النجيفي: العراق يتعرض الى غزو خارجي11/06/2014 07:30
على خلفية أحداث محافظة نينوى الاخيرة، رأى رئيس البرلمان اسامة النجيفي ان الحل الاوحد هو التعاون بين كل القوى السياسية والجماهير الشعبية والعشائر وابناء العراق من كافة القوميات والمذاهب، وبذل كل ما يتطلب من تعاون وطني ودعم للقوات المسلحة والاستعانة بقوات البيشمركة والمجتمع الدولي وبالخبرات والاسلحة لصد الهجمة الارهابية.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده النجيفي في مبنى البرلمان امس الثلاثاء، اكد فيه ان هناك غزوا خارجيا من جنسيات مختلفة للعراق مدعوم وممول بقوة، مشيرا الى ان الوقت الآن يستدعي دحر هذه المجاميع وعودة البلد الى عافيته وبعد ذلك يتم التفتيش على مصدر دعمهم، مشددا على ضرورة التوحد لمهاجمة تلك المجاميع.
وسيطر مسلحون ينتمون لتنظيم «داعش»، على مبنى محافظة نينوى ومطار الموصل وقناتي سما الموصل ونينوى الغد الفضائيتين، فضلا عن مراكز امنية ومؤسسات رسمية أخرى، كما انتشروا في الساحلين الايمن والايسر من المدينة، فيما تمكن الاف السجناء من الهروب من سجون بادوش والتسفيرات ومكافحة الارهاب في المحافظة، بعد سيطرة المسلحين عليها.
ودعا النجيفي الجيش الى أخذ الحيطة والحذر من توجه المجاميع الارهابية نحو محافظة صلاح الدين.
وعزا ما حصل في الموصل الى إهمال القيادات الامنية وعدم وجود معلومات مسبقة, رغم تأكيده ان «محافظة نينوى زودت هذه القيادات بمعلومات على مدى الاسابيع الماضية بوجود تجمعات لهذه التنظيمات الارهابية ولكن لم تحصل اي اجراءات احترازية»، والحديث لرئيس البرلمان.
وطالب النجيفي باجراء تحقيق في ازمة نينوى ومحاسبة القيادات العسكرية التي اهملت واجبها وتكليف قادة اكفاء قادرين على ادارة هكذا معركة وتجهيزهم بكل القوة اللازمة لحسم الموضوع.
ووصف رئيس مجلس النواب الاحداث في نينوى بانها «كارثة في كل المقاييس ويجب ان يكون هناك تعاون بين كل القوى السياسية والجماهير الشعبية لصد هذه الهجمة الارهابية وبذل كل ما يتطلب من تعاون وطني ودعم للقوات المسلحة والاستعانة بقوات البيشمركة والمجتمع الدولي وبالخبرات والاسلحة ويجب ان يكون هذا القرار عراقيا ويقدر المصلحة وحجم المساعدة المطلوبة».
وأضاف ان «وجود هذه المجاميع الارهابية في ثاني محافظة في العراق وهي نينوى لا تهدد وحدة العراق فقط بل كل منطقة الشرق الاوسط ودول الجوار فنينوى فيها منابع المياه والنفط والقوى البشرية الكبيرة».
واكد النجيفي انه تواصل شخصيا مع اقليم كردستان اذ ابدت قياداته استعدادا كاملا لدعم الجيش والشرطة العراقية، غير ان الامر يحتاج الى تنسيق مسبق مع القيادات في بغداد .
كما نوه النجيفي بانه تواصل مع كل القادة السياسيين ومع سفراء الدول الكبرى وبعض الدول الخارجية بهدف حشد الرأي العام الداخلي والخارجي في التصدي لهذه الهجمة الارهابية الخطيرة، مشددا على ضرورة ايجاد خط صد قوي ومساهمة شعبية جماهيرية مع القوات المسلحة بالتعاون الكامل للقضاء على المجاميع الارهابية، مؤكدا ضرورة تجاوز الخلافات هذه الايام لان هناك غزوا خارجيا للعراق يتطلب وحدة وطنية تصل الى مستوى التحديات ومواجهة هذه المجاميع بكل قوة.
ونفى رئيس البرلمان هروب او خروج شقيقه محافظ نينوى أثيل النجيفي الى خارج المحافظة بعد ان سيطر المسلحون على مدينة الموصل، قائلا: ان «محافظ نينوى موجود داخل المحافظة ويحاول تجميع القوات المتناثرة هنا وهناك لتشكيل خط صد داخل المحافظة كواجب امني، وفي الجهة الاخرى الجانب الاغاثي لمئات الآلاف من اهل نينوى الذين بدؤوا يغادرون المدينة لانقطاع الماء والكهرباء وغياب الامن في ظل سيطرة هذه المجاميع الارهابية».
وتابع ان «هناك عملا كثيرا يقوم به اهل نينوى ونوابها ومجلس محافظتها ولكن يجب ان يدعموا بالقوة العسكرية والاغاثية من بغداد وقد تواصلت مع وزير الهجرة والهلال الاحمر والبعثة الاممية لتقديم كل ما يلزم للنازحين من محافظة نينوى».
وأشار النجيفي الى «عدم حصول اي لقاء مع القائد العام للقوات المسلحة لحد الان ولكن تواصلنا مع المسؤولين في وزارة الداخلية ورئيس اقليم كردستان وبعض القادة العسكريين والقيادات السياسية ومن المؤمل ان يكون هناك اجتماع للقيادات السياسية من الخط الأول في البلد لبحث هذه الازمة».
وعن طلب الحكومة اعلان حالة الطوارئ في البلاد، بين رئيس مجلس النواب ان «حالة الطوارئ لها شروط وكما مذكور في الدستور فانها تقدم بطلب مشترك من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء الى البرلمان وتحدد ضمن سقف زمني وهو شهر واحد على ان تقدم النتائج بعد 15 يوما من اعلان الطوارئ ولكن مجلس النواب شارف عمله على الانتهاء ولدينا فقط اربعة ايام اخرى وفي كل الاحوال يجب ان يكون هناك عمل ضمن الصلاحيات المتاحة وهي كثيرة ولكن يجب استغلال كل الجهد الوطني لمواجهة الارهاب واغاثة النازحين».هذا واعلن النجيفي خلال المؤتمر، قرب عقد اجتماع سياسي لبحث الأزمة الامنية في البلاد ومطالبته الولايات المتحدة الاميركية دعم العراق في حفظ الأمن، قائلا: « لقد طالبنا الولايات المتحدة خلال لقائنا بسفيرها في العراق ستيفن بيكروفرت بان يكون لبلاده دور في دعم العراق ضد هذه الهجمة الارهابية ضمن اطار الاتفاقية المشتركة، وقد وعد ببحث الامر بصورة مستعجلة كما طلبت اغاثة عاجلة للنازحين تقدم من المجتمع الدولي».وشدد على ضرورة «مشاركة قوات البيشمركة الكردية فهذا امر ضروري جدا لان العمليات تجري على الاراضي والحدود المشتركة بين نينوى والاقليم فالارهاب لن يتوقف في نينوى بل سيهاجم اقليم كردستان اذا لم يبادر الاقليم بمساعدة الجيش والشرطة وبتنسيق عال».وقال النجيفي: «طلبت من بارزاني تقديم الدعم العسكري والانساني لكل النازحين من نينوى»، مبينا ان الاخير وجه الاقليم بفتح كل الامكانات الموجودة من مستشفيات وامكانيات غذائية وطبية وإنسانية لدعم نازحي نينوى واعانتهم بكل ما يستطيعون».ودعا رئيس مجلس النواب الى «وجوب تجهيز القوات الامنية بكل الامكانيات الوطنية والدولية الصديقة لدحر هذا الارهاب بكل الوسائل الممكنة لانه لن يتوقف حتى يدمر البلد اذا لم نتصد له كمواطنين وحكومة وبرلمان وقوى سياسية ودول صديقة للعراق».
وتابع «ان الهجمات الارهابية في الطوز وديالى وبغداد وغيرها كلها متصلة ضمن مؤامرة واحدة ضد وحدة العراق والدولة العراقية ووحدة الشعب واثارة للنعرة الطائفية ومحاولة لتمزيق البلد وهو عدو واحد يجب التصدي له ولكن يجب ان يتم التعاون والثقة وتوزيع المسؤوليات وابعاد الضباط غير الاكفاء وتشجيع القوات المسلحة وقيادتها قيادة صحيحة».وختم النجيفي كلامه بالقول: ان «الخلاف السياسي والتقاطع ما زال موجودا ولكن يجب ان نتجاوز هذا الموضوع»، معلنا استعداده الآن للاجتماع مع كل القيادات السياسية ومنهم رئيس الوزراء للتعاون في سبيل صد هذه الهجمة، لافتا الى ان الخلافات السياسية تحل بالمسار السياسي ولكن الموضوع الامني يجب ان يتم العمل عليه بقوة وبسرعة متجاوزين الخلافات وموحدين الجهود في سبيل القضاء على الارهاب.