فاطمة الزهراء (عليها السلام) أفضل تربية صالحة حتى لم تكذب في حياتها ولا مرّة واحدة، قبل زواجها أو بعده، لأن فاطمة الزهراء (عليها السلام) معصومة، ولا يحصر عدم كذبها وعدم خيانتها بحال الزواج ولم تحصرها في ذلك، بل قالت: (فما عهدتني) يعني منذ ان أدركت أنت يا علي وعرفتني، ما عهدت مني كذبة واحدة، ولا خيانة واحدة، حتى خيانة في شيء قليل من المال، أو في نظرة إلى من هو غير محرم أو ما أشبه، مما يشمله لفظ الخيانة، وحاشا لبنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذلك.
خير أم
وكذلك كانت فاطمة الزهراء (عليها السلام) لأطفالها: الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم (عليهم السلام) خير أم، فكانت تقوم بشؤونهم، وتغذيهم بالفضيلة والتقوى، وتربيهم بأحسن ما يكون، وقد ورد: إنها كانت تحثهم على إحيائهم ليالي الجُمع من أول الليل إلى الصباح، وكذلك ليالي القدر، فكانت (عليها الصلاة والسلام) تأمرهم بالنوم نهاراً حتى يتمكنوا من إحياء الليل، وبمثل هذه التربية الرفيعة ربت الزهراء (عليها السلام) أولادها، فكانت خير أم عرفتها البشرية جمعاء.
وقد ورد: إن الإمام الحسن (عليه الصلاة والسلام) عندما كان يرجع من مسجد جده رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وكان طفلاً صغيراً، كانت فاطمة الزهراء(عليها السلام) تستفسره عن كلام الرسول (صلى الله عليه وآله) وخطبته في المسجد.
وكانت تربي ابنتها العقيلة زينب خير تربية وتعلمها على الصبر، وتبين لها مواقفها المستقبلية، وقد قالت لزينب (عليها الصلاة والسلام) : إذا أدركت يوم كربلاء فقبّلي عنّي نحر الحسين (عليه الصلاة والسلام) ساعة يأتي للوداع الأخير..
فكانت تهيأ هؤلاء الأولاد الميامين (عليهم السلام) لمختلف ميادين العبادة والجهاد والفضيلة والتقوى، إلى جنب تهيئتها لهم ما يحتاجه كل طفل جسمياً وعاطفياً وغير ذلك.
وكانت (عليها السلام) تقوي روحهم المباركة، كما تعتني بخدمتهم الجسدية من غسل وكنس وطبخ ونسج وغير ذلك.
المرأة المثالية
وهكذا كانت فاطمة الزهراء (عليها السلام) امرأة مثالية تفوق جميع نساء العالم من الأولين والآخرين وهي أسوة لجميع النساء، وهل هنالك امرأة تتمكن ان تدعي مثل هذا الادعاء؟
فهي (عليها السلام) السباقة إلى كل الفضائل وجميع الحسنات، فعلى النساء ان يقتدين بها ان أردن الله ورسوله واليوم الآخر.
1ـ راجع علل الشرائع: ص124 باب العلة التي من أجلها صار النبي (صلى الله عليه وآله) أفضل الأنبياء.
2ـ راجع الخصال: ص205، باب افضل نساء أهل الجنة أربع، مضافاً إلى ما دل على أن فاطمة الزهراء (عليها السلام) سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين.
3ـ سورة الرعد: 17.
4ـ الامالي للشيخ الصدوق: ص592 المجلس 86 ح18، وعلل الشرائع: ص178.
5ـ عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ج1 ص225.
6ـ الارشاد: ج2 ص93، وراجع مثير الأحزان: ص49 وإعلام الورى: 239، وفيها: (وان أبي خير مني وأخي خير مني).
7ـ راجع الامالي للشيخ الصدوق: ص437 المجلس 67.
8ـ مشكاة الأنوار: ص260، الفصل الخامس في الحقائق والنجابة.
9ـ الصراط المستقيم: ج1 ص170 الفصل الخامس.
10ـ تأويل الآيات: ص240 سورة الرعد.
11ـ تأويل الآيات: ص241.
12ـ للتفصيل راجع كتاب (فاطمة الزهراء (عليها السلام) في القرآن) للفقيه المحقق آية الله السيد صادق الشيرازي (دام ظله).
13ـ سورة الإنسان.
14ـ سورة الإنسان: 8 ـ 9.
15ـ الصاع: ما يقارب الثلاثة كيلو.
16ـ في بعض النسخ: ولا ضراعة.
17ـ القراح، بفتح القاف: الماء الخالص.
18ـ وفي بحار الأنوار: (فأعطيه)، وفي بعض النسخ: (فاعطنه).
19ـ الضياع، بفتح الضاد: الهلاك.
20ـ الباع: قدر مد اليدين. ويقال: فلان طويل الباع ورحب الباع: أي كريم وواسع الخلق ومقتدر.
21ـ في بحار الأنوار: فأعطوه.
22ـ غارت عينه: دخلت في الرأس وانخسفت.
23ـ سورة الإنسان: 1-22.
24ـ كلح وجهه: عبس فأفرط في تعبسه.
25ـ في بحار الأنوار: تكافوننا.
26ـ سورة الإنسان: 5 ـ 13.
27ـ أمالي الصدوق: ص212 ح11، منه البحار: ج35 ص237.
28ـ سورة الكوثر: 1ـ 3.
29ـ وقد أخرج ذلك عديد من مفسري العامة أيضا:
منهم: البيضاوي في تفسيره، عند تفسير كلمة: (الكوثر) قال: (وقيل: أولاده)(أنوار التنـزيل وأسرار التأويل: مخطوط ص1156).
ومنهم: الفخر الرازي، في تفسيره الكبير، قال: (الكوثر أولاده (صلى الله عليه وآله) لأنّ هذه السورة إنّما نزلت ردّاً على من عابه بعدم الأولاد، فالمعنى: أنّه يعطيه نسلاً يبقون على مرّ الزمان، فأنظر كم قتل من أهل البيت ثم العالم ممتلئ منهم، ولم يبق من بني أميّة في الدنيا أحد يعبأ به)(التفسير الكبير: ج30 تفسير سورة الكوثر).
ومنهم: شيخ زاده في حاشيته على تفسير البيضاوي عند تفسير سورة الكوثر، قال: (إنّ المفسرين ذكروا في تفسير الكوثر أقوالاً كثيرة (منها): أنّ المراد بالكوثر: أولاده(صلى الله عليه وآله)، ويدل عليه أن هذه السورة نزلت رداً على من قال في حقّه (صلى الله عليه وآله): إنّه أبتر ليس له من يقوم مقامه)(الحاشية على تفسير البيضاوي: ج9 ص341).
ومنهم: شهاب الدين في حاشيته على تفسير البيضاوي (حاشية الشهاب المسمّاة بـ (عناية القاضي): ص403).
ومنهم: العلاّمة أبو بكر الحضرمي في كتابه (القول الفصل)(القول الفصل: ص457).
30ـ سورة الأحزاب: 33.
31ـ فضائل الخمسة: ج2 ص219.
32ـ فضائل الخمسة: ج2 ص219.
33ـ للتفصيل راجع الخرائج والجرائح: ص85، وأعلام الورى: ص49 الفصل السادس في ذكر إسرائه (صلى الله عليه وآله) إلى بيت المقدس ودخوله بعد ذلك في شعب أبي طالب. سورة آل عمران: 61.
34ـ انظر كتاب (فاطمة الزهراء في القرآن) لآية الله المحقق السيد صادق الشيرازي (دام ظله).
35ـ سورة آل عمران: 59-61.
36ـ تفسير القمي: ج1 ص104.
37ـ المناقب: ج3 ص355.
38ـ كشف الغمة: ج2 ص537.
39ـ روضة الواعظين: ص151.