«داعش» يحرق كنائس نينوى ويقتل بطرق طائفية
12/06/2014 06:33
وحدت القيادات العسكرية بجميع صنوفها، تساندها قطعات من قوات البيشمركة، مواقفها، في خطوة تسبق معركة تحرير الموصل، التي يتوقع ان تتم خلال الايام المقبلة لتخليص ابناء نينوى من وطأة "داعش" التي استباحت حرمات المحافظة حينما اقدمت على قتل الابرياء وفقا لانتماءات طائفية وعرقية، وفضلا عن نهبها ممتلكات الدوائر الحكومية وتفجير الكنائس وسطوها على المصارف وتهريب المجرمين من السجون، اصدرت "داعش" حكما بغلق جميع محال الحلاقة ومنع تجوال النساء السافرات وغلق قاعات ألعاب القوى والقاعات الترفيهية في نينوى.وعقب يوم واحد من الاعمال الارهابية التي تعرضت لها نينوى، سارعت اللجنة الوزارية التي شكلها مجلس الوزراء، الى اتخاذ جملة من الإجراءات والقرارات التي اعتبرتها ضرورية لمواجهة الأزمة وتحرير الموصل، داعية المدنيين في نينوى الى الابتعاد عن مراكز تواجد الارهابيين في الدوائر والمؤسسات الحكومية وغيرها لأنها ستكون هدفا لضربات القوات المسلحة.وبينما دعا رئيس علماء العراق الشيخ خالد الملا، جميع علماء الدين إلى توحيد مواقفهم ومساندة القوات الامنية لمحاربة الزمر الارهابية التي باتت تهدد أمن البلاد، اعلن مجلس شيوخ نينوى عن البدء بتشكيل صحوات في مناطق البعاج والقيارة والمحلبية لمجابهة المد الارهابي في مدينتهم، في حين أعلنت مجموعة من عشائر نينوى عن البدء بتحرير حي الوحدة في المحافظة من سطوة "داعش".

ودفعت الاعمال الاجرامية لعصابات "داعش" قرابة نصف مليون مدني الى النزوح من الموصل والمناطق المحيطة بها جراء الاعمال الوحشية التي استهلتها تلك العصابات بمجازر طالت المسيحيين والايزيديين والشبك والتركمان، في وقت اقدم فيه "داعش" على تشكيل محكمة "شرعية" في الموصل.ووسط تلك الصورة، تمكن جهاز مكافحة الارهاب بالتعاون مع عشائر صلاح الدين، من فرض السيطرة المطلقة على قضاء بيجي في المحافظة، بعد ان شهد تحركات ارهابية لم تدم طويلا بفضل بسالة قوات الامن، في حين تم تحرير مبنى المحافظة بشكل تام.



دعوات وزارية

وعقب تكليفها من قبل مجلس الوزراء امس الاول، دعت اللجنة الوزارية المكلفة بالنظر في احداث الموصل والعمل على تسويتها، المواطنين للوقوف مع القوات الامنية لدحر الارهاب، مشددة على عدم التواجد في الاماكن التي استولت عليها عصابات "داعش" في الموصل لانها ستكون عرضة للضربات العسكرية.

وتضمن البيان ايضا:

1- تدعو اللجنة أبناء المحافظة وعشائرها للوقوف مع الجيش والشرطة بتشكيل أفواج من المتطوعين والحشد الشعبي لدعم الأجهزة الامنية وتشكيل أفواج من المتطوعين من أبناء العراق.

2- وجهت المواطنين المدنيين في نينوى بالابتعاد عن مراكز تواجد الارهابيين في الدوائر والمؤسسات الحكومية وغيرها لأنها ستكون هدفا لضربات القوات المسلحة.

3- منحت اللجنة الموظفين اجازة مفتوحة الى حين تحرير المدينة ويقتضي عليهم عدم التواجد في الدوام والدوائر خلال هذه الفترة.

4- وقفت اللجنة وباهتمام كبير امام ظاهرة محاولة إثارة الخلافات الطائفية أو العرقية بين مكونات الوحدة الوطنية والشعب العراقي، لذا فإننا نؤكد لأبناء الشعب العراقي سنة وشيعة وعربا وكردا وتركمانا، من مسلمين ومسيحيين وصابئة وايزيديين وشبك، وكل المكونات أنكم جميعا سواسية امام المسؤولية وانكم في حماية الدولة.

5- تدعو اللجنة كافة علماء الدين والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني ورؤساء العشائر والشخصيات الوطنية والأدباء والرجال والنساء للوقوف صفا واحدا بوجه الارهاب ودحره . 6- تدعو اللجنة الجميع لإخبار غرفة العمليات عن كل ممارسة طائفية أو عرقية أو أية ظاهرة مشبوهة وملاحقة القائمين بها ومحاسبتهم وفق القانون، كما تؤكد اللجنة الوزارية على المواطنين كافة بضرورة الإخبار عن أي شخص أو جهة تحمل السلاح خارج إطار القانون، وتم تخصيص الرقم الساخن(151) للاتصال من جميع شبكات الاتصال.



توحيد جهود الجيش

وبهدف اعادة توازن القوات المسلحة، وتوحيد جهودها، تمهيدا لخوض معركة تحرير الموصل، كشفت اللجنة الامنية في مجلس محافظة كركوك، عن تشكيل قيادة مشتركة في مقر القيادة 12 التابع لعمليات دجلة الواقعة في منطقة كيوان شمال غربي المحافظة مع قوات البيشمركة، نافية الانباء التي روجت عن انسحاب قوات الفرقة 12 من مقر قيادتها.

وقال نائب رئيس اللجنة محمد خليل الجبوري في حديث صحفي، إن "اتفاقا مشتركا تم بين قوات الفرقة 12 التابعة لعمليات دجلة مع قوات البيشمركة على تشكيل قيادة مشتركة في مقر قيادة الفرقة 12 الواقعة في منطقة كيوان، مبينا ان "قوات من الفرقة 12 والبيشمركة تعمل الآن بصورة مشتركة لتأمين حدود محافظة كركوك المحاذية لنينوى". في تلك الاثناء، قال نائب رئيس لجنة الامن والدفاع النيابية اسكندر وتوت إن وزارة الدفاع بدأت بتحشيد صفوفها للتوجه إلى مدينة الموصل، مبينا أن قضية تحرير المدينة لا تستغرق إلا ساعات .وأضاف وتوت لـ"المركز الخبري لشبكة الاعلام العراقي" أن " القوات العسكرية تتأهب لضرب عناصر "داعش" في مدينة الموصل وفق خطة عسكرية عالية المستوى لا يمكن الافصاح عنها في الوقت الحالي".

وأشار الى أن " وزارة الدفاع ستستعمل اسلحة متطورة وطائرات للقضاء على مجاميع "داعش" في الموصل ".

ووسط ذلك، اعلنت مجموعة عشائر نينوى، عن مقتل 23 "إرهابيا" وتحرير حي الوحدة في الموصل.وذكر "المركز الخبري لشبكة الاعلام العراقي" نقلا عن احد شيوخ العشائر ويدعى اياد البرية قوله، إن "عددا من عشائر نينوى تحركت باتجاه حي الوحدة وطردت "داعش" من الحي، وقتلت 23 ارهابيا، أغلبهم كانوا يقاتلون في سوريا".واضاف البرية، أن "المجاميع الارهابية هددت جميع الموظفين في حي الوحدة، وطلبت من المواطنين مبايعة عصابات "داعش" وإعلان "ما يسمى الدولة الاسلامية في العراق والشام".

في غضون ذلك، تمكنت القوات الامنية، من تحرير مبنى محافظة صلاح الدين وسط تكريت بعد سيطرة عناصر من تنظيم "داعش" عليه، في حين استطاعت قوات النخبة بسط سيطرتها المطلقة على قضاء بيجي في المحافظة.ونقلا عن قناة "العراقية" في خبر عاجل فان "القوات الامنية تمكنت من تحرير مبنى محافظة صلاح الدين" كما تمكنت "قوات النخبة من تكبيد عناصر "داعش" خسائر جسيمة في الارواح والمعدات في قضاء بيجي، وفرضت سيطرتها المطلقة عليه".

بدوره، قال عضو ائتلاف دولة القانون النيابية كمال الساعدي، إن مخابرات إقليمية وأخرى دولية، فضلاً عن "داعش"، شاركت في احتلال الموصل.

وأوضح الساعدي، لـ"المركز الخبري لشبكة الاعلام العراقي" أن" هناك مخابرات إقليمية ودولية تقف وراء احتلال مدينة الموصل، فضلاً عن الدعم الداخلي، الذي وفر المعلومات" .ولفت إلى أن" الانسحاب العسكري بطريقة الخيانة العسكرية؛ سبب احتلال ما تبقى من مناطق الموصل، وهذه الاحداث تحتاج إلى تحقيق وستكشف الايام المقبلة، عن حقيقة المتورطين في هذه الخيانة". وتابع" نأمل أن يتوج مجلس النواب نهاية دورته، بإعلان حالة الطوارئ في البلاد".

الى ذلك، قال قائد الفرقة الذهبية فاضل برواري، إن الفرقة مستعدة لتخليص محافظة الموصل، من عصابات "داعش" الإرهابي.

وبين برواري، لـ "المركز الخبري لشبكة الاعلام العراقي" أن" فوجين تابعين للفرقة الذهبية قاتلا عصابات داعش الإرهابي، إلى وقت متأخر في الموصل، لكن بسبب انسحاب الجيش اوقفنا القتال، لحين إعادة هيكلة الجيش .

في تلك الاثناء، ابدت وزارة الدفاع مزيدا من الثقة بقطعاتها العسكرية، التي اكدت مقدرتها العالية على تصحيح المسار وتجاوز الأخطاء التي حدثت، مبينة عزم تلك القوات على تنفيذ عمليات مدبرة على كافة المواقع التي دنستها التنظيمات الإرهابية.واوضحت الوزارة، خلال بيان صحفي تلقت "الصباح" نسخة منه " ان ماحدث من تداع في أداء الوحدات العسكرية في الموصل ليس نهاية المطاف وقد أحُتلت الكثير من المواقع والمدن سابقا في العراق او في بلدان أخرى ووقعت بيد العصابات الإرهابية وقد تم تحريرها واستعادتها من قبل القوات الأمنية والمواطنين الشرفاء المدافعين عن العراق وأهله وان العبرة بالخواتيم وما النصر إلا من عند الله".الى ذلك قررت الوزارة، إحالة الضباط والمراتب المتسربين والمتخاذلين الى المحاكم العسكرية لاتخاذ الاجراءات القانونية بحقهم، مؤكدة في بيان صحفي لها ان تلك المحاكم ستصدر احكاما غيابية بحق الضباط والمراتب الذين لم يلتحقوا الى وحداتهم.



نزوح جماعي

وعقب يوم واحد من استيلاء المجاميع الارهابية على نينوى، زحف الالاف من ابناء المحافظة الى المدن القريبة هربا من الاعمال الارهابية التي ارتكبها الارهابيون والتي استهلها بمجازر راح ضحيتها العديد من المسيحيين والايزيديين والشبك والتركمان، في عمليات تحمل بصمات طائفية واضحة.

فقد أعلنت المنظمة الدولية للهجرة في العراق، امس الأربعاء، أن أكثر من 500 ألف مدني نزحوا من الموصل والمناطق المحيطة بها جراء المعارك التي اندلعت قبل أيام، ونتيجة لاعمال "داعش" الاجرامية بحق العزل.ونقلت المنظمة عن فرقها المنتشرة في المناطق الساخنة قولهم إن المعارك أوقعت "عددا كبيرا من الضحايا بين المدنيين"، مشيرة إلى أن المعارك حالت دون وصول المصابين إلى مستشفيات المنطقة.كما تحدثت المنظمة عن ثلاثة محاور رئيسة لتحركات المدنيين داخل الموصل من الضفة الغربية إلى الضفة الشرقية لنهر دجلة، وإلى مناطق أخرى في محافظة نينوى وباتجاه كردستان العراق.وطالبت المنظمة السلطات المحلية بمساعدة المنظمة الدولية للهجرة ووكالات دولية أخرى لاحتواء الأزمة الإنسانية في المنطقة، مشيرة إلى أنها قدمت مساعدات أساسية غير غذائية للسكان.الى ذلك فجر مسلحون من "داعش" بعبوات ناسفة كنيسة شرقي الموصل.وذكر تقرير صحفي، ان "مسلحين من "داعش" قاموا بتفجير كنيسة قيد الانشاء بعد تفخيخها بعبوات ناسفة في حي الوحدة شرقي مدينة الموصل مركز محافظة نينوى".بدورها، طالبت عضو مجلس المفوضية العليا لحقوق الإنسان سلامة الخفاجي، المنظمات الإنسانية للأمم المتحدة بمساعدة العوائل النازحة من الموصل، وذلك بتهيئة مخيمات وتوفير مواد غذائية كافية لهم، إثر تركهم مدنهم إلى القرى القريبة من الحدود بين نينوى وإقليم كردستان. وقالت الخفاجي لـ "المركز الخبري لشبكة الاعلام العراقي" إن "على حكومة إقليم كردستان فتح المعابر الحدودية للنازحين ونصب مخيمات في المناطق القريبة من الحدود لإيوائهم"وأضافت ، أننا " طالبنا المفوضية العليا لحقوق الإنسان، بالتنسيق مع حكومة إقليم كردستان لتوفير أماكن آمنة للاجئين، بعيداً عن مناطق الخطر"في غضون ذلك، اقتحم افراد "داعش" القنصلية التركية في الموصل واحتجزوا القنصل مع عدد من موظفي القنصلية .

وقال رئيس اللجنة الامنية في مجلس محافظة نينوى بشار الكيكي خلال تصريح صحفي، ان"ارهابيي "داعش" اقتحموا القنصلية التركية في محافظة نينوى بمنطقة الجوسق جنوبي الموصل واحتجزوا موظفيها الذين هم بدرجة دبلوماسيين بينهم القنصل التركي "اوز تورك يلماز".

في تلك الاثناء، قال إمام جامع الصديق في منطقة الساحل الأيمن في محافظة نينوى إبراهيم سعيد ، إن عصابات "داعش" الارهابية شكلت محكمة شرعية، وأصدرت 12 حكما "داعشيا" جديداً.وأضاف سعيد في تصريح لـ "المركز الخبري لشبكة الاعلام العراقي" ان " عصابات "داعش" أصدرت حكما بغلق جميع محال الحلاقة ومنع تجوال النساء السافرات وغلق قاعات ألعاب القوى والقاعات الترفيهية".

وتابع أن " داعش احتلت جميع المدارس ومراكز الشرطة في الساحل الأيمن والساحل الأيسر، وهناك منشورات تهدد أبناء المحافظة الرافضين لوجود داعش ".