المالكي: الحكومة لن تخذل أهالي نينوى مهما طالت المعركة12/06/2014 06:31
رهن القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي الاستقرار الامني في اي دولة باستقرارها سياسيا, مبينا ان المجاميع الارهابية استغلت الخلافات والمماحكات السياسية في البلاد لتنفذ هجمتها في الموصل, التي وصفها بأنها "خدعة ومؤامرة".
وقال رئيس الوزراء في كلمته الاسبوعية امس الاربعاء: ان الارهابيين كانوا على مرأى ومسمع من حالة عدم الاستقرار السياسي التي يشهدها البلد, ولم يكن الامر بعيدا عن هذا المؤثر الذي استغل لتنفيذ الهجمة في الموصل.وأضاف ان الحرب جولات سواء كانت مع جيوش او تنظيمات, ونينوى هي جولة من جولات الصراع مع الارهاب, وهي ليست الاخيرة, مؤكدا ان القوات العراقية ستعالج الموقف من دون الاعتماد على جهد احد بهمة ابناء محافظة نينوى الذين توجهوا الى التطوع وحمل السلاح لمواجهة المؤامرة التي حيكت نحو محافظتهم.وفسر المالكي وصفه لما حصل بـ"المؤامرة" على اعتبار ان ما موجود من عناصر القاعدة وداعش ليس بالمستوى الذي يواجه ويقابل ما كان موجودا من الجيش والشرطة, متسائلا عن ماهية وكيفية حصول الامر وانهيار بعض الوحدات العسكرية, التي اكد انه يعرف جواب هذا السؤال واسبابه.واستدرك ان "الوضع الآن ليس بصدد تحميل من قام بهذا الفعل وكيف تمت العملية ومن اين دخل هؤلاء ومن الذي اطلق الاشاعة ومن الذي امر بسحب الضباط والجنود حتى يحدث ارباك في الوحدات العسكرية, الا ان المهم اليوم هو معالجة الحالة واستعادة عملية تنظيم القوات المسلحة المعنية بتطهير نينوى من الارهابيين".واكد المالكي ان الجيش والشرطة أقوى من هؤلاء بكثير ولكن حصلت خدعة ومؤامرة قلبت الامر, مشيرا الى انه سيتم التعامل مع الارهابيين بقوة السلاح وبارادة ابناء المحافظة والعراق, مشيدا بالتحركات الاخيرة التي اتجهت نحو توحيد صف الوحدة الوطنية.وتابع "كما لا بد من معاقبة وملاحقة كل الذين القوا السلاح او الذين انسحبوا بقرار وتوصية من جهة معينة وهؤلاء لن يفلتوا من العقاب ابدا, كما اننا سنكرم الذين يصرون على الايفاء بالتزامات واجباتهم", منوها بوجود بعض القطعات التي ترفض الانسحاب رغم ما تمر به من ظروف صعبة.وقال المالكي ان "الازمات تدعو الجميع الى التوحد سواء كانت حكومة او معارضة فضلا عن جميع مكونات الشعب, لان هذا الخطر على العراق وليس على طرف سياسي او مكون من الشعب وانما على الجميع وعلى العملية السياسية برمتها ولن يستطيع احد ان يتعامل مع هؤلاء الاوباش الذين اندفعوا الى العراق لما واجهوه في سوريا كونهم وجدوا في المتآمرين المتواطئين فرصة لوضع قدم تصوروا انها ستبقيهم في نينوى".وأعرب رئيس الوزراء عن فرحه بما سمعه من طلبات ابناء محافظة نينوى للتطوع وحمل السلاح, قائلا "توكلوا وسنعيد بناء جيش رديف من المتطوعين من اصحاب الارادة الى جنب الجيش النظامي", مشيدا بكل من يريد التطوع من مواطنين وعشائر وكل الاحزاب, لافتا الى ان هناك محافظات شكلت الوية جديدة وسلحتها على حسابها ستدفع بها الى المعركة, حيث تشكل لواء كامل في كل محافظة كما ان الطلبات تقدم بمئات الالاف من المتطوعين لمواجهة الخطر الذي يواجه العراق.واعتبر المالكي ان العراق في مأمن مادام له شعب حي بهذا المستوى لن تأخذ من عزيمته وشجاعته هذه الانتكاسة, معربا عن فخره بوعي الشعب بهذه المؤامرة.
كما قدم المالكي شكره وعرفانه لمواقف المرجعية العليا المتمثلة بسماحة اية الله العظمى السيد علي السيستاني, الذي اصدر بيانا يجب ان يكون نبراسا لكل العراقيين في دعوته لادانة الحالة وضرورة التوحد في مواجهة الارهاب ومكافحته, قائلا: ينبغي ان يكون هذا البيان الدافع الاكبر لكل العراقيين الذين يؤمنون بهذا التوجه وبدور المرجعية في مواجهة الازمات".
هذا وشكر رئيس الوزراء, كلا من الامين العام للامم المتحدة بان كي مون, ومجلس الامن الدولي والاتحاد الاوروبي وكل الدول التي ابدت دعمها ومساندتها الى العراق وتعاطفت معه في مواجهة الارهاب, مثمنا موقف الجامعة العربية في ادراك خطوة الارهاب من خلال موقفها الواضح, مشيرا الى ان هذا الحشد الدولي يمنح البلاد قوة اضافية وشرعية في حربها ضد الارهاب ويزيدها عزما واصرارا, مؤكدا ان جولة نينوى لن تكون مورد ضعف او تراجع في الارادة التي عقدتها الدولة في محاربة الارهاب.
ووجه المالكي كلمة لمن تواطأ في هذه المؤامرة قال فيها ان "هؤلاء لن يصمدوا, ولكن نقول للذين تعاونوا معهم, بان الخسارة لم تكن على الحكومة وانما على الجميع وعلى سمعتكم وعلى سمعة العراق, وسنكون بموقع الكفيل الذي يتعهد باعادة سمعة العراق واعادة امن المواطنين في نينوى الذين اوصى مجلس الوزراء بالاهتمام بهم وكان موقفه موحدا بدرجة عالية بدعم واسناد الجيش في مواجهة تحديات العملية الامنية واللجان التي شكلت تجمع لادامة الزخم ودعم الاجهزة الامنية".
وختم المالكي كلامه بدعوة "كل القادة والضباط ان يراجعوا انفسهم وان يحاسبوها قبل ان تتم محاسبتهم وان يأخذوا بزمام المبادرة", مشددا على ضرورة تشكيل الوحدات التي كانت موجودة في نينوى من اجل طرد هؤلاء الارهابيين, مطالبا اهالي نينوى بعدم الاستسلام لهؤلاء, مؤكدا لهم بان الدولة والجيش وكل شيء في العراق معهم, وان طالت المعركة لن يكون هناك خذلان من الحكومة لاي محافظة من محافظات العراق تتعرض الى هجمة ارهابية.