ملحمة تراجيدية عن حياة عويس ابن بهانه
الصعيدي
*
كان عويس يسكن في الصعيد مع والدته بهانه
وكان كسولا لا يعمل
في احد الايام ذهبت والدته الى دوار العمده
وقالت : يا حضرة العمده انا ولدي ما بيعرفش يشتغل
ما تشغلو عندك ينولك ثواب
ده ابوه كان صاحبك الروح بالروح
ووافق العمده ارضاء لبهانه
ووفاء لذكرى صديق عمره المرحوم ابو عويس
وقال لعويس : يا واد يا عويس
انت كل يوم الصبح تاخد البهايم علغيط
وعند المغربيه ترجعهم ... اتفكنا ؟
وفي اليوم التالي
استيقظ العمده متأخرا كعادته
واكل فطير مشلتت بالزبده البلدي
وطلع يتمشى شويه
وعندما مر بالقرب من الزريبة
شاف البهايم ليساتها موجوده
ودخل وشاف عويس ما زال مستغرقا بالنوم
فشال العصايه ونزل فيه ضرب
وهو يردد بيتا من شعر الدارمي باللهجة الصعيدية قائلا :
موش كوتلك يا عويس تسكي البهايم
سبتهم ليه يا عويس وفضلت للعشره نايم
وطرده من الدوار
ولما عاد عويس الى امه واخبرها بالذي كان ندبت حظها وولولت
وحضرت جارتها سعديه لترى ما الخبر
فلما اخبرتها بهانه
قالت : يا ستي ام عويس ما تبعتي علعراق يشتغل ويعملو قرشين
ده الرجاله كلهم راحو ورجعو وعملو شئ وشويات
ذهبت بهانة مرة تانية لدوار العمده
الذي كان واخد على خاطرو وقال : مش عاوز تجيبيلي بسيرة الواد الخايب عويس
قالت : حلمك عليه يا سيد البلد انا عاوزة اتسلف منك قرشين
علشان اعملو بسبورت وابعتو العراق
بدا الاقتراح مناسبا للعمدة وهو يريد ان يخلص من عبء عويس ودين ابيه
الي برقبة العمده
فوافق على الفور واعطاها الفلوس
واتمت بهانه الاجراءات لسفر ولدها وودعته بمحطة القطر
الي جمب بلدهم قائلة :
يا ولدي يا عويس خد بالك من نفسك
ولو قدرت في سمعني حسك
فاجابها عويس :
يا امي يا حبيبتي ما تخافيش عليه
دا انا طول عمري مستنظر الفرصه ديه
ووصل عويس الى العراق وذهب الى احد اقاربه بلدياته في الناصرية
وتم استقباله وتأمين مكان لسكنه مع صحابو
وقالو له :
يا عويس يا جاي متأخر بالعصريه
انت حتشتغل ايه هنا في الناصرية
قال :
اي شغلانه والسلام
اكل واشرب وانام
فشغله عمي مغاوري معه في محل لبيع الفول والطعميه
وبمرور الوقت لاحظ عويس ان جماعة الهور لمن يجون للولايه ياكلون فول وطعميه
فقرر في نفسه امرا
وعند المساء فاتح رب العمل قائلا :
يا عمي مغاوري يا بتاع الامر والقول
انا عاوز عربية وقدر كبيرة للفول
قال :
حتعمل ايه يا ولدي بيهم
ولو رحت لمين تخليهم
قال عويس :
يا عمي انا عاوز اخدمك واستفيد
وانقل خدمة الفول للهور لكل واحد يريد
وفعلا وافق مغاوري على مضض
وذهب عويس الى الهور بعربية الفول والطعمية
وانتظر مغاوري وجماعته ولم يأت عويس بعد
وقد حل الليل وباتو قلقين عليه
وعندما لاح الفجر جاء عويس بدون عربيه وكان ممزق الثياب
متورم الاقدام مدمى الجسد
وقف بباب البيت مخاطبا مغاوري والشله :
هم ظلمه هم جلاب هم فراريه
بطلت ابيع فول في الحته ديه
*