مطالبات بالتصدي للشائعات التي تستهدف النسيج الاجتماعي12/06/2014 06:35
مع تصاعد الضربات القاصمة التي توجهها القوات الأمنية لارهابيي”داعش” في محافظات نينوى وصلاح الدين وكركوك، تصاعدت الدعوات الى التصدي الى الشائعات التي تسعى الى تمزيق النسيج الاجتماعي.
وفي وقت اكد فيه مجلس محافظة بغداد تأمين حدود العاصمة، شددت مصادر على ان مصفى بيجي “بأمان” ويعمل بصورة طبيعية، وبينما طالب الوقف الشيعي المجتمع الدولي بدعم جهود العراق لمكافحة الارهاب، وزعت وزارة الهجرة مساعدات انسانية لنازحي الموصل الذين ارغمهم تنظيم “داعش” على الخروج من المدينة بعد تنفيذ جرائم بحق المواطنين هناك.
تأمين المناطق
رئيس اللجنة الامنية في مجلس محافظة بغداد محمد الجبيراوي اكد لمندوبة “الصباح” وفاء عامر، على هامش مؤتمر صحفي امني عقده المجلس امس، ان دوريات النجدة بالتنسيق مع الشرطة المحلية واعضاء اللجنة تنفذ بشكل يومي جولات ميدانية في شوارع بغداد لقطع الطريق امام كل من يحاول استغلال الوضع والنيل من امن العاصمة.
وبين ان المجلس اتفق مع قيادة عمليات بغداد على تعزيز الخطط الامنية في المناطق المحاذية لمحافظة صلاح الدين، لاسيما ناحية التاجي، وكذلك زيادة تسليح العناصر الامنية الموجودة هنالك.
وافاد الجبيراوي بان المجلس اصدر بيانا دعا فيه الاحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والعشائر والجماهير وكذلك القوات المسلحة الى التعاضد والتكاتف والارتفاع الى مستوى التحديات والترفع عن الخلافات الثانوية، وكذلك دعم الجهد الامني والعسكري والاستخباري بما يمكنه من كسر شوكة الارهاب، وبالتالي تحرير المدن وتطهيرها من المخططات الخارجية التي تبيت الشر للبلاد.كما دعا الى توفير المستلزمات المادية واللوجستية العسكرية لوقف المد الارهابي الذي يستهدف الجميع، فيما اوعز البيان الى مواطني بغداد للوقوف ضد الشائعات والحملات الاعلامية المغرضة التي تستهدف تمزيق النسيج الاجتماعي والعودة الى المربع الاول.
ناقوس خطر
من جهته، اكد عضو المجلس علي الحميداوي ان ما حصل في محافظتي الموصل وصلاح الدين وقبلهما محافظة الانبار يدق ناقوس خطر على امن البلاد، بيد ان لدى بغداد الاجراءات الاحترازية التي تمكنها من منع ارهابيي داعش من اختراق امنها.واشار لـ”الصباح” الى ان المجلس اجتمع بجميع انتماءاته وكتله واحزابه كجبهة واحدة لدعم القوات المسلحة بكل مفاصلها، مطالبا عشائر اطراف بغداد بان تأخذ دورها بهذا المجال في التصدي للارهاب والكشف عن الخلايا النائمة هنالك.
مخططات خارجية
الى ذلك، بين رئيس اللجنة الادارية في المجلس ماجد الساعدي ان ما يتعرض له العراق جزء من مخططات خارجية، منبها على ان الحكومات المحلية يجب ان تأخذ دورها في دعم الواقع الامني.
الساعدي اشار في تصريح لـ”الصباح” الى ان هنالك خططا ستراتيجية قصيرة وبعيدة المدى وخططا متحركة تتغير بما يتناسب والحوادث الامنية والطوارئ التي تحدث في البلد.
في السياق نفسه، اكدت رئيسة لجنة منظمات المجتمع المدني مهدية عبد الحسن ان اللجنة بدأت تنسق مع المنظمات الدولية الانسانية والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين من اجل تقديم خطة اغاثة لنازحي الموصل والتي من خلالها سيتم توفير اماكن لاستيعابهم، وكذلك امكانية توفير الطريق الامن لعائلات النازحين من اجل وصولهم الى المحافظات المختلفة، ومنها بغداد التي بالامكان ان تستوعبهم لحين تحسن الاوضاع.
حالة الطوارئ
اما رئيس لجنة النزاهة في المجلس كامل الزيدي فقد دعا البرلمان الى اعلان حالة الطوارئ في جلسة اليوم الخميس كونها مهمة وضرورية للجيش لتكون لديه مساحة واسعة لاعادة صفوفه والتحرك باتجاه اعادة هيكلته وتحويله الى حالة التصدي والاعداد لصولات واسعة لطرد الارهابيين.واوضح ان الامر يتطلب اعادة النظر في القيادات والصفوف والتشكيلات كجزء منهم من عملية الهيكلة، وكذلك فان الحشد الجماهيري والمنابر الاعلامية الوطنية يجب ان تساند الجيش العراقي في معركته.
دعم دولي
في غضون ذلك، استنكر ديوان الوقف الشيعي الهجمة الارهابية الشرسة لما يسمى بتنظيم (داعش) على محافظة نينوى.وطالب جميع الدول المشاركة في مؤتمر مكافحة الارهاب الذي عقد في بغداد مؤخرا الى الوقوف بحزم مع الشعب العراقي في حربه ضد المجاميع الارهابية.
واوضح بيان صحفي اصدره الديوان ان”الهجمة الارهابية التي قام بها تنظيم (داعش) في محافظة نينوى تمت بدعم ممن وصفهم بالحاقدين الذين يريدون للعراق الدمار والخراب وترويع اهله”.
واكد دعمه لجهود القوات المسلحة في محاربة المجاميع الارهابية وحماية البلاد من شرورهم، اضافة الى دعم خطى وتوجيهات المرجعية الدينية التي أدانت هذا العمل الاجرامي ووجهت الحكومة العراقية وسائر القيادات السياسية في البلاد بتوحيد كلمتهم وتعزيز جهودهم لدحر الارهابيين وتوفير الحماية للمواطنين والتآزر ورص الصفوف لدعم الحكومة لاعادة السيطرة على محافظة نينوى.من جهته، قال الوكيل الاداري في الديوان الشيخ سامي المسعودي لمندوب”الصباح” علي موفق: ان جميع الدول المشاركة في المؤتمر الاول لمكافحة الارهاب الذي عقد في بغداد مؤخرا مطالبة بضرورة الوقوف بحزم مع الشعب العراقي في حربه ضد الارهاب والتطرف.
واضاف ان الاوضاع التي تمر بها البلاد بحاجة الى وقفة جادة من المجتمع الدولي.
كما اشار الى ان المسؤولية الملقاة على عاتق المجتمع الدولي والمنظمات الانسانية كبيرة جدا وعلى الجميع تحملها كون ان الكثير من دول العالم تتعرض اليوم الى هجمة شرسة من قبل الارهاب الدولي المنظم الذي تقف وراءه جهات لا تريد الخير للبشرية في التسامح والعيش المشترك، مبينا ان الدول اليوم امام مسؤولية كبرى لفضح كوارث الاعمال الارهابية وادانتها بكل اشكالها واعتبار كل شخص يدعو للعنف والقتل سواء كان بدعوة او فتوى ارهابيا يجب محاكمته وكبح جماح هذه الفئة الضالة التي لا تعي اهمية حياة وكرامة الانسان سواء كان مسلما او مسيحيا او صابئيا او من ديانات ومعتقدات أخرى.
مصفى بيجي
في تلك الاثناء، اكد مصدر رفيع في وزارة النفط ان مصفى بيجي بأمان ولا توجد مشاكل امنية قريبة منه.وقال المصدر في تصريح لمندوب”الصباح” طارق الاعرجي: ان “المصفى يعمل بشكل طبيعي”، نافيا وجود افراد تنظيم “داعش” الارهابي قرب المصفى.
مساعدات إنسانية
وضمن المساعي الحكومية، ارسلت وزارة الهجرة والمهجرين 47 الف بطانية لتوزيعها بين نحو سبعة الاف اسرة نازحة من محافظة نينوى الى المحافظات القريبة.مدير دائرة شؤون الفروع في الوزارة محمد صفو النعيمي اكد لمندوبة “الصباح” اسراء السامرائي، ان الوزارة ارسلت صباح امس شاحنات محملة بـ47 الف بطانية الى المحافظات الشمالية التي تتواجد فيها الاسر، مشيرا الى ان اعداد الاسر في تزايد مستمر، اذ تجاوز عددهم الستة الاف و700 اسرة نازحة من نينوى كاحصائية اولية. وافاد النعيمي بان الامانة العامة لمجلس الوزراء قررت منح وزارة الهجرة خمسة عشر مليار دينار لتوزيع منحة الـ300 الف دينار بين الاسر النازحة، لاسيما ان مكاتب الهجرة تواصل عملها على مدار اليوم لوضع قاعدة البيانات والقوائم الخاصة بالاسر المشمولة فيها بهدف توزيعها بشكل فوري. واوضح ان الوزارة تحرص على توفير الفي خيمة في منطقة باعذرة بقضاء الشيخان كمرحلة اولى لاحتواء الاسر التي لا تجد مأوى خاصة بعد التنسيق بين الحكومة المحلية في محافظة دهوك ومنظمة الامم المتحدة.