قاطرة السراب
لاى المحطات تُرى
يعدو قطارك أيها القلب ثاويا
سككاً يعرجها المجون
لاى غاية ياترى
يمضى حثيثا فى سكون
تسحبه قاطرة الحنين
فوق قضبان سرابٍ
وأوجاعٍ ودخانٍ و أنين
عجلاته الثكلى تمر
على قضيب من شجون
وصريرها المهتر
يمزق فى الدجى
جوف السكون
ماذا يكون
أنت تمضى بصافِرةٍ
نفخ الريح فيها
صدىً يسابقه الانين
ماجت به الاهواءُ عاصفةٌ
بكل اشجار السنين
فتساقطت تلو اخرى
كل اوراق طوت شأن
نمى ما بين غابات الشئون
وتمددت أغصانه
مرحى تراقص لهفة كبرى
تداعت فى سكون
الامس ولى
وبات اليوم فى الاسر سجين
ترى لأى شأنٍ
فى غدٍ تمضى أيها
الراكب المحزون
قطارك المصدوع
لا يدرى لاية غاية يمضى
أنحو مدينة الاحلام والاشجان
والنهر الحزين
ام نحو مدينة الأشباح
يحدوه حنين
فيعدو دون غاية
عبر كثبان
بها تقاطع سكة
صُفت محطات
ملئت بأكداس الجنون
تصاعد الدخان من عجلاته
عبر مطبات متتاليات
ما بين خارطة
رسمت باوجاع السنين
نفد الوجد منه وقودٌ
تبخر فى ارتحال الأمس
ذى الإشراقِ والنبضِ الأثير
وكسى الجليد خطوط سكته
التى قد أشرقت بالأمس
احساس تمحور فى الدجى
إشعاع نور
بالأمس كان دخانه
عبق سرى بين الطليعة
عطرٌ يصاحبه البخور
خبأ التوهج فيك وانتشر الدجى
وتساوى الأمر ما بين التوقف والمسير
هلا نزلت طواعةً مترجلاً نحو المصير
لايغررك نهل بالامس كنت نهلته
من نبع الحسان الغيد
فمامضى عهد تولى
كان فى الامس فريد
تعجز الأيام جمع حصاته فوق الثرى
فى حسرةٍ كبرى
لما عجزت إليه تعيد
بقلمى/ ود جبريل