في قلب مدينة أربيل، في إقليم كردستان العراق، تقبع تلة قديمة يبلغ ارتفاعها ما بين 25 إلى 30 مترا فوق سطح الأرض.
على قمة هذه التلة تقع واحدة من أقدم المدن في العالم، والمعروفة باسم قلعة أربيل.
تبلغ مساحة هذه المدينة المحصنة 102 ألف متر مربع، وتقع في منطقة شهدت احتلالا
مستمراً منذ ما لا يقل عن 5 آلاف سنة قبل الميلاد. اللون الأصفر الرصاصي للقلعة
والجدار المحصن المحيط بها يمنحها مشهدا فريدا في منطقة الشرق الأوسط.
تضم التلة المحصنة حوالي 100 منزل تقليدي تم بناؤها متجاورة فيما بعضها لتشكل جدارا
محصنا يشبه إلى حد الكبير القلاع المحصنة في العصور الوسطى ويمكن الوصول إليها
من خلال متاهة من الأزقة الضيقة. كما تضم التلة ثلاثة سلالم على منحدراتها الشمالية
والشرقية والجنوبية، تؤدي إلى أبواب المنازل الخارجية المبنية على الحافة. في الأصل،
لم يكن هناك سوى منحدر واحد هو المنحدر الجنوبي الذي يطل على بوابة ضخمة مقوسة
تؤدي إلى ساحة صغيرة مفتوحة، والتي بدورها تؤدي إلى أربعة أزقة رئيسية متشعبة في
كل الاتجاهات مثل أغصان الشجرة.
رغم صغر حجمها، تم تقسيم القلعة إلى ثلاث مناطق هي سراي والتكية وطوبخانة.
احتلت العائلات الكبيرة والبارزة منطقة السراي، وخصصت منطقة التكية لمنازل الدراويش،
ويعيش في طوبخانة الحرفيون والمزارعون.
خلال العشرينات، كان هناك حوالي 500 منزل داخل القلعة. وبدأ عدد السكان ينخفض
تدريجيا خلال القرن العشرين عندما انتقل السكان الأكثر ثراء للعيش خارج القلعة في
منازل أكبر بها حدائق. وفقا لتعداد عام 1995، بلغ عدد سكان القلعة 1600 نسمة يعيشون في 247 منزلا.
وقد اعترفت حكومة إقليم كردستان بأهمية القلعة، وهي تعمل حاليا مع اليونسكو لحماية
وصيانة هذه الجوهرة المعمارية. ففي عام 2007، تم ترحيل سكان القلعة لبدء أعمال البناء والترميم.
وسمح لعائلة واحدة مواصلة العيش في القلعة حتى لا تفقد القلعة لقبها كأقدم قلعة مؤهلة
بالسكان منذ 8000 عام وتخطط الحكومة لنقل 50 أسرة للعيش في القلعة فور الانتهاء من أعمال الصيانة.