العمل العراقي في التعامل مع المستجدات الأمنية والعسكرية
عباس علي العلي
الحوار المتمدن- 2014 / 6 / 11 - 20:40
قبل أن نبحث عن تصورات الحل وعناصر القوة والضعف فيه علينا أن نتحلى بالشجاعة وأن نصارح الشعب بالحقيقة المرة , حقيقة أننا فشلنا في بناء دولة ونظام وجيش وعقيدة ومواطنة , بعدها نطلب شيئا واحدا فقط هو أن لا ندع هذه الأزمة تحطم أخر بقايا الوجود العراقي , من هنا يمكننا أن نبدأ بالمعالجة الصحيحة المعالجة الوطنية الحقة التي تمنع سلسلة النكسات التي تضرب مفاصل مهمة من وجودنا ,الحل يجب أن يركز على ثلاث عناصر مهمة أولها الخيار العسكري الذي يجب أن يركل إلى عناصر مهمة داخل المؤسسة العسكرية ليس على طريقة أختيار التسلسلات بل على خيار التطوع الحر , كثيرا من ضباط المؤسسة العسكرية خارج المحاصصة والتحزب قادرون فعلا على أن يتقلدوها بشرف ولهم تاريخ مجيد أنا الذين في الواجهة دوما فهم الفقاقيع التي تطفو على الماء .
الخيار العسكري لا يبتنى على ردة الفعل فقط وإن كان من الأولى الآن وقف التمدد القادم من شمال بغداد وتعزيز القطعات المدافعة بقادة أكفاء وبموجب سياق المعركة التي يعلمها من عرف العسكرية وأحكامها وعدم الزج بقطعات لم تتهيأ اصلا لأنها ستكون الخاصرة الضعيفة التي ينفذ منها هذا التمدد إلى مناطق الخطر المحتملة .
الخيار العسكري أيضا يجب أن لا تزيده الضغوط الانفعالية الناتجة من حالة التوتر ورد الأعتبار على الخطة العسكرية ولا بد من استكمال المقدمات واللوازم والأسباب قبل الشروع بالرد ,وخاصة أن المعركة مع قوات مدربة عسكريا جيدا وتمتع بتفوق نفسي ودعم من الحواضن المستفزة بالخطاب الطائفي .
يأت الخيار الأخر والمهم هو الخيار السياسي والإعلامي والنفسي الذي يبدآ من مواجهة الحرب النفسية التي مزقت الرأي العام وعلى القادة أن يظهروا وحدة حقيقية وجادة والعمل معا خلف الجيش وقيادته خارج الشخصنة وتأجيل وقت الحساب والمحاسبة إلى أشعار أخر وأعتبار أن أي تشتيت في الجهد الوطني هو خيانة للعراق كله .
الخيار الأمني وهو حماية الجبهة الداخلية من الخرق من الخلايا النائمة ومراقبة الأجواء وتنشيط العمل الأستخباري والبدء بعملية توعية للمواطنين وتخصيص منافذ اتصالات سريعة لتعبير أي معلومة أو ظاهرة غير مطمئنة للتعامل السريع معها دون إهمال أي جزئية دون التحقق منها .
التوقعات الأمنية يجب الرجوع فيها إلى خبراء أمنيين وضباط ذوي قدرة من خلال غرفة عمليات مشتركة تجمع كل القوى الأمنية والمساندة والمرابطة في أطار واحد وتقسيم العمل على عدة مراكز للتصرف وعدمن ترك القيادة بيد أشخاص وإنما أعتماد العمل على نظرية الفريق بدل القيادة المتفردة وأبعاد كل العناصر الانتهازية والمتملقة والتي يهمها المكاسب والمغانم .
ثم مؤشرات إيجابية الآن على الطريق توحي إلى نوع من التفاؤل الحذر وهي :.
• الشعور الوطني العام خارج المسميات أن كارثة الموصل نبهت على عمق الأزمة وأن الطائفية هي مصدر وأساس الأزمة في العراق .
• الجميع يشعر الآن أنه مقابل وحدة العراق لا بد من وحدة في الولاء بعيدا عن الحكومة وإشكال العملية السياسية .
• الجيش العراقي كمؤسسة جامعة وصائنة للوطن كان يعاني خلالا وأخطاء في البنية والتبني لا بد من معالجة أسبابها جذريا في المستقبل ولا بد الآن من الوقوف إلى جانبه دون المساس به حفاظا على ما تبقى من ثقة ودور وطني له .
• انكشاف الكثير من الواجهات والقوى وموقفها من قضية الوحدة الوطنية وسقوط الأقنعة والشعارات الزائفة التي كانت تنطلي على البسطاء وأصحاب النوايا الطيبة .
• الصدمة القوية كانت من القوة حيث أفرزت وعيا شعبيا أن من خدعنا طيلة هذه الفترة سوف لن يكون له مكان بعد انجلاء غبار المعركة وليس في رصيده إلا الفشل ومن المتوقع ان تشهد المرحلة القادمة تغييرات مهمة في الوجوه والخطاب والتعاون مع قوى الشعب الحقيقية بما عرت هذه الأزمة